ناقش متحدثون في ثلاث جلسات، شهدها ملتقى "بيبان 2017"، الذي تنظمه الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، ويختتم فعالياته غدًا بمركز الرياض الدولي للمعارض، سُبل دعم ونمو ذلك القطاع الحيوي من خلال الكثير من الأنظمة الحكومية والتشريعات والمبادرات التي من شأنها خلق المزيد من الفرص للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، منها مشروع نظام المشتريات الحكومية، إضافة إلى مناقشة تحسين التنافسية التجارية في المملكة العربية السعودية، وتعزيز العلاقة بين الإعلام ورواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة. وقدَّم المتحدثون في جلسة "المشتريات الحكومية والجهات الكبرى طريق لنماء المنشآت الصغيرة والمتوسطة" خريطة طريق لإصلاح الأنظمة لإجراء تعديلات على أنظمة المشتريات الحكومية، تسمح بدخول المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والمشاركة في تقديم عروض توريد للجهات الحكومية التي كانت مقصورة على الشركات الكبرى. وفي ذلك السياق عرض ممثل وزارة الدفاع، اللواء الدكتور بداح بن محمد العجمي، تجربة الوزارة في دعم التصنيع المحلي، وأثره في دعم ونمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة، مشيرًا إلى أنه تم تشكيل لجان التصنيع المحلي بأفرع القوات المسلحة، وإنشاء الشركة السعودية للصناعات العسكرية، وتم تخصيص 10 % من التصنيع المحلي في أي منتج مورد للشركة. من جانبه، كشف مدير تطوير الأعمال ببرنامج تسعة أعشار، المهندس مهاب بن محمد صالح بنتن، أن القيمة الإجمالية للفرص في منصة "فـرصـة" في بوابة "تسعة أعشار" منذ تدشينها في 25 أغسطس 2016م ارتفعت إلى أكثر من 17 مليون ريال، وتم تعميد منشآت صغيرة ومتوسطة بـ 9.5 مليون ريال. وأوضح أن منصة "فـرصـة" تُعد أحد أهم الحلول المقدمة من "تسعة أعشار"؛ لتمثل حلقة الوصل بين المشتريات لدى الجهات المشاركة في القطاعين العام والخاص، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة؛ لتتمكن المنشآت الصغيرة والمتوسطة من الاطلاع على الفرص المنشورة من الجهات المشاركة (طلبات عروض الأسعار)، والمشاركة إلكترونيًّا (تقديم عروض الأسعار). وأفاد بأن عدد المنشآت الصغيرة والمتوسطة المسجلة في منصة "فـرصـة" بلغ أكثر من 850 منشأة في مناطق وقطاعات مختلفة، قدمت أكثر من 2500 عرض سعر (بمعدل 6.3 عرض لكل فرصة). وتمحورت القطاعات التي طرحت فيها الفرص في: المقاولات والصيانة، وتموين مواد غذائية وكماليات، وتقنية المعلومات والأثاث المكتبي والأدوات والمستلزمات المكتبية، والطباعة والدعاية والنشر. وأكد مدير تطوير الأعمال في "تسعة أعشار" أن منصة فـرصـة تهدف إلى مساندة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في تجاوز التحديات. وشدَّد على ضرورة ترسيخ مكانة تلك المنشآت في تنمية الاقتصاد الوطني لتحقيق رؤية السعودية 2030؛ ولهذا الغرض فقد أخذت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على عاتقها، وصندوق تنمية الموارد البشرية "هدف"، بالتعاون مع وزارة التجارة والاستثمار والهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، إطلاق منصة تسعة أعشار www.910ths.sa؛ لتكون البوابة الإلكترونية الموحدة لرواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة. من جهته، ذكر المشرف العام على الإدارة العامة لتنمية الاستثمارات بوزارة الشؤون البلدية والقروية، المهندس خالد الدغيثر، أن الوزارة تعمل على تطوير القطاع البلدي في السعودية، وإجراء تعديلات على لوائح التصرف في العقارات البلدية من خلال دراسة تجارب عالمية ناجحة. وأشار إلى أنه سيتم توسيع مفهوم الاستثمار، وخلق بيئة محفزة للاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص؛ لتحويل مرافق البلدية من مراكز مكلفة إلى مراكز تجلب إيرادات لتخفيف العبء عن ميزانية الدولة. من جهة أخرى، أكد فهد أبو حميد، الشريك والعضو المنتدب بشركة أبو حميد وآل الشيخ والحقباني للمحاماة، بالتعاون مع مكتب كليفورد تشانس)، أن وزارة المالية قامت بإعادة تطوير نظام المشتريات الحكومية، ووضع منهجية جديدة، تساعد على دعم ونمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة، من خلال معرفة حجم المشتريات، وإتاحتها إلكترونيًّا، وإعطاء الأولوية لهذا القطاع الحيوي في الاستثمار. أما نائب رئيس قطاع المشتريات وخدمات الدعم في شركة الاتصالات السعودية، المهندس عماد عودة العودة، فأبان أن الشركة وفَّرت إمكاناتها لتوفير منصات إلكترونية، تساهم في مساعدة المستثمر الصغير على الدخول والتسجيل بالمنافسات الخاصة بمشتريات شركة الاتصالات السعودية؛ إذ يمكنه متابعة الإجراءات كافة بتعاملات الشركة عن طريق