على مرأى من الحشود العسكرية التركية، وقبل 3 أيام من استفتاء كردستان العراق، يجري أكراد سورية اليوم أول انتخابات في مناطقهم بسورية، فيما وجهت وزارة الدفاع الروسية تحذيراً شديد اللهجة للقوات الأميركية في سورية، طالبتها فيه بمنع حلفائها في «قسد» من قصف مواقع الجيش السوري على الضفة الشرقية لنهر الفرات في دير الزور. قبل 3 أيام من الاستفتاء المثير للجدل على الاستقلال في كردستان العراق المجاورة، يجري أكراد سورية اليوم أول انتخابات في نظامهم الفدرالي، في خطوة من شأنها أن تغضب أنقرة ودمشق. ووفق الرئيس المشترك لحزب "الاتحاد الديمقراطي" صالح مسلم، فإن الانتخابات ستكون على ثلاث مراحل تبدأ باختيار لجان محلية اليوم، وتنتهي في يناير 2018 بانتخاب مجلس تشريعي لمنطقة "روج أفا"، أي غرب كردستان، معتبرا أنها "الخطوة الاولى لترسيخ النظام الفدرالي والديمقراطية الفدرالية". وقال رئيس أكبر الأحزاب الكردية في سورية وأكثرها نفوذاً، لوكالة "فرانس برس"، "هناك نظام جديد يؤسس في روج أفا، نحن جزء من سورية، ومطلبنا الفدرالية". في مارس 2016، أعلن الأكراد النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم شمال سورية، التي قسموها لثلاثة أقاليم هي الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة) وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب). وفي إطار الإعداد للانتخابات، انتشرت في مدينتي القامشلي وعامودا في محافظة الحسكة لافتات بثلاث لغات، العربية والكردية والسريانية، تدعو المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات. وفي المرحلة الأولى، سيتم انتخاب الرئاسات المشتركة (كل رئاسة تضم رجلا وامرأة) لما يطلق عليه "الكومونات"، أي اللجان المحلية للأحياء والحارات. وفي المرحلة الثانية في الثالث من نوفمبر، سيتم انتخاب مجالس محلية للنواحي والمقاطعات التي يتألف منها كل إقليم. ويصار في المرحلة الثالثة والنهائية في 19 يناير إلى انتخاب "مجلس الشعوب الديمقراطية" لكل إقليم من الأقاليم الثلاثة التي ستتمتع بصلاحيات تشريعية محلية. كما سيتم في اليوم نفسه انتخاب "مؤتمر الشعوب الديمقراطية" العام الذي سيكون بمنزلة برلمان عام على رأس مهماته تشريع القوانين ورسم السياسة العامة للنظام الفدرالي. وعمدت مفوضية الانتخابات إلى تدريب مدرسين للإشراف على صناديق الاقتراع، كما تعمل لجان في الأحياء على توزيع البطاقات الانتخابية وشرح آلية الاقتراع. موسكو واتهمت روسيا، أمس، "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) المدعومة من واشنطن بإطلاق النار على قوات النظام السوري بالقرب من دير الزور في شرق سورية، وحذرت الجيش الأميركي بالرد على أي حادث جديد من هذا النوع. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف، في بيان، "القوات السورية تعرضت مرتين لقصف كثيف من مدافع ومدافع هاون، انطلاقاً من مواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث ينتشر مقاتلو سورية الديمقراطية والقوات الخاصة الأميركية"، مؤكداً أن عناصر من القوات الخاصة الروسية موجودون حالياً مع قوات النظام في المناطق التي تعرضت لإطلاق النار. وأبلغ الجيش الروسي مسؤولا رفيعاً في الجيش الأميركي عبر قناة تواصل في قطر، "بلهجة حازمة وحاسمة بأن أي محاولات لإطلاق النار من مناطق ينتشر فيها مقاتلو سورية الديمقراطية سيتم وضع حد لها على الفور"، قائلا: "ستتعرض المواقع التي ينطلق منها إطلاق النار في هذه المناطق على الفور للضرب بكل التجهيزات العسكرية المتوافرة". في المقابل، أكدت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية ان