جدة واس عقد وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي اجتماعاً طارئاً في جدة أمس لبحث تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وألقى الأمين العام للمنظمة إياد مدني كلمة أوضح فيها، أن العدوان الإسرائيلي ما زال يستبيح كل المحرمات والقيم والقوانين والأعراف الدولية بارتكاب جرائم حرب أودت إلى الآن بحياة أكثر من ألفين من المدنيين الفلسطينيين، وخلّفت ما يقارب عشرة آلاف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، ودمّرت آلاف المنازل، والمرافق المدنية، والبنى التحتية، وشرّدت أكثر من 470 ألفاً عن بيوتهم، ولم يتورع عن تدمير المساجد، وكأنه لم يعد يكفي آلة الحرب الإسرائيلية قتل المدنيين وهدم البيوت وحرق المزارع ودك البنى التحتية، فباتت تطلق شهوة الاجتثاث التي تتملك حكومتها على دور العبادة، وكأنها قد اقتلعت الفلسطينيين من أراضيهم ودورهم، تريد أيضاً اقتلاع ملاذهم إلى ربهم في مساجدهم، وقلّ أن شهدت الحروب همجية مثل هذه. وبيَّن أن الاجتماع يأتي لاتخاذ موقف يعبر عن الدعم الثابت لمنظمة التعاون الإسلامي لشعب فلسطين في محنته، ويلبي ما يتطلبه هذا التحدي الصارخ لنا جميعاً من جهد جاد وفاعل وملموس، من أجل وقف نزيف دماء الشعب الفلسطيني، ومساندته، والدفاع عن حقوقه المشروعة. وأبان أمين منظمة التعاون الإسلامي أن المنظمة أطلقت نداءً للمجتمع الدولي ومؤسساته للتدخل الفوري لوقف هذا العدوان وتأمين الاحتياجات الإنسانية العاجلة، كما قام المندوب الدائم للمنظمة لدى الأمم المتحدة ومكتبها هناك، بإجراء المشاورات اللازمة ما بين المجموعة الإسلامية والمجموعات السياسية الأخرى، وبذل الجهد الحثيث من أجل الوصول إلى موقف أممي يدين ويُوقف هذه الجريمة المتواصلة، وقد تم بالفعل عقد ثلاثة اجتماعات متتالية لمجلس الأمن الدولي، إلا أن بيان رئاسة مجلس الأمن الدولي قد جاء على درجة أقل مما كنا نصبو إليه. من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد لله، إن أحد أهداف إسرائيل في عدوانها الأخير، هو تقويض حكومة الوحدة والتوافق الوطني، وفصل غزة عن الكل الفلسطيني، وضرب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني ورغم الموت والألم والمعاناة، سيبقى موحداً. وأضاف أنه آن الأوان لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي ووقف انتهاكاته ضد أرضنا وحقنا الطبيعي في الحرية والحياة الآمنة كباقي شعوب الأرض.
مشاركة :