بوابة الاتصالات. وأشار إلى أن أكاديمية شركة الاتصالات السعودية قامت بتطوير قدرات المستثمرين في مجالات التسويق والمبيعات، مبينًا أن الشركة خصصت 15 % من ميزانيتها لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، على أن يتم رفع هذه النسبة إلى 20 % بحلول العام 2018. وفي جلسة "دور الإعلام في دعم المشاريع الصغيرة" دعا محمد الحارثي رئيس تحرير مجلة سيدتي ومجلة الرجل، ومنى سراج رئيس المحتوى في مجموعة روتانا، رواد الأعمال لتعزيز تواصلهم مع الإعلام "المرئي والمسموع والمطبوع"، إضافة إلى منصات الإعلام الجديد؛ لإبراز قصصهم، والاستفادة منها في دعم الشباب الريادي الصاعد، بما يعزز من مبادراتهم ومشاريعهم الاقتصادية. وأوضح الحارثي أن الإعلام السعودي بحاجة إلى تعزيز دوره أكثر في دعم رواد أعمال المنشآت الصغيرة والمتوسطة؛ لعدم وجود فَهم واضح حول دور هذه المنشآت في الاقتصاد السعودي. لافتًا إلى أن "بيبان 2017" يعد منصة مهمة لتعزيز علاقة هذه المنشآت وروادها بالإعلام. وأشار الحارثي إلى أربع نقاط مهمة، يجب على الإعلام التركيز عليها لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، هي: الوعي والإدراك: وذلك يكون بالقراءة والاضطلاع على المبادرات والمشاريع الاقتصادية التي تطرحها القطاعات الخدمية الحكومية، والإلهام نظرًا إلى أن أي قصة نجاح هي قصة حب بين الريادي ومشروعه؛ فالإلهام يصنع التغيير المنشود في المجتمع، إلى جانب الاحتفاء بالرحلة؛ إذ إن أي مشروع استثماري له رحلة نتيجتها "الخسارة" أو "الربح"؛ وهذا يعني ضرورة إبرازها في الإعلام لتوثيق التجارب والاستفادة من مخرجاتها. وأخيرًا التوثيق.. وهنا يجب أن تقوم الصحافة بتوثيق قصص النجاح التي يصنعها الشباب الريادي خلال المرحلة الراهنة والمستقبلية، من حيث إبراز القيم المعنوية للشاب الناجح وليس فقط المادية. من جهتها، اعتبرت منى سراج، رئيس المحتوى في مجموعة روتانا، أن إبراز قصص نجاح الشباب الريادي "واجب على الإعلام السعودي"، مشيرة إلى أن نشر قصص الشباب يضعهم تحت مجهر الشهرة، قائلة: "يجب أن يؤمن رائد الأعمال بفكرته، وأن يكون على استعداد لقبول التحدي الذي يصنع التغيير الذي سيمنحه النجاح في نهاية رحلته. وهنا أعتقد أن (بيبان) يعد منصة اقتصادية واعدة، تعزز من فرص اللقاء بين رواد الشباب والإعلاميين، بما يدعم أهداف رؤية 2030". وأجمع المشاركون في الجلسة الأخيرة المعنونة بـ"تحسين التنافسية التجارية في المملكة العربية السعودية" على أهمية المبادرات الحكومية في دعم قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، مؤكدين أن القطاع في حاجة إلى مزيد من الدعم، عبر تسهيل الخدمات الإلكترونية والإجراءات التي تسهم في تعزيز نمو المنشآت الصغيرة والمتوسطة. وقال المدير العام للجمارك السعودية أحمد الحقباني: "تعد الخدمات الإلكترونية ضرورية لدعم سير الأعمال التجارية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة؛ إذ يمكن للخدمات الإلكترونية تقليل المراجعات لمكاتب المخلصين بالجمارك". كاشفًا عن أن الجمارك السعودية بصدد إطلاق المزيد من تلك الخدمات لتسهيل الإجراءات لتلك المنشآت. وأضاف: "تخطط الجمارك في الوقت الحالي لنقل العديد من خدماتها إلى القطاع الخاص. وتأتي تلك الخطوة في سياق تسهيل الإجراءات، وتطوير منظومة العمل، وتحسين مستوى أداء الخدمة". وقال مدير إدارة متابعة المشاريع بمركز تكامل التنموي بإمارة منطقة مكة، المهندس حسين محمد العيدروس: "إن مركز تكامل قام بإطلاق العديد من المبادرات الداعمة لقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، منها مبادرة "على الطريق"، التي تهدف إلى دعم عربات البيع المتنقلة، سواء كانت لبيع الطعام، أو غير ذلك. كما قام المركز بتوقيع اتفاقية مع الموردين لدعم الأعمال التجارية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتوقيع اتفاقية أخرى مع وزارة التعليم لدعم قطاع الأسر المنتجة عبر السماح لهم بتولي وإدارة المقاصف المدرسية. وفي السياق ذاته، أكد أحمد القطان،، وكيل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للسياسات العمالية، أن الوزارة دعمت قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة عبر تقديم العديد من التسهيلات اللازمة، سواء تلك المتعلقة بنِسَب السعودة، أو حتى الخدمات الأخرى التي تسهم في تسهيل الإجراءات. واستعرض غانم المحمدي، مساعد وزير الشؤون البلدية والقروية للتخطيط والتطوير، جهود الوزارة في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، عبر تقديم الرخص الفورية لـ 30 في المئة من الأنشطة التجارية، إضافة إلى توحيد الاشتراطات في الأمانات كافة للمدن السعودية.
مشاركة :