بينما كانت بعثة تابعة للأمم المتحدة في زيارة تفقدية للوضع في مناطق تعمل فيها قوة أممية لحفظ السلام في الكونغو، كانت هناك فتاة لم تتجاوز الـ14 من عمرها تتعرض للاغتصاب على يد أحد جنود هذه القوة، في أحد المخيمات التي من المفترض أن توفر الحماية لها. شهادة هذه الفتاة وثقتها المنظمة الدولية عام 2004. وبعد ذلك، قدمت المنظمة مقترحات لإنهاء الاستغلال والعنف الجنسيين اللذين ترتكبهما قواتها. لكن العنف لم يتوقف. في تحقيق قامت به وكالة أسوشييتد برس واستمر لمدة عام كامل حول الأزمة، وثقت المنظمة شهادات ضحايا العنف الجنسي في مناطق بعثات حفظ السلام. والتقت الوكالة الشهر الماضي بسيدة، يعتقد أنها الفتاة التي حكت قصة اغتصابها عام 2004 على يد جندي باكستاني. وتقول السيدة، وعمرها الآن 27 عاما، إنها لم تتلق المساعدة من المنظمة الدولية بعد تعرضها للاغتصاب وحملها بطفلة يتولى رعايتها الآن أقاربها. قصة أخرى روتها الوكالة لطفل عمره ثمانية أعوام، يصرخ كلما رأى رجلا يمر أمامه ويقول "هذا والدي". مايكل لا يعرف والده. كل ما يعرفه أنه ابن أحد أفراد قوات حفظ السلام التي كانت في الكونغو. وتقول أمه بلاندين إن مغتصبها من المغرب، لكنها لا تستطيع العثور عليه، بينما ترفض الحكومة المغربية الإفصاح عن أية معلومات بشأن جنودها الذين وجهت ضدهم اتهامات بهذا الشأن. ويعاني الأطفال الذين ولدوا نتيجة اعتداءات جنسية على نساء من تجاهل الآخرين لهم، مثل ابن بلاندين، الذي يتجنبه أهل القرية، فلا يجد من يلعب معهم سوى أبناء جنود قوات حفظ السلام. وقال تقرير أسوشييتد برس إنه رغم جهود الإصلاح، لم تفلح المنظمة الدولية في الوفاء بتعهداتها لمنع تورط قواتها في جرائم الاستغلال الجنسي في مناطق النزاع، ولا في مساعدة الضحايا. وأشار إلى اختفاء بعض القضايا أو تسليمها إلى الدول التي ينتمي إليها الجنود المتهمون، والتي لم تفعل أي شيء إزاء الاتهامات الموجهة ضدهم. وقالت الوكالة إن هناك حوالي ألفي شكوى استغلال وعنف جنسي سجلت ضد الأمم المتحدة في مناطق مختلفة حول العالم خلال الأعوام الـ12 الأخيرة، بينها 700 حالة سجلت في الكونغو التي توجد فيها أكبر بعثة دولية لحفظ السلام في العالم، تكلف المنظمة سنويا حوالي مليار دولار. وأشارت الوكالة إلى أن الفتيات ضحايا العنف الجنسي لم يتلقين المساعدة إلا في حالات نادرة، وإلى أنه تم إبعاد الكثيرات منهن عن عائلاتهن التي ترفض الاعتراف بأطفالهن. وتقول أسوشييتد برس إن 43 شكوى استغلال وعنف جنسي سجلت عام 2017 حتى الآن، ثلثها في الكونغو التي تعاني من الصراعات منذ حوالي نصف قرن. ووثقت الوكالة شهادة وليام سوينغ الذي قاد البعثة الدولية في الكونغو في الفترة بين عامي 2003 و2008 والذي قال إنه يتحمل المسؤولية عما حدث من اعتداءات في تلك الفترة. وبرغم إبلاغه بضرورة تجريده من صلاحياته، تم تعيينه في ما بعد رئيسا للمنظمة الدولية للهجرة. ويقول التقرير إن الأمم المتحدة يمكن أن تدفع تعويضات لضحايا الحوادث التي تتسبب بها آلياتها، لكنها لا تفعل ذلك إزاء ضحايا الاغتصاب، لأن حوادث الآليات تلك تقع خلال أداء عناصرها مهام عمل رسمية. المصدر: أسوشييتد برس
مشاركة :