الشيخ ""ميزو"" يشكك في صحيح البخاري والسنّة النبوية

  • 8/13/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشيخ ميزو يشكك في صحيح البخاري والسنّة النبوية...! بقلم: مصطفى قطبي أحزنني كثيراً أن الأزهر وعلمائه يُهاجم ويُسخر من رسالته، ويساء إليهم أيّما إساءة من قبل سفيه ينتحل صفة عضو أزهري ليتاجر بالدين وبعمامة الأزهر، وأحزنني أكثر أنّ هذا المتفيقه النكرة هاجم الإمام البخاري وعلماء السلف على إحدى القنوات المصرية وعلى ملأ من سمع المسؤولين، هدا الشخص يدعي أنه من علماء الأزهر والأوقاف، ونحن نتحدى أن يثبت ذلك وفي أي مكان يعمل. وللأسف ما نراه من بعض الجهلاء على شاشات الفتنة، من الهجوم على السلف الصالح، لا أدري هل يضحك أم يبكي، وكأن علماً هبط على هؤلاء المتخلفين في قنوات مشبوهة. جاءت الإساءات الكثيرة من خلال حوار مع الإعلامي وائل الإبراشي، في برنامج العاشرة مساء، المذاع على فضائية دريم 2، حيث شن الشيخ محمد عبد الله نصر والشهير بـ ميزو، خطيب التحرير، هجوماً حاداً على كتاب صحيح البخارى وتوثيقه للأحاديث النبوية المسجلة فيه عن الرسول، قائلا: صحيح البخارى مسخرة للإسلام والمسلمين، مشيراً أن كتاب البخاري نص على أن النبي صلى الله عليه وسلم حاول الانتحار لأكثر من مرة، بسبب انقطاع الوحي، وحاول النبي جبريل ردعه، على حد تعبيره. وقال عبد الله نصر: إن كتاب البخارى سب رسول الإسلام وزعم أنه مسحور، مضيفاً البخارى ادعى على النبي أنه كان يعيش على الغنائم وتحدث عن زنا القرود ـ على حد قوله. وزعم الشيخ ميزو، أن الخليفة الوليد بن يزيد بن عبد الملك، كان فاسقاً وسكيراً، وتراهن على شرب الخمر فوق ظهر الكعبة. وقال: إن الشيخ البخاري ليس معصوماً من الخطأ وليس مقدساً، ولكنه بشر اجتهد وجمع الأحاديث ولم يكن عربياً، وكان أقرب إلى بلاد الهند لذلك لا يجب تقديسه. وأضاف: أريد أن ينقى الإسلام، مما فيه من خرافات حتى لا يلحد أحد. كما زعم الشيخ ميزو أنه دَرَسَ فى المرحلة الثانوية كتاباً ينص على جواز الاستنجاء بكُتُب الفلسفة والمنطق والتوراة والإنجيل. وللأسف الشديد، أنّ الشيخ النكرة ميزو وجد ضالته في قناة تبحث عن الإثارة والشهرة والخروج عن المألوف، وهذا ديدن الإعلامي وائل الأبراشي، الذي يركب على سفينة حرية التعبير واستقلالية الصحافة باعتبارهم واحة الديمقراطية المدعاة؟! وفي هذا يصدق عليهم قول الله تعالى: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون. ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون. وما قام به الشيخ ميزو ليس بجديد، فقد سبقه سابق، ممن ليس له رصيد معرفي بأمور الدين، وقام أيضاً بالهجوم على الإمام البخاري، وهم في الأساس لا يعرفون من هو. فهناك بعض القنوات المأجورة، اعتادت على استضافة أصحاب بعض الآراء الشاذة، لجذب الكثير من المشاهدين، ولن نستغرب أنه سيأتي يوم تستضيف تلك القنوات أشخاصاً يشككون في القرآن الكريم. والإساءة الدونية التي صدرت من الشيخ ميزو، إنما هي حملة إعلامية رخيصة ودعائية مثيرة قصد منها الشهرة وجمع المال لا جمع العقول، فإن المال برخصه لا يستحق الاهتمام به كثيراً، لأنك يمكن أن تجمع المال من أي مصدر حتى لو كان حراماً أما مخاطبة العقل فيرد عليها بالعقل السوي والفكر الحكيم دون النزول إلى مستويات غوغائية تحت مفاهيم حرية التعبير وحرية العقل، لأن الحرية المطلقة مفسدة مطلقة، ومن لا دين ولا أخلاق له يمكن أن تتوقع منه تصرفاً مسيئاً مشيناً كهذا. وقد أحدث الشيخ ميزو وهجومه على كتاب البخاري ومسلم راوي الأحاديث عن النبي الكريم، نوع من الغضب بين علماء الأزهر الشريف مطالبين بسرعة مواجهة هذه الحملة الشرسة. وفي هذا الصدد، أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى سابقاً أن انتشار ظاهرة التشكيك في ثوابت