الدوحة - الراية وقنا: أكد سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة أن قطر تمتلك برامج وخططاً تجعلها على درجة عالية من الاستعداد والجهوزية لمواجهة الطوارئ والأزمات في قطاعي الطاقة والصناعة. وأشار سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة إلى أهمية هذا الموضوع المتعلق بإدارة المخاطر، وذلك خلال كلمة له بندوة عقدتها جامعة جورجتاون بعنوان «القيادة والمرونة في إدارة الطوارئ» أقيمت على هامش الاحتفال بإطلاق برنامج درجة الماجستير التنفيذي في إدارة الطوارئ والكوارث بالجامعة، الذي يركز بشكل خاص على منطقة الخليج. كما استعرض سعادته تجربة دولة قطر في إدارة الطوارئ، حينما تعرّضت لحصار جائر بشكل مفاجئ من قبل بعض دول الجوار، ومع ذلك تمكّنت من تسليم شحنات الغاز والنفط لعملائها دون أي تأخير أو تخلف عن أي من عملائها. وأكد على أن رد فعل قطر على هذا الحصار أظهر جلياً مدى استعدادها لمثل هذه الطوارئ من خلال تفعيل برامجها للطوارئ، واستمرارية العمل بالدولة دون توقف، خاصة في قطاعي الغاز والنفط. وأوضح أن حرص إدارة جامعة جورجتاون على تقديم هذه الدراسة ضمن المناهج الدراسية التي تقدّمها لطلابها في قطر، يعد أمر داعماً لرؤية قطر الوطنية 2030 لتحقيق التنمية المستدامة لهذا البلد. العالم والكوارث وأفاد بأن العالم يواجه العديد من الكوارث والطوارئ بشكل متكرّر سواء كان هذا من جرّاء الكوارث الطبيعية أو من فعل البشر مثل الإشعاعات التي سبّبتها كارثة تشرنوبيل وتلوث المحيطات ببقع النفط، وهي أمر يدعو لاستمرار هذه النوعية من البرامج الدراسية والبحثية بهدف تقديم الحديث بشأن التعامل مع تلك الأزمات. ونوه إلى أن أهمية هذه البرامج تتزايد مع ارتفاع أعداد الكوارث والطوارئ وتزايدها بشكل مستمر مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف نظراً لتبعاتها طويلة الأجل وبعيدة المدى، ومن أجل مكافحة تلك الكوارث وآثارها وحماية وسلامة رفاهية المجتمعات فلابد من توافر خطط من أجل محاولة الوقاية من آثارها وتلافيها في حال الكوارث التي تأتي بفعل العنصر البشري. وشدّد على أهمية الاستعداد والجهوزية في مواجهة تلك الطوارئ وما لهذا الاستعداد من أثر طيب في مواجهة تلك الأزمات، وأن الدراسة في هذا المجال تعمل على تطوير التفكير النقدي وابتكار أساليب علمية وعملية تعمل على تلافي العديد من الآثار السلبية لهذه الأزمات التي من الممكن أن تتعرّض لها مختلف نواحي الحياة. قطاع الطاقة وأكد سعادة وزير الطاقة والصناعة خلال كلمته بالندوة على أهمية برامج الطوارئ والأزمات في قطاع الطاقة والصناعة، قائلاً: إن الطاقة تعد من المجالات الحيوية فهي تعد وقود التنمية، وبالنسبة لقطر فإن قطاع الطاقة ممثلاً في النفط والغاز وتوليد الطاقة الكهربائية له أهمية كبيرة على رأسها استخدام تلك الطاقة في محطات تحلية المياه، كما أن قطاع الطاقة هو القاطرة الدافعة للاقتصاد القطري وساهم في الرخاء الاجتماعي الذي تشهده البلاد. وأضاف أنه من الطبيعي أن تسعى قطر لضمان الإنتاج الآمن والمضمون لكافة هذه الموارد ووصولها إلى الزبائن والمشترين في كافة أنحاء العالم، لذا فإن هناك خطط طوارئ مع وجود التزام في الأولويات لضمان تحقيق هذا الأمر. وأفاد بأن الأمر لا يقتصر فقط على وضع خطط وبرامج لتجنب الكوارث وآثارها بل أيضاً خلق ثقافة واعية تعامل على مبدأ «الوقاية خير من العلاج». أهمية كبيرة وأضاف أن دولة قطر تولي برامج مواجهة الطوارئ والكوارث قدراً كبيراً من الأهمية وتشجّع مؤسساتها الضخمة على أن تأخذ مبادرات تساعدها على مواجهة كافة أشكال الأزمات، وتجهيز أنظمة قادرة على التعامل مع تلك الكوارث في كل المناطق العاملة في قطاع الطاقة مثل دخان ورأس لفان وحقول النفط البحرية، بما فيها المنصّات البحرية ومعامل إنتاج الغاز والأسمدة وغيرها من المناطق التشغيلية نظراً لأهمية تلك المناطق. وأوضح أن دور البرامج والخطط ليس فقط الحفاظ على تلك الأصول وحمايتها ولكن أيضاً الاستعداد لأي حالة طارئة مثل الحرائق أو التسريبات والتعامل معها. وقال: إن مشاركة قطر في المنظمات الدولية والمؤتمرات المعنية بتلك البرامج خاصة فيما يتعلق بقطاع الطاقة، يعكس مدى اهتمامها بهذا الأمر، وإيمانها بأن الاستفادة وتبادل الخبرات المشتركة بين الدول هو أمر مهم للغاية. وشدّد على أن برامج قطر في قطاع الطاقة والصناعة لمواجهة الطوارئ تغطي كافة الاحتمالات للطوارئ والكوارث ومصمّمة لحماية الأفراد والأصول والبيئة، وأن قطر أخذت كل المبادرات الممكنة التي من شأنها تحقيق هذا الأمر. وأوضح أنه لتكون هناك فعالية لتلك البرامج فلابد من وجود ثقافة أوسع من الاستعداد لدى أي مؤسّسة تضمن تنفيذ وتفعيل تلك البرامج والخطط على أرض الواقع في حال حدوثها، والعمل على تلافي تلك الكوارث أو آثارها من البداية. واعتبر أن تعليم تلك البرامج والسبل من أجل مواجهة تلك الطوارئ مطلب ملح في ظل زيادتها وتطورها ما يساعد على تطوير القدرات لمواجهة التعقيدات الحادثة من تلك الأزمات.
مشاركة :