مكسيكو (أ ف ب) - تواصل فرق الانقاذ عمليات البحث عن ناجين من الزلزال العنيف بقوة 7,1 درجات في المكسيك والذي اودى بحياة 233 شخصا على الاقل فيما يترقب العالم معرفة مصير أطفال انهارت مدرستهم في العاصمة اثر الكارثة. ويبذل رجال الاطفاء والشرطة والجنود والمتطوعون جهودا مضنية لرفع ركام المباني المدمرة، في مشاهد متكررة في انحاء الولايات الوسطى للمكسيك، بعد الزلزال الدامي الثاني هذا الشهر في البلاد. واكثر عمليات البحث المؤلمة تلك التي تجري في مدرسة بجنوب العاصمة مكسيكو، حيث قتل 21 طفلا تتراوح اعمارهم بين 7 و13 عاما، وخمسة بالغين سحقا، ولا يزال العديد من الاطفال مفقودون. وحتى بعد ظهر الاربعاء، اي بعد 24 ساعة على وقوع الزلزال، كان عناصر الانقاذ يعملون تحت انظار الاهالي القلقين بعد ان رصدوا مؤشرات على وجود احياء تحت ركام المدرسة باستخدام اجهزة مسح حرارية. وصرخ المتطوع في الدفاع المدني انريكه غارسيا (37 عاما) انهم احياء! احياء!" واضاف "احدهم ضرب على جدار عدة مرات في مكان ما، وفي مكان آخر كانت هناك استجابة لعلامة ضوئية من مصباح". وقال "نواصل العمل هنا منذ أمس، لكن لا يمكننا الوصول اليهم لانهم محاصرين بين لوحين ..." تم حتى الان انقاذ 11 طفلا ومعلمة على الاقل من بين انقاض مدرسة انريكه ريبسامن الابتدائية والمتوسطة. وقالت الوالدة ادريانا فارغو "لا أحد يمكنه تصور الألم الذي يعتصرني الان" وكانت تقف امام انقاض المدرسة تنتظر الاخبار عن مصير طفلتها البالغة سبع سنوات. وفي حي كونديسا، جلست كارين غوزمان على كرسي في الشارع وظهرها الى احد المباني المنهارة. وقالت انها لا تستطيع تحمل أجواء التوتر المحيطة بعمليات البحث عن 30 شخصا يعتقد انهم تحت الركام، بينهم شقيقها. والى جانبها علقت على عمودين لائحات عليها اسماء الاشخاص الذين تم انقاذهم، لكنها لا تشمل اسم شقيقها خوان انتونيو المحاسب البالغ من العمر 43 عاما والذي كان يعمل في الطابق الاخير من المبنى الذي يضم اربعة طوابق. وقالت "والدتي تبحث عنه في المستشفيات لاننا لا نثق بتلك اللوائح. احيانا اعتقد ان لا أحد يعرف شيئا". - انقاذ 50 - وقال رجال الانقاذ ان الاهالي يتلقون رسائل على تطبيق واتساب تناشد المساعدة من اقارب يائسين عالقين تحت الانقاض. وزار الرئيس انريكه بينا نييتو مدينة خوخوتلا التي منيت بأضرار بالغة في ولاية موريلوس، وناشد المواطنين تقديم المساعدة في جهود اعادة البناء. وقال الرئيس الذي أعلن الحداد الرسمي لثلاثة ايام "الاولوية تبقى لانقاذ الارواح" مشددا انه لا يزال هناك امل في انقاذ احياء من الانقاض. وأضاف ان اكثر من 50 شخصا تم انقاذهم من تحت المباني المنهارة في العاصمة. وقال رئيس بلدية مكسيكو ميغيل انخيل مانسيرا لتلفزيون تيليفيسا ان 39 مبنى في العاصمة انهارت. وتجري عمليات بحث عن ناجين في جميع تلك المباني باستثناء خمسة منها، قرر المسعفون انه لم يتبق اي شخص عالق بين انقاضها، بحسب رئيس البلدية. وقالت وزارة الخارجية التايوانية ان خمسة تايوانيين حوصروا في مبنى من ثلاثة طوابق انهار في مكسيكو، هم اثنان من اقارب رجل اعمال تايواني يتواجد مكتبه في المبنى، اضافة الى 3 موظفين. - لا مكان للذهاب اليه - واستعد العديد من الاهالي لتمضية ليلة ثانية في الحدائق والساحات، في خيم او ملاجئ مؤقتة، لعدم رغبتهم او قدرتهم في العودة الى منازلهم فيما تقوم السلطات بتفحص نحو 600 مبنى تمايلت جدرانها وتشققت عندما ضرب الزلزال. وشكر وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاري المجتمع الدولي لعرضهم تقديم المساعدة خلال أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة. واتصل الرئيس دونالد ترامب بنظيره المكسيكي وعرض تقديم المساعدة وطواقم للبحث والانقاذ يتم نشرها حاليا، بحسب البيت الابيض. وتعهدت كل من تشيلي والسلفادور تقديم المساعدة فيما قالت اسرائيل انها بصدد ارسال فريق من 70 جنديا بينهم مهندسون ومختصون في عمليات البحث والانقاذ يتوقع وصولهم الجمعة. وضرب الزلزال في ذكرى زلزال هائل عام 1985 أوقع اكثر من 10 الاف قتيل، هو الاعنف في الدولة المعرضة للزلزال. والزلزال الاخير الثلاثاء ضرب بعد ساعتين فقط على تمارين وطنية لمواجهة الزلازل، تجريها السلطات سنويا في 19 ايلول/سبتمبر في ذكرى كارثة 1985. ونشر نظام لاستشعار الهزات في 1993 على طول الساحل المطل على المحيط الهادئ حيث تكثر الزلزال. ولم يصدر تحذير لاهالي مكسيكو الثلاثاء لان مركز الزلزال كان على بعد 120 كلم فقط عن العاصمة وبالتالي خارج المنطقة الرئيسية لتغطية النظام، بحسب كارلوس فالديس من المركز الوطني لمنع الكوارث. وضرب الزلزال بعد 12 يوما فقط على زلزال آخر اودى بحياة نحو 100 شخصا في جنوب المكسيك. ويقول الخبراء ان الزلزالين غير مرتبطين لان مركزيهما يبعدان عن بعضهما البعض. وتقع المكسيك فوق خمس صفائح تكتونية مما يجعلها معرضة بشكل خاص للزلازل. وقال مدير وكالة الحماية الوطنية لويس فيليبي بوينتي ان بين القتلى: 100 في مكسيكو و69 في موريلوس و43 في بويبلا و13 في ولاية مكسيكو واربعة في غويريرو وقتيل في اواكساكا. وفي بويبلا، المدينة الجميلة من حقبة الاستعمار والقريبة من مركز الزلزال، تضررت العديد من الكنائس وانهارت احداها، مما ادى الى مقتل 11 شخصا بحسب المسؤولين. واعيد التيار الكهربائي الى 85 بالمئة من العاصمة رغم ان شركة الكهرباء في الولاية لا تزال تقطع التيار عن مناطق تستمر فيها اعمال الانقاذ خشية حوادث صعق او حرائق. وفي ولايتي بويبلا وموريلوس تتواصل عمليات الانقاذ في منازل ومبان مدمرة. وعلقت فرق دوري كرة القدم والنوادي المحترفة كافة المباريات المقررة لعطلة الاسبوع.جنيفر غونزاليس كوفاروبياس, يوسل غونزاليس © 2017 AFP
مشاركة :