‬في ‬ذكرى ‬الهجرة ‬النبوية ‬الشريفة

  • 9/22/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام، وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:- يجيء هلال المحرم من كل عام، ومع ‬شعاعه ‬الفضي ‬يذكر ‬المسلمون ‬ساعة ‬الشدة ‬والعسر، ‬ساعة ‬النضال ‬والنصر، ‬والإفلات ‬من ‬الأَسْر، ‬تلك ‬الساعة ‬التي ‬بلغ ‬فيها ‬الشرك ‬غايته ‬في ‬إيذاء ‬المسلمين ‬وإيذاء ‬الرسول ‬الأمين ‬محمد- ‬صلى ‬الله ‬عليه ‬وسلم-، ‬فيجدِّد ‬في ‬دنيا ‬الإسلام ‬ذِكرى ‬من ‬أروع ‬الذكريات، ‬وأجلِّها ‬خطراً، ‬وأعظمِها ‬أثرًا ‬في ‬مسيرة ‬الإنسانية، ‬إنها ‬لحظات ‬حاسمة ‬في ‬تاريخ ‬الدعوة ‬الإسلامية ‬وفي ‬عمر ‬الإنسانية، ‬حدَّدت ‬المسار، ‬وأقالت ‬العثار، ‬ومضت ‬بالدعوة ‬إلى ‬الغاية ‬المرجوة، ‬وكلّ ‬خير ‬أصابه ‬المسلمون، ‬وكل ‬رشاد ‬ظفرت ‬به ‬البشرية ‬منذ ‬هاجرت ‬رسالة ‬التوحيد ‬إلى ‬يثرب، ‬إنما ‬كانت ‬ثمرة ‬طيبة ‬من ‬ثمار ‬هذه ‬الهجرة ‬المباركة، ‬فبعد ‬أن ‬كان ‬المسلمون ‬يعيشون ‬في ‬المجتمع ‬المكي ‬تحت ‬صور ‬شتى ‬من ‬الإرهاب ‬والتعذيب ‬صار ‬لهم ‬وطن ‬ودولة ‬وكيان. وفي هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم- وهجرة أصحابه الكرام- رضي الله عنهم أجمعين- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة عِبَرٌ ناطقة تستفيد منها الأمة عبر الدهور، إذا أرادت أن تكون وثيقة الصلة بعناصر القوة التي تستعيد بها ما كان لها من سؤدد وعزة وكرامة بين الشعوب والأمم، وسنتحدث عن مواقف من الهجرة: حنين الرسول إلى مكة هاجر الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى يثرب، وعلَّم الدنيا كلها حب الأوطان والأماكن المباركة والوفاء لمسقط الرأس عندما ألقى نظرة الوداع على مكة المكرمة وهو مهاجر منها، وقال كلمته الخالدة:‏ (وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى‏‭ ‬اللَّهِ، ‬وَلَوْلا ‬أَنِّي ‬أُخْرِجْتُ ‬مِنْكِ ‬مَا ‬خَرَجْتُ) (‬أخرجه الترمذي)‬، ‬وكان ‬فراق ‬مكة ‬عزيزاً على ‬الرسول- ‬صلى ‬الله ‬عليه ‬وسلم- ‬والصحابة ‬الكرام- ‬رضي ‬الله ‬عنهم ‬أجمعين‬- ‬كما ‬ذكرت ‬ذلك ‬كتب ‬السيرة، ‬فهذا ‬واحد ‬منهم ‬اسمه ‬أصيل ‬جلس ‬يتكلم ‬عن ‬مكة ‬فقال ‬له ‬النبي- ‬صلى ‬الله ‬عليه ‬وسلم ‬-: (‬يا ‬أصيل ‬دع ‬القلوب ‬تقر ‬فلا ‬تذكرنا)‬. أجل فما من الوطن بد، وما للإنسان عنه من منصرف أو غنى، في ظله يأتلف الناس، وعلى أرضه يعيش الفكر، وفي حماه تتجمع أسباب الحياة، وما من ريب أن ائتلاف الناس هو الأصل، وسيادة العقل فيهم هي الغاية، ووفرة أسباب العيش هو القصد مما يسعون ويكدحون، ولكن الوطن هو المهد الذي يترعرع فيه ذلك كله، كالأرض هي المنبت الذي لا بد منه للقوت والزرع والثمار. ... المزيد

مشاركة :