العقيدة هو ما حذر منه رسول الله في حديثه (إن الله لا ينزع العلم انتزاعا من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالاً، فسُئلوا فأفتوا بغير علم؛ فضلوا وأضلوا). وهذا هو ما نعيشه الآن فمنهم من أنكر عذاب القبر، وأخيراً من يشكك في صحيح البخاري مشيراً إلى أنه ومنذ نعومة أظافرنا تعلمنا على يد علمائنا وأساتذتنا أن أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى هو البخاري ومسلم وإذا كنا نسمع الآن ممن يشكك في البخاري ومسلم فقريباً سنسمع من يشكك في القرآن الكريم. وحذر الأطرش من هذه الهجمة الشرسة على ثوابت العقيدة مؤكدا ستكون شرارة انطلاق الفتن في الأمة الإسلامية فينبغي أن نتصدى لأمثال هؤلاء ونضرب بيد من حديد وليتحرك مجمع البحوث الإسلامية باعتباره المرجعية للعالم أجمع وأن يرد على هؤلاء السفهاء لدحض حججهم الواهية. كما يجب على الحكومة أن تتصدى هي الأخرى ولا تسمح لهؤلاء السفهاء أن يدلوا بدلوهم دون الرجوع إلى مجمع البحوث الإسلامية. أما الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، فقد أوضح أن الآراء الشاذة التي نطالعها هذه الأيام من بعض المارقين والسفهاء عن المعتقدات الدينية الصحيحة يجب أن تواجه بالعلم والأفضل أن تواجه بعد الإلتفات إليها في وسائل الإعلام لها أو تناولها بالشرح والتحليل. وأشار إلى أن تناول هذه الأمور ضررها أكثر من نفعها لأننا بذلك نروج لها بدون قصد. وأضاف كريمة أن تجاهل هذه التفاهات يجعلها تموت في المهد ولا تجد الفرصة للانتشار في المجتمع وقد الكثير من المواقف المشابهة في فترة ماضية وانتهت إلى لا شيء. كما طالب بضرورة خروج علماء جامعة الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية بردود قوية تغلق الباب أمام مثل هذه التصريحات المارقة. أما وزارة الأوقاف المصرية فقد أكدت أنّ المدعو محمد عبد الله نصر الشهير بـميزو لا علاقة له بالأوقاف من قريب أو بعيد، وحديث أمثاله من الجهلاء باسم الدين عار على الثقافة الإسلامية. وناشدت الوزارة ـ فى بيان لها ـ وسائل الإعلام المحترمة أنتراعي الظروف الصعبة التي تمر بها بلدنا وأمتنا العربية كلها، والتي لا تحتمل استضافة أمثال هؤلاء الجهلة الذين لا صفة لهم سوى محاولة المتاجرة بالدين أو بالزي الأزهري، شأنهم في ذلك شأن المتطرفين سواء بسواء. ووصفت أمثال هؤلاء بأنهم من المتطرفين والمتطاولين على ثوابت الإسلام وهم عبء ثقيل على الإسلام وعلى الوطن، ومعول هدم كبير لأمنه واستقراره، وهو ما يحتاج إلى الحسم والحزم، لأننا لا نستطيع أن نواجه التشدد والتطرف بقوة وصلابة وإقناع، وأن ندافع بحق عن حضارة الإسلام وروحه السمحة في ظل إفساح المجال أمام الجهلة والمأجورين والمنتفعين للتطاول على ثوابت العقيدة، وما استقر في وجدان الأمة، وصار معلومًا من الدين بالضرورة. وشددت وزارة الأوقاف على أن مجال الاجتهاد وتجديد الخطاب الديني ودراسة القضايا المعاصرة والمستجدات، هو مهمة الأزهر والأوقاف على أيدي العلماء المتخصصين، وهو ما نسعى إليه بقوة، ونسابق الزمن للإنجاز فيه، لكن أن يترك أمر الدين العظيم كلأ مباحاً لـميزو وأمثاله فهذا ما لا يرتضيه عاقل ولا وطني ولا غيور على دينه، لأن هذا العبث يزيد من تعقيد الأمور، ويمكن أن يجر المجتمع إلى عواقب نسأل الله (عز وجل) السلامة منها. والحقيقة التي لا يمكن أن يحجبها غربال، أنّ أمثال الشيخ ميزو حينما يشوهون ثوابت العقيدة ويشككون في الرواة التقاة وينسبون الأكاذيب والأضاليل للسلف الصالح، والتشويهات والاعتراضات على الأزهر ورجاله وعلومه، بخاصةً بعد أن أصبح هو المنارة الحقيقية للمنهج الوسطي، فهو وأمثاله ينفذون أجندات خارجية. وهو الأمر الذي لا يجعلنا نستغرب الهجوم على الأزهر ورسالته وعلماءه، وبقدر صلابة مواقف شيوخه أمام محاولات هدم الإسلام وقيمه السمحة، كانت حروب خصومه عليه لانتزاع هيبته وتأثيره العاطفي في جموع الشعب المصري، وبدأت أولى محاولات تقليص دور الأزهر في القانون 103 لسنة 1961م، وبدأت المخططات ليتحوَّل الأزهر إلى مجرد مئذنة مثل آلاف المآذن التي تنتشر في ربوع مصر. فالأزهر كان وما زال الحافظ للمنهج الإسلامي الوسطي الذي ينير لأهل السنَّة الطريق في كل العالم، والهجوم على الأزهر هو في معناه ومبناه هو هجوم على القيم والأخلاق والتعاليم التي ينادي بها الأزهر. والأزهر بقي على مدار الزمن المدافع عن أهل السنة والجماعة والعقيدة والمنهج الوسطي، وهو المنبر الأول الذي يشيع الفقه الإسلامي على اختلاف مذاهبه، ويشير إلى أن الأزهر عاش جامعةً للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ففيه رواق المغاربة، ورواق الأتراك وغيرهم، فضلاً عن أن أكثر من 50 في المائة من علماء الأرض تربَّوا وترعرعوا في دهاليز الأزهر، وأن من يقوم بالتدريس الآن في أغلب الجامعات الإسلامية هم من خرِّيجي الأزهر وعلمائه، بل إن كثيراً من العلماء يأتون من مشارق الأرض ومغاربها للأزهر، ليتعلموا ويتربَّوا فيه... وأخيراً أقول: أنا مقتنع تماماً بأن أخطر سلاح سياسي وثقافي وفكري يمكن إشهاره في وجه الصديق والعدو معاً هو سلاح الدين، وليس أوجع على النفس من التشكيك في معتقدها الديني، كما أنني مقتنع أنه لم توجد بعد على الأرض أي عقيدة تستطيع أن توحد وتجمع كما يفعل الدين، وأتحدث هنا عن المسيحية والإسلام تحديداً. لذلك سعدت جداً حين أكد رد الفعل الشعبي على الإساءة الأخيرة لصحيح البخاري ومسلم، وللإسلام عموماً، بعفوية وصدق على أنه يعرف الصديق من العدو. كما جاء رد الفعل الرسمي والعلمائي مفيداً جداً من ناحية تأكيد مبدأ بسيط هو أن الثوابت الإسلامية جامعة للأمة وليس مفرقة لها إلى درجة لم أستطع معها منع نفسي من ملاحظة الجملة المفيدة الوحيدة التي قيلت في معظم التقارير: نحو مليار ونصف المليار مسلم قد تمت الإساءة إليهم. لا بد من الإشارة إلى مفارقة يتم التعامل معها بشكل غير سليم على ما أعتقد: تقوم جميع النخب في بلادنا، بتقسيم ردود الفعل إلى نوعين: ردود فعل صادرة عن النخبة العاقلة، العالمة، المتحضرة، ذات الرأي السليم، إلى آخر ما هنالك، وردود فعل متسرعة وعشوائية تسيء إلينا أكثر مما تفيدنا صادرة عن العامة أو الغوغاء أو الدهماء إلى آخر ما هنالك. في كل ثقافات العالم وشعوبه هناك خاصة وعامة، وكلما قوي الارتباط بينهما علا شأن الشعب وثقافته، بمعنى آخر: لقد أوصلت الشعوب الإسلامية والعربية (بخاصتها وعامتها ودهمائها) رسالة شديدة الوضوح إلى كل المعنيين بالأمر: نرفض المساس بعقيدتنا الدينية، وصار من واجب القادرين على الفعل والمؤثرين في دوائر صناعة القرار من أبناء هذه الشعوب تحويل هذه الرسالة إلى إجراءات ملموسة على مستوى القانون على الأقل لمنع تكرار ما حدث على مستوى الإساءة إلى المعتقد الديني في مرحلة أولى، ومواجهة بقية عناصر المخطط المرسوم لهذه المنطقة ثانياً. وفي الختام، نقول وبكل أمانة إن خفوت صوت الأزهر ليس في مصلحتنا وإنما في مصلحة الإفراط والتفريط، فبخفوت صوته سيخرج علينا دعاة العهر ودعاة القهر، فدعاة العهر لن يجدوا من يخرس ألسنتهم، ودعاة القهر لن يجدوا من يرفع سياطهم المسلطة على ظهور الضعفاء. (اللهم اكفني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم) وصدق الله في محكم كتابه (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين). سورة العنكبوت. لا يخافن أحد من الإسلام ولا تخافوا عليه لأن الله حافظه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وإذا أردتم أن تتأسوا برسولكم الكريم فردوا الاساءة بالحسنة واستخدام العقل. (إنا كفيناك المستهزئين) سورة النحل الآية 95.

مشاركة :