موسكو تتهم «سوريا الديمقراطية» وواشنطن بعرقلة عملية دير الزور

  • 9/22/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها وجهت تحذيراً حاد اللهجة لقيادة القوات الأميركية، على خلفية اتهامات وجهتها الوزارة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» والقوات الأميركية في سوريا، باستهداف قوات النظام في دير الزور. وأكدت أن وحدات خاصة من الجيش الروسي تشارك في العمليات القتالية في دير الزور، واتهمت «سوريا الديمقراطية» بنقل دعم من الرقة إلى دير الزور.وتصاعدت حدة التوتر بين موسكو وواشنطن حول العمليات في سوريا منذ أول من أمس، حين حملت وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة المسؤولية عن الهجمات التي شنتها «جبهة النصرة» في محافظة إدلب. وأعرب الكرملين أمس عن دعمه لموقف وزارة الدفاع. وفي خلفية هذا التصعيد واصلت روسيا تعزيز قواتها في سوريا وإرسال السلاح إلى هناك، حيث عبرت سفينة الإنزال الكبيرة «تيسزار كونيكوف» التابعة لأسطول البحر الأسود، المضايق التركية ودخلت البحر الأبيض المتوسط، متجهة إلى الساحل السوري.وكان إيغر كوناشينكوف، الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، قد أعلن في تصريحات أمس، أن قوات النظام السوري قرب دير الزور تعرضت مرتين للقصف من المناطق التي ينتشر فيها مقاتلو «سوريا الديمقراطية»، وقال: «تعرض الجيش السوري لإطلاق نار كثيف من القواذف والمدفعية، مصدره المناطق شرق نهر الفرات التي يوجد فيها مقاتلو (سوريا الديمقراطية) مع عسكريين من الوحدات الخاصة الأميركية»، وأكد أن عسكريين من الوحدات الخاصة الروسية يشاركون إلى جانب النظام السوري في مهام القضاء على مقاتلي «داعش»، وأضاف: «لهذا قمنا عبر قنوات الاتصال الخاصة بإبلاغ قيادة القوات الأميركية في مطار العديد في قطر، وبلهجة حادة بأن محاولات القصف من مناطق (سوريا الديمقراطية) سيتم التعامل معها على الفور، وسيتم القضاء على مصادر النيران بواسطة جميع الوسائل المتوفرة».وأشار كوناشينكوف إلى أن مركز مدينة الرقة الذي يشكل نحو 25 في المائة من مساحتها، ما زال تحت سيطرة «داعش»، واتهم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بتوقيف عملية تحرير الرقة، لافتاً إلى أن هذا يجري بينما تحقق قوات النظام والقوات الروسية نجاحات في عملياتها ضد «داعش» في دير الزور. واتهم «سوريا الديمقراطية» بنقل مقاتليها من جبهات الرقة إلى دير الزور، وأن هؤلاء المقاتلين الذين يقتربون إلى مناطق شمال دير الزور، ينخرطون دون عوائق في صفوف مقاتلي «داعش». وأضاف أن وسائل الرصد الروسية لم تسجل خلال أسبوع أي مواجهات بين «داعش» و«قوة ثالثة» في المنطقة، في إشارة منه إلى أن «سوريا الديمقراطية» لا تنفذ أي هجمات ضد التنظيم. وأكد بالمقابل أن أكثر من 85 في المائة من الأراضي في دير الزور، باتت تحت سيطرة جيش النظام السوري، ووعد بنهاية قريبة للمعركة، وأن تصبح دير الزور كلها تحت سيطرة قوات النظام وبشكل كامل، خلال الأسبوع المقبل.وكانت وزارة الدفاع الروسية حملت في وقت سابق الاستخبارات الأميركية المسؤولية عن هجمات شنتها «جبهة النصرة»، في مناطق خفض التصعيد التي يشملها اتفاق محافظة إدلب، واستهدفت وحدة من الشرطة العسكرية الروسية كانت تقوم بأعمال المراقبة، بموجب اتفاق منطقة خفض التصعيد في المحافظة. وقال سيرغي رودسكوي مدير العمليات في الأركان الروسية، إن «جبهة النصرة» والفصائل المتعاونة معها التي لا ترغب في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، شنت هجمات واسعة على مواقع قوات النظام في شمال وشمال شرقي حماة، ضمن منطقة «إدلب» لخفض التصعيد. وأشار إلى أن الهدف من الهجمات «عرقلة تقدم القوات الحكومية في دير الزور»، واتهم الاستخبارات الأميركية بأنها تقف خلف ما جرى، لافتاً إلى أن «أحد الأهداف الرئيسية للهجمات كان محاولة السيطرة على وحدة الشرطة العسكرية الروسية التي تقوم بمهام المراقبة». وقامت القوات الروسية في سوريا بتشكيل مجموعة عمليات ضمت جنودا روسيين، وعناصر من الوحدات الخاصة التابعة للنظام، وقامت المجموعة بفك حصار استمر عدة ساعات عن 29 شرطيا عسكريا روسيا، بدعم كثيف من مقاتلتين أقلعتا من قاعدة حميميم.ولم يقدم رودسكوي أي توضيح بشأن طبيعة الدور الذي لعبته الاستخبارات الأميركية في هجمات «النصرة» في حماة، وكيف لعبت ذلك الدور. إلا أن مصدرا من الإدارة العسكرية الروسية، قال لصحيفة «كوميرسانت»، إن هناك شبهات بأن الولايات المتحدة قدمت «معلومات حساسة للغاية» حول نقاط تمركز قوات النظام والقوات الروسية، لواحد من الفصائل المسلحة المحسوبة على «المعارضة المعتدلة». وأضاف أن «المعلومات إما تسربت بعد ذلك من الفصيل إلى (النصرة)، أو ربما تم تقديمها لهم عن إدراك». وقال ديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية في تصريحات أمس، إن الكرملين متضامن مع وزارة الدفاع الروسية في تقييمها لدور الاستخبارات الأميركية في تدبير هجمات «النصرة» في منطقة إدلب لخفض التصعيد. وقال إن تقديرات الكرملين لما جرى لا يمكن أن تكون مختلفة عن تقديرات وزارة الدفاع، وأكد أنه تم تبليغ الرئيس بوتين بما جرى في حينه.وفي خلفية تصاعد حدة التوتر بين موسكو وواشنطن، واصلت روسيا إرسال تعزيزات إلى سوريا. وأعلنت وكالة «إنتر فاكس» أن سفينة الإنزال الكبيرة «تسيزار كونيكوف» (القيصر كونيكوف)، التابعة لأسطول البحر الأسود، عبرت المضايق التركية، ودخلت البحر الأبيض المتوسط، متجهة إلى سوريا وعلى متنها حمولات.وذكرت مواقع إلكترونية تتابع تحركات السفن الحربية عبر البوسفور، أن السفينة تتجه إلى ميناء طرطوس، ويبدو من مدى غطس هيكلها في المياه أنها محملة إلى أقصى حد ممكن. وهذه سابع رحلة إلى سوريا تقوم بها «القيصر كونيكوف» خلال العام الجاري.وقبل أيام، عبرت سفينة إنزال كبيرة أخرى هي السفينة «آزوف» المضايق التركية يوم 19 سبتمبر (أيلول) الجاري، متجهة إلى سوريا. وتشارك سفن الإنزال الروسية في «الإكسبريس السوري» لنقل العتاد والذخيرة للقوات الروسية في سوريا.قال مصدر من مؤسسات القيادة العسكرية لصحيفة «كوميرسانت»: إن تصريحات سيرغي رودسكوي حادة اللهجة بخصوص ما جرى في منطقة إدلب لخفض التصعيد «لا تعكس حتى نصف رد فعل القيادة العليا في وزارة الدفاع». ونقلت الصحيفة عن المصدر تأكيده، أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اضطر إلى إلغاء زيارة مخطط لها إلى بيلاروسي بسبب الهجمات على قوات النظام والشرطة العسكرية الروسية في شمال وشمال شرقي حماة، ضمن منطق خفض التصعيد».

مشاركة :