أسفر زلزال عنيف بلغت بلغت قوته 7,1 درجات في العاصمة مكسيكو الثلاثاء عن وقوع أكثر من مئتي قتيل فيما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث عن ناجين بين الأنقاض. كثفت فرق الإنقاذ الأربعاء البحث عن ناجين بين أنقاض المباني في مكسيكو التي شهدت الثلاثاء زلزالا عنيفا أوقع 225 قتيلا على الأقل في وسط المكسيك بينهم 21 طفلا على الأقل طمروا تحت أنقاض مدرستهم في حين لا يزال 30 تلميذا آخرين في عداد المفقودين. وتتركز الأضرار في جنوب مدينة مكسيكو وحيي لاروما ولاكونديسا الراقيين المعروفين بانتشار الحانات والمطاعم ويقطنهما الكثير من الأجانب. وقال مدير الحماية المدنية لويس فيليبي بوينتو إن 94 شخصا قتلوا في مكسيكو. فيما أفاد رئيس بلدية مكسيكو ميغيل أنخيل مونسيرا لقناة تيلفيزا "نواصل البحث عن الناس" مشيرا إلى العثور على 40 شخصا على الأقل أحياء في مبان منهارة مضيفا أنه سيتم تفقد هياكل نحو 600 مبنى. وقع الزلزال بعد 32 عاما يوما بيوم من زلزال مدمر في 1985 خلف أكثر من عشرة آلاف قتيل (30 ألفا بحسب بعض التقديرات) وبقي عالقا في الذاكرة الوطنية. نوبة عصبية وفي مدرسة أنريكي ريبسامن بمكسيكو تمكنت فرق الإنقاذ من الاتصال بمدرسة وتلميذين أحياء عالقين تحت انقاض المدرسة التي انهارت جزئيا موقعة 26 قتيلا بينهم 21 تلميذا إضافة إلى ما بين 30 و40 مفقودا، بحسب فرق الإنقاذ. وقالت المدرسة ماريا ديل بيلار مارتي وهي تضع قناعا على وجهها "انهار جزء من المدرسة فغطتنا سحابة من الغبار". وبدا القلق على وجوه أولياء باكين كانوا ينتظرون أخبارا عن المفقودين قرب أنقاض المدرسة. وتدخل فريق طبي لإسعاف سيدة أصيبت بنوبة عصبية. ويشارك الكثير من الأولياء في عمليات البحث وشكلوا سلسلة بشرية لإزالة الردم مع فرق الإنقاذ وكلابها المدربة ومعداتها لرصد الأصوات تحت الأنقاض. وقع الزلزال الذي بلغت قوته 7,1 درجات، الثلاثاء عند الساعة 13,14 (18,14 ت غ). وتسبب في انهيار 50 بناية على الأقل في العاصمة مكسيكو التي يقطنها 20 مليون نسمة. "لا تدخنوا! لا تدخنوا!"، هو تحذير أطلقته فرق الإنقاذ خشية تسرب في أنابيب الغاز، فيما تعمل قوات الأمن على تطويق بعض المواقع وسط الفوضى العارمة، ومع عودة بعض السكان إلى منازلهم مشيا. ترامب يصلي لمكسيكو وأمضى الكثير من سكان مكسيكو الذين لم يتمكنوا من العودة الى منازلهم المتضررة والخائفين من هزات ارتدادية، الليل في الشارع تحت خيام أو في مآو عشوائية في حين كان منقذون محترفون يتدفقون بلا انقطاع للمشاركة في عمليات الإغاثة. وقال وزير الداخلية ميغيل أنخيل أوسوريو في تغريدة "ستعمل القوات المسلحة والشرطة الاتحادية بلا توقف حتى استنفاذ كافة إمكانيات العثور على أحياء". والمكسيك التي تقع عند ملتقى خمس صفائح تكتونية، هي من أنشط دول العالم في حركة الزلازل. ويذكر أنه في بداية أيلول/سبتمبر قتل 96 شخصا في زلزال في جنوب البلاد. وقدم الرئيس إنريكي بينيا نييتو تعازيه للعائلات قائلا في إعلان إلى السكان "قدر المستطاع يتعين أن يبقى السكان في منازلهم حين تكون آمنة وتفادي إحداث ازدحام في الشوارع حيث يجب أن تتحرك العربات" للنجدة. وانقطع التيار الكهربائي الأربعاء عن حوالى 40% من سكان مدينة مكسيكو و60% من سكان ولاية موريلوس. ونشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تشهد على عنف الهزات، وتظهر فيها مبان تنهار وحتى انفجار قوي في إحدى العمارات. كما أظهرت صور مروعة نشرها سياح في منطقة سوتشيميلكو المليئة بالبحيرات جنوب مكسيكو، أمواجا عاتية تتشكل وتهز المراكب في الأقنية التي عادة ما تكون مياهها هادئة. واختصر الرئيس المكسيسي بينيا نييتو زيارة إلى إحدى المناطق الريفية للعودة في طائرة إلى مكسيكو وكتب على تويتر "أمرت بإخلاء المستشفيات المتضررة وبنقل المرضى". وكتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر "ليبارك الله سكان مكسيكو سيتي. نحن معكم وسنكون إلى جانبكم"، وهو المعروف بعلاقاته المتدهورة إلى أدنى مستوى مع المكسيك. وعبرت عدة دول بينها إسبانيا وألمانيا عن تضامنها مع المكسيك. وأعلنت عدة مؤسسات من العاصمة بينها مطار مكسيكو الدولي وجامعة مكسيكو الوطنية المستقلة، إحدى كبرى جامعات أميركا اللاتينية، على حسابها على تويتر تعليق أنشطتها إلى حين التثبت من متانة مبانيها. وأخليت مدارس مكسيكو وبويبلا وأغلقت. أما المطار، فعاود العمل بعد بضع ساعات من الزلزال. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 21/09/2017
مشاركة :