لندن - وكالات: قال أحد مراكز الدراسات والأبحاث الرائدة في الغرب بأن مجلس التعاون الخليجي بدأ في تمزيق ذاته وقد ينتهي ويتلاشى تماماً بسبب الشقاق الحاصل بين المملكة العربية السعودية وحلفائها من جهة ودولة قطر من جهة أخرى. يتحدث التقرير الاستراتيجي السنوي الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من لندن مقراً له عن السيناريوهات المتوقعة في الأيام المقبلة، بما في ذلك ما أطلق عليه «قيكسيت» - على غرار بريكست- أي احتمال خروج قطر من التكتل الذي يجمع الدول الخليجية الست وانهيار ما وصفه التقرير بأنه «المؤسسة الإقليمية الوحيدة التي كانت منذ ظهورها تتسم بالاستقرار».ويتوقع التقرير الذي نشره موقع «ميدل إيست آي» وترجمته «عربي21» دخول إسرائيل في وقت قريب «في صراع مع القوى التي تعمل بالوكالة عن إيران وربما مع إيران نفسها على امتداد حدود إسرائيل مع كل من سوريا ولبنان».ويتحدث التقرير بثقة أكبر عن تنامي النفوذ الإيراني في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وعن تعاظم قوة حزب الله وغيره من مجموعات المليشيات ، وكذلك عن تنامي دور موسكو في المنطقة. ويقول إيميل حوكاييم، وهو أحد كبار الباحثين في المعهد، إن الغياب شبه التام للولايات المتحدة عن ما يجري من حراك في الشرق الأوسط «جعل الأعين كلها تتوجه نحو روسيا».إلا أن أهم ما يتطرق إليه التقرير هو الغموض الشديد الذي يكتنف مستقبل مجلس التعاون الخليجي، الذي بات مصيره مصدر قلق للأقطار الغربية الذي ترتبط بالمنطقة بعلاقات استراتيجية واقتصادية بالغة الأهمية. ويقول التقرير: «لقد بدأ مجلس التعاون الخليجي في تمزيق ذاته، من خلال تقديم كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين قائمة بالمطالب إلى قطر وترافق ذلك مع إقدام هذه الدول على إغلاق حدودها مع قطر وقطع جميع علاقاتها بها».في المقابل، سارعت الكويت -وهي أيضاً عضو في هذا التكتل الخليجي- إلى لعب دور الوسيط سعياً منها لحل الأزمة، بينما حافظت سلطنة عمان -العضو السادس في التكتل- على علاقاتها مع الدوحة. ويمضي التقرير ليقول: «لم تدخل مفردة قيكسيت - والتي يقصد منها احتمال أن تغادر دولة قطر مجلس التعاون الخليجي - القاموس السياسي بعد كتعبير جديد، إلا أن كثيراً من الشخصيات المتنفذة باتت تناقش هذا الاحتمال بشكل علني».ولقد أشار جون تشيبمان، المدير العام للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة ما فتئت تطرح علانية موضوع مغادرة قطر لمجلس التعاون الخليجي وتطالب بتشكيل مجموعة جديدة من التحالفات.وقال: «قد يكون الضرر الذي سيلحق بمجلس التعاون الخليجي دائماً وممهداً لتلاشيه تماماً». ولاحظ التقرير أن المنظمات الإقليمية التي طالما حصلت على الدعم والمساندة من الأعضاء الأقوى في المجلس ومن المملكة العربية السعودية «قد تخلص إلى اعتبار أن اللجوء إلى تدمير مجلس التعاون الخليجي ليس بالأسلوب الحكيم من الناحية الاستراتيجية». وهذا هو بالضبط الرأي الذي تتبناه كل من واشنطن ولندن،وكلا العاصمتين يساورهما القلق إزاء ما يجري.
مشاركة :