لايزال كبار السن القاطنون في مدينة الدلم، الواقعة جنوب محافظة الخرج، يسردون لأبنائهم وأحفادهم قصة معركة الدلم، التي عمد على إثرها المؤسس الملك عبدالعزيز، بعد استرداده للرياض عام 1319هـ، إلى منازلة خصمه ابن رشيد على أرضها، ووقوع اشتباكات متفرقة بين قوات الطرفين، لتنتهي تلك المجابهة العسكرية بينهما بانسحاب ابن رشيد وانتصار الملك، وسط دعم أتباع المؤسس من أهالي المدينة. في حين ظل قصر المؤسس، الواقع في حي العزيزية لمحافظة الخرج، شاهد عيان على منجزاته داخل أسوارها، إذ دفعته فطنته ونباهته وحرصه على حماية العاصمة الرياض، من خلال تأمين حدودها الجنوبية من المتمردين من جهة، وميله إلى الاستفادة من موارد الخرج الطبيعية المتمثلة في خصوبة أراضيها، ووفرة عيونها المائية من جهة أخرى، إلى تشييد قصر سمي بـ«مشرف»، لأنه يشرف ويطل على بعض بلدات الخرج التي تميزت بطرازها الإسلامي، وخصص الدور الأول في الجهة الشرقية منه لإقامته مع أسرته، أما الدور الأرضي فجعله مأوى لحاشيته، وعلى الرغم من أن قصر الملك عبدالعزيز، الذي أنشئ خلال عامي 1359 و1360هـ على مرحلتين، ومساحة لا تقل عن 1725 متراً مربعاً، يبدو للزائر قصراً واحداً، إلا أنه في حقيقة الأمر يتكون من قصرين، أحدهما شرقي والآخر غربي، يربط بينهما مطلع السيارة (الدرجة)، في الوقت الذي خصص فيه القصر الغربي لاستقبال زواره، كما يشمل القصر جسراً يؤدي إلى ردهات متباينة داخله، وشرفة علوية، اعتاد الملك عبدالعزيز أن يطل على خيوله من خلالها. إلى ذلك، لا يخفى على الكثير جامع الملك عبدالعزيز، الواقع بحي العزيزية، الذي أمر المؤسس ببنائه بالقرب من قصر مشرف، حتى يتمكن من أداء الصلاة فيه أثناء وجوده في الخرج، ليصبح حالياً الجامع الوحيد الذي تقام فيه صلاة الجنائز، وأعيد بناؤه على مساحة 11 ألف متر مربع، ويتسع لـ2300 مصلٍ. هناك في بلدة السلمية، شمال محافظة الخرج، التي تعد حاضنة أوقاف الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، يقع (عريش) الملك عبدالعزيز، الذي جعل منه مصيفاً له، ومجلساً لاستقبال ضيوفه خلال زيارته للمحافظة، وبجهود متضافرة، ومطالبات من أهالي السلمية لترميمه وتأهيله للزوار، عمدت هيئة السياحة إلى إعادة بناء المجلس بمساحة كبيرة، وكذلك المبنى الطيني باستخدام العروق والخشب بمساحة 100 متر مربع، إضافة إلى السور الطيني التراثي والبوابات، وكذلك تهيئة منطقة جلوس، وتشجير كامل الموقع وتجهيزه بالممرات، وترميم البئر والسواني.
مشاركة :