واشنطن لاتزال ملتزمة باتفاق تجنب الاشتباك الموقع مع موسكو. هجوم الرقة واتهم كوناشينكوف القوات الأميركية وحلفاءها بأنها "أوقفت تماماً هجومها على مدينة الرقة وتركتها تحت سيطرة الجماعات الإرهابية على ضوء تقدم القوات السورية شرق الفرات وسيطرتها على 85 في المئة من مدينة دير الزور"، مؤكدا أن "قسد" انسحبت من الرقة وانضمت دون عراقيل إلى الجماعات الإرهابية التي تقاتل النظام في شمالها. وفي أول منطقة عبرت إليها قوات النظام على الضفة الشرقية لنهر الفرات، خسرت القوات الروسية ثلاثة جنود يوم الاثنين في قرية مراط بريف دير الزور الشرقي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أفاد بأن جثث الجنود موجودة "على الأرجح" مع تنظيم "داعش". وفي بيان منفصل، أكد المرصد أنه رصد دخول قافلة عسكرية تحمل معدات وأسلحة وذخيرة وآليات عسكرية قادمة من جهة العراق، موضحاً أنها اتجهت عبر الطريق الدولي نحو القامشلي للمشاركة في العملية الأميركية- الكردية في ريفي الحسكة الجنوبي ودير الزور. الشرطة العسكرية وفي تطور ميداني مواز، أعلن رئيس الإدارة العامة للعمليات في هيئة الأركان الروسية سيرغي رودسكوي أن هجوم "جبهة النصرة" ضد الشرطة العسكرية في حماة لم يكن محض مصادفة، مشيراً إلى إشراف خبراء أميركيين على إعداده وتدريب المسلحين المشاركين فيه. وذكر رودسكوي أن وحدة مهمات خاصة نجحت بعد عدة ساعات متواصلة من فك الحصار عن 29 عنصراً من الشرطة العسكرية طوقتهم "جبهة النصرة"، خلال هجوم الواسع على مواقع الجيش السوري في شمال وشمال شرق حماة في منطقة خفض التصعيد في إدلب. وأشار ممثل وزارة الدفاع الروسية إلى أن "النصرة" استخدمت المدرعات والدعم الناري القوي خلال الهجوم، والمعلومات المتوافرة تؤكد أن الهجوم تم بموافقة من الاستخبارات الأميركية، بهدف وقف الهجوم الناجح للجيش السوري في دير الزور. وشدد رودسكوي على أن الهدف الرئيس للهجوم كان القبض على المجموعة الروسية في منطقة خفض التصعيد في إدلب، مشيرا إلى تنفيذ الطائرات الروسية هجوماً انتقامياً، تم خلاله تدمير 40 مستودعاً للسلاح والذخيرة ودبابة و4 آليات مدرعة في مواقع الجبهة، وقتل 850 من عناصرها. ونفت واشنطن الاتهامات الروسية بأنها تقف وراء هجوم "النصرة". قصف متواصل ولليوم الثالث على التوالي، أكد المرصد أمس استمرار الطائرات الحربية الروسية والسورية في استهداف مناطق في ريفي حماة الشمالي والشمالي الشرقي ومناطق في ريف إدلب الجنوبي، مما أسفر عن مقتل 20 مدنياً بينهم ثلاثة أطفال و9 مواطنات خلال الساعات الماضية، مشيرا إلى اشتباكات عنيفة على محاور عدة استعادت خلالها قوات النظام قرية القاهرة. مصير إدلب سياسيا، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن لقاءه المرتقب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، سيكون مكرسا للتطورات بإدلب السورية، وأن الوضع في هذه المنطقة سيبقى على حاله حتى تحقيق السلام. وكشف إردوغان خلال مشاركته في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أمس الأول، أنه سيجري اتصالا هاتفيا مع بوتين يوم الاثنين المقبل، ومن ثم سيستضيفه في تركيا يوم الخميس المقبل على مأدبة عشاء، مشيرا إلى وجود أبراج حماية تابعة لروسيا خارج حدود إدلب، وأخرى تابعة لتركيا داخلها، ويشرف عليها الجيش التركي بالتعاون مع الجيش الحر. وعن احتمال زيادة عدد أفراد الجيش التركي في سورية، أوضح إردوغان، أن ذلك "يتغير حسب التطورات، قد يزيد أو ينقص والظروف هي التي تتحكم بذلك"، مبينا أن مزيداً من جنود بلاده هم على الحدود، ويستعدون للدخول إلى سورية، لتحقيق السلام هناك.
مشاركة :