نيويورك (وكالات) قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن التجربة العربية والأفريقية، تلخص أزمة العالم، والغايات التي قامت من أجلها الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن مصر تقع على حافة أخطر بؤر الإرهاب في العالم، وتتبنى إصلاحات جذرية شجاعة. وأشار السيسي، في كلمته خلال الجلسة المسائية للجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة قبل الماضية، إلى أن لاجئاً من كل ثلاثة لاجئين في العالم حالياً ينتمي للدول العربية، موضحاً أن الدول العربية هي المنطقة الأكثر تعرضاً للإرهاب. وأضاف السيسي أن أفريقيا تقع في موقع القلب في السياسة الخارجية لمصر، مشيراً إلى أن مصر تستمد من أفريقيا تاريخها وهويتها. وأكد الرئيس السيسي أن مصر من أوائل الدول المشاركة في تأسيس الأمم المتحدة، قائلا إن «لدينا في مصر إيمانا عميقا بأهداف الأمم المتحدة». وتابع الرئيس المصري، إن أهداف ومقاصد الأمم المتحدة لاتزال صالحة لتأسيس عالم يتيح لكل أبنائه فرصة الاستفادة من إنجازات التقدم العلمي وثورة المعلومات، التي ربطت بين مجتمعات العالم بشكل غير مسبوق. وذكر: «كلما نجتمع في هذا المحفل المهم تتجدد آمال شعوبنا في الحصول على حقها العادل في السلام والتنمية.. العالم يمر بتغيرات سواء المناخ والكوارث الطبيعية وأخرى من صنع البشر كالحروب والإرهاب». وأكد الرئيس المصري ان المخرج الوحيد من الأزمات الحالية التي يشهدها العالم هو الاعتماد على إنشاء الدولة المدنية الحديثة التي تحقق طموحات الشعوب وتقوم على سيادة القانون وتتجاوز الخلافات الدينية والمذهبية. وحض الرئيس المصري الفلسطينيين على «الاتحاد»، وان يكونوا مستعدين «لقبول التعايش» بسلام مع الإسرائيليين». وقال السيسي في الخطاب الذي جاء بعد يوم على لقائه الأول مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ان اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني هو «الشرط الضروري للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار». وخرج السيسي عن خطابه المعد ليتوجه إلى الفلسطينيين بالقول انه من المهم «الاتحاد خلف الهدف وعدم الاختلاف وعدم إضاعة الفرصة والاستعداد لقبول التعايش مع الآخر مع الإسرائيليين في أمان وسلام». كما توجه السيسي بنداء مشابه إلى الاسرائيليين وقال «لدينا في مصر تجربة رائعة وعظيمة في السلام معكم منذ أكثر من 40 سنة ويمكن أن نكرر هذه التجربة وهذه الخطوة الرائعة مرة أخرى، وأقول أمن وسلامة المواطن الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الفلسطيني». وقال السيسي «إن إغلاق هذا الملف من خلال تسوية عادلة تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية وتنشئ الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، هو الشرط الضروري للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار والتنمية». وأكد ان «تحقيق السلام من شأنه أن ينزع عن الإرهاب إحدى الذرائع الرئيسة التي طالما استغلها كي يبرر تفشيه في المنطقة». كما وتوجه إلى الرئيس الأميركي بالقول «لدينا فرصة لكتابة صفحة جديدة في تاريخ الإنسانية من أجل تحقيق السلام في هذه المنطقة».وبالنسبة للشأن السوري أكد الرئيس المصري ان السلام والاستقرار في سوريا لا يتأتى إلا من خلال حل سياسي يتوافق عليه جميع السوريين. وفيما يتعلق بالشأن الليبي فأشار الى ان بلاده لن تسمح باستمرار محاولات العبث بوحدة الأراضي الليبية ومقدرات شعبها.
مشاركة :