سيول، نيويورك - وكالات - أعلنت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية أن سيول وافقت، أمس، على خطة لإرسال مساعدات إنسانية بقيمة ثمانية ملايين دولار إلى كوريا الشمالية، في إطار سياسة مساعدات تؤكد الحكومة أنها لم تتأثر بالتوتر مع الشمال. واتخذ القرار بعد اجتماع مسؤولين في الحكومة برئاسة وزير الوحدة تشو ميونغ جيون، الذي أعلن أن بلاده أكدت باستمرار أنها ستسأنف المساعدات الإنسانية لكوريا الشمالية، «في ضوء الأوضاع البائسة للأطفال والحوامل هناك بعيداً عن القضايا السياسية». وأوضحت الوزارة أنها تهدف لإرسال 4.5 مليون دولار في شكل منتجات تغذية للأطفال والحوامل عبر برنامج الأغذية العالمي و3.5 مليون دولار في شكل لقاحات وعلاجات طبية عبر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، مشيرة إلى أن توقيت إرسال المساعدات وكذلك حجمها سيتأكدان لاحقاً. ومن على منبر الأمم المتحدة، أعلن رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن، في كلمة له مساء أمس، أن بلاده لا تسعى إلى دفع كوريا الشمالية إلى «الانهيار»، داعياً إلى خفض التوتر لتفادي «مواجهة عسكرية» قد تندلع عرضاً. لكنه شدد في المقابل على أن نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يجب أن «يتخلى عن برنامجه النووي بصورة يمكن التثبت منها ولا يمكن العودة عنها»، طالباً من الأسرة الدولية «الرد بمزيد من القوة» من خلال فرض عقوبات ودرس «تدابير أخرى في حال حصول استفزازات جديدة». في المقابل، استخف وزير خارجية كوريا الشمالية ري يونغ هو بتهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتدمير بلاده ووصفه بأنه «نباح كلب»، مؤكداً أن بيونغ يانغ لن يردعها هذا الخطاب. وكان ترامب شن الثلاثاء الماضي في خطابه الناري أمام الجمعية العامة للامم المتحدة هجوماً حاداً على بيونغ يانغ، متوعداً كوريا الشمالية بـ«تدميرها بالكامل» اذا ما هددت الولايات المتحدة. وما إن وصل وزير خارجية كوريا الشمالية ري يونغ هو إلى نيويورك أول من أمس لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حتى انهالت الأسئلة عليه من الصحافيين حول خطاب ترامب. ورد ري يونغ هو فيما كان يدخل فندقه في نيويورك قائلاً «هناك مثل يقول إن القافلة تسير والكلاب تنبح». وأضاف «إذا كانوا يحاولون إحداث صدمة لنا بصوت نباح كلب فإنهم بلا شك لديهم أحلام كلاب»، في إشارة إلى الفولكلور الكوري الذي يشبّه الأفكار الخيالية بـ«أحلام الكلاب». من جهتها، أعلنت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في مقابلة إذاعية أنها على «خلاف واضح» مع الرئيس الاميركي بشأن كوريا الشمالية، في إشارة إلى رفضها تهديده بـ «تدمير» هذا البلد «بشكل كامل». وقالت ميركل «أنا ضد تهديدات من هذا النوع. ونعتبر أن أي حل عسكري غير مناسب على الاطلاق ونحن مع الجهود الديبلوماسية».