أظهرت القمة التي جمعت الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والأميركي دونالد ترامب، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أول من أمس، حرصاً على تعزيز العلاقات والتنسيق بين البلدين، وتطرقت إلى ملف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفيما دعا السيسي إلى مزيد من التنسيق، خصوصاً في جهود مكـــــــافحة الإرهاب، مشدداً على أهمية مواصلة التصدي بحزم للإرهاب ووقف تمويله، وعد ترامب بدرس استئناف بعض المساعدات العسكرية المعلقة لمصر. وكانت الحكومة الأميركية قررت الشهر الماضي وقف مساعداتٍ لمصر قدرها 95.7 مليون دولار، وتأجيل أخرى قيمتها 195 مليوناً لمخاوف تتعلق بحقوق الإنسان. وسئل ترامب هل سيستأنف المساعدات العسكرية لمصر، فقال للصحافيين قبل بداية اجتماعه مع نظيره المصري: «سندرس ذلك بالتأكيد»، فيما نقل الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف عن الرئيس الأميركي إشادته، خلال الاجتماع المغلق مع ترامب، بـ «العلاقات المتميزة بين البلدين»، مؤكداً حرص بلاده على تطويرها، فيما أكد ترامب أهمية العمل على «تعزيز توافق الرؤى إزاء سبل دفع العلاقات بين مصر والولايات المتحدة بهدف تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين». وقدم السيسي التعازي في ضحايا إعصار «إرما»، وأكد أهمية «العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة»، داعياً إلى قــــيام الـــجانبين بـ «العمل الدؤوب والمستمر للحفاظ على هذه العلاقات وتـــــعزيزها انطلاقاً من الاقتناع بمردودها الكبير والمهم على مصالح البلدين والشعبين، بالإضــــافة إلى دورها في تعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط». وأعرب السيسي عن تطلع مصر إلى «مزيد من التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة في قضايا المنطقة، خصوصاً مكافحة الإرهاب بما يمثله من خطر كبير على استقرار المنطقة والعالم»، مشدداً على أهمية «مواصلة التصدي بحزم للإرهاب، والعمل على إيقاف تمويله ومده بالسلاح والمقاتلين وتوفير ملاذات آمنة له». وأوضح السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء بحث عدد من الملفات الإقليمية والدولية، من بينها «سبل إحياء عملية السلام، إذ عرض السيسي جهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية كخطوة أساسية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي». وأشاد ترامب بالجهود المصرية في هذا الصدد، مؤكداً أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين في هذا الملف. وكان الرئيس المصري التقى أيضاً في نيويورك رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني، في مؤشر جديد الى عودة العلاقات بين البلدين، والتي تدهورت في أعقاب حادث مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني مطلع العام الماضي. ووفقاً للناطق باسم الرئاسة المصرية، فإن السيسي أشاد في بداية اللقاء بـ «العلاقات التاريخية الوطيدة بين القاهرة وروما»، مرحباً بـ «عودة الزخم إلى هذه العلاقات وتجاوز ما شابها من صعوبات». وأفيد أنه تم خلال اللقاء استعراض تطورات قضية ريجــــيني، اذ تـــــم الاتفاق على «مواصلة التعاون الوثيـــــق والمستمر بين جهات التحقــــيق في الــــبلدين»، وكرر الرئيس المصري تعــــهده التزام مــــصر الكامــــل العمل على استجلاء حقيقة هذه الواقعة وتــــقديم مرتكبيها للعدالة، كــــما أعرب عن حرص مصر على تطــــوير العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقـــتصادية، خصوصاً بوجود العــــديد من المــــواضيع التي تمثل أهمية بالغة للـــطــــرفين، فــــضلاً عن تعزيز التعاون في المجالات الاقتــــصادية. وأضاف الناطق باسم الرئاسة المصرية: «تم خلال اللقاء بحث سبل تفعيل العلاقات السياسية بين الدولتين، وتطرق إلى مناقشة عدد من القضايا الإقـــليمية والدولية، خصوصاً الوضـــع في ليبيا، اذ أكد السيسي أهمية الـــتوصل الى حل سياسي ينهي الأزمة ويحافــظ على سيـــادة الدولة وسلامتها الإقليمية، ويصون المـــصالح العليا لشعبها». كما التقى الرئيس المصري الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وأكد دعم مصر جهود الأمم المتحدة لتحقيق السلم والأمن الدوليين ودفع جهود التنمية المستدامة. وذكر الســفير يوسف أنه تم خلال اللقاء بحث آخر تطورات الأزمات القائمة في الشرق الأوسط، اذ عرض غوتيريش الجهود التي تقــــوم بها الأمم المتحدة من أجــــل تيسير التوصل إلى تــــسويات سياسية لأزمات المنطقة، خصوصاً في الملفين السوري والليبي، وكـــذلك على صعـــيد القضية الفلسطينية، مؤكداً أهمية مواصلة التنسيق والتشاور المكثف بين مصر والأمم المتحدة إزاء القضايا الإقليمية المختلفة.
مشاركة :