مع حلول فجر الأربعاء على جزر العذراء البريطانية، بدأت تتبدد آخر زوابعِ إعصار ماريا، وهو ثاني إعصار من الدرجة الخامسة على مقياس سافير-سيمبسون، يضرب هذا الأرخبيل، في غضون أسبوعين. رغم الهدوء النسبي، غير أن رياحا بسرعة 50 إلى 60 كم/سا ماتزال تعصف عند المنحدرات الصخرية، وتضرب الأمواج بقوة عند الشواطئ الجنوبية، بعد أن رحيل الإعصار. على مدى يومين فتك إعصار ماريا بممتلكات سكان هذه الجزر البريطانية الصغيرة الواقعة شرق بورتوريكو في بحر الكاريبي، ودمر مالم يدمره إعصار “إيرما” لدى مروره قبل أسبوعين. “لقد ألحق إعصار إيرما بنا الكثير من الدمار. لكن ماريا أجهز على ما تبقى” قالت كارون براون، 29 عاما، إحدى سكان “غريت ماونتن” في جزيرة تورتولا. “لقد غمرت بيتي الفيضانات بسبب إعصار إيرما، وخسرت معظم ممتلكاتي. حاولت إنقاذ ما يمكن إنقاذه. لكن وصول ماريا دمر المبنى بالكامل” أضافت براون. براون وضعت كل ماتبقي لها من حوائج في الجزء الخلفي من سيارة من نوع سوزوكي. وعندما يحل الليل تذهب للنوم على الأرض في المكتب الذي كانت تعمل فيه. “لقد عرض علي رب العمل أن أنام في منزله، لكنني أتحسس من الكلاب، لذا طلبت منه أن يسمح لي بالنوم في المكتب“، ختمت براون الحديث عن مأساتها. والآن تسعي كمعظم سكان هذه الجزر المنكوبة إلى السفر والالتحاق بعائلتها في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية. في الوقت الحالي، المطارات مغلقة في وجه الرحلات التجارية، وحدها الطائرات التابعة لفرق الإنقاذ وطواقم المساعدات قادرة على التحليق من وإلى جزر العذراء البريطانية. الإعصار ماريا يخلف دمارا هائلا في معظم جزر الكاريبي الإعصار ماريا ضرب أيضا جزيرة بويرتوريكو الأميركية، الأربعاء، ليكون أقوى عاصفة تضرب الأراضي الأميركية في نحو 90 عاما، محولا الشوارع إلى أنهار يجري فيها الحطام. الإعصار المدمر تسبب بمقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص في مختلف جزر منطقة الكاريبي، وتسبب بقطع الكهرباء عن معظم تلك الجزر. وماريا ثاني إعصار مدمر يمر بالكاريبي هذا الشهر، محملا برياح وصلت سرعتها في بعض المناطق إلى 250 كم/سا، وتصاحبه أمطار غزيرة. وسائل إعلام محلية أظهرت مباني بأكملها غمرتها المياه في حي ساتو ري في سان خوان، عاصمة بورتوريكو. وقالت صحيفة إل نويفو ديا، إن الكهرباء انقطعت في أنحاء الجزيرة. ويفكر معظم السكان في السفر فيما يبحث آخرون عن ملجأ يؤويهم. وقال المركز الوطني الأميركي للأعاصير إن ماريا فقد بعضا من قوته لدى مروره على اليابسة، لكن السرعة القصوى للرياح المصاحبة له ما تزال 220 كم/سا مع ابتعاده عن الجزيرة. وأضاف المركز أن عين الإعصار كانت تبعد نحو 40 كم غربي سان خوان عند الساعة 11 بتوقيت شرق الولايات المتحدة. وأفادت مصادر رسمية أن إعصار ماريا أودى بحياة ما لا يقل عن سبعة أشخاص في جزيرة “دومينيكا” وشخصين في “غوادلوب” وهي أراض فرنسية في خليج الكاريبي. يشار إلى أن إعصار إيرما، الذي جرى تصنيفه كأحد أقوى الأعاصير المسجلة في المحيط الأطلسي، خلف دمارا في العديد من جزر الكاريبي وفلوريدا هذا الشهر وقتل ما لا يقل عن 84 شخصا في الكاريبي والولايات المتحدة.
مشاركة :