نيويورك (وام) أشاد معالي العلامة عبدالله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بجهود الإمارات الرائدة في التصدي لجريمة الاتجار بالبشر دوليا ومحليا من خلال سنّها قانونا اتحاديا مجرما لهذا الفعل. وشدد ابن بيه في كلمته التي ألقاها أمام الهيئات غير الحكومية العاملة بالأمم المتحدة تلبية لدعوة من المنتدى الاقتصادي دافوس في نيويورك الذي نظم الفعالية، على ضرورة مواصلة بذل المزيد من الجهود في مكافحة الاتجار بالبشر الذي تجاوز الصور التقليدية للاستعباد بسبب الدين والعرق ليتجسد في أنماط جديدة تقوم على العامل الاقتصادي وأثر الأنظمة الاستهلاكية التي لا ترعى كرامة الإنسان والقيم الأساسية الضامنة لها. وبين معاليه أن الأسباب المنتجة لهذه الظاهرة كثيرة ومتعددة وفي مقدمتها الحروب التي تسبب الهجرات وتشتت الأسر وتجعل الفئات الأكثر هشاشة في وضع يسمح باستغلالهم وانتهاك حقوقهم ويحولهم إلى بضاعة رخيصة وأرواح مهانة. وفي هجوم شديد اللهجة على المنظمات الإجرامية المتاجرة بالبشر وأفعالها الدنيئة المجرمة التي توظف فيها الاختراعات العلمية والتكنولوجيا الحديثة.. دعا رئيس المنتدى إلى ضرورة أن يتوازى التقدم العلمي مع التقدم الأخلاقي لتأطير وتحصين هذه الاختراعات بسياج من قيم الخير والمحبة والسلام. وشبّه ابن بيه الدين بالتكنولوجيا في كونه طاقة هائلة يمكنها أن تبني وتعمر إذا استثمرها الخيرون ويمكنها أن تهدم وتدمر إذا استغلها الأشرار.. معتبرا أن الإيمان لا ينبغي أن يختزل في البحث عن طريق النجاة في العالم الآخر فحسب بل يجب أن يكون عاملا أساسيا في هذا العالم بما يملك من قيم الخير والتضامن والعطف والرحمة والحب وبذل المعروف وبخاصة للمستضعفين.
مشاركة :