جميلة يوسف لـDW: أشجع كل الناخبين على المشاركة في الانتخابات

  • 9/22/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

البرلمانية الألمانية من أصل تركي جميلة يوسف تحث في حديثها مع DW عربية جميع الناخبين على المشاركة الواسعة في عملية الاقتراع يوم الأحد وتؤكد في نفس الوقت على أن الإرهاب العالمي يهدد المانيا والعالم بأسره. خصت البرلمانية الألمانية من اصل تركي جميلة يوسف DW عربية بحديث موسع تطرقت فيه إلى جملة من الأمور المحورية الأنية والتي تشغل بال الناخبين عموما والناخبين من أصول المهاجرين خصوصا. البرلمانية المسلمة بين صفوف كتلة الاتحاد الديمقراطي المسيحي تشجع جميع الذين لهم حق التصويت على ممارسة حقهم في الانتخاب ودعم من يرونه مناسبا لتمثيل مصالحهم في البرلمان الألماني معتبرة أن المشاركة الواسعة في الانتخابات رد عملي سليم على الإرهاب العالمي الذي بات يهدد ألمانيا والعالم باسره. DWعربية:بوصفك عضواً في البرلمان الألماني عن الحزب الديمقراطي المسيحي، هل كان لأصولك المسلمة تأثيرات على عملك السياسي؟ كيف تمكنت من اقتحام هذا المجال؟ جميلة يوسف: بالطبع، فإنّ معتقدي الديني مهم بالنسبة لي، ولهذا السبب ربّما أجد نفسي في هذا الحزب المحافظ. حيث تجد القيم الدينية احتراماً وتقديراً. أمّا بالنسبة لأصولي المسلمة، فأنا قادرة على الإحساس بمشاعر الآخرين من المحافظين ووجهات نظرهم، وأسعى دوماً إلى مدّ الجسور مع زملائي وزميلاتي. ولا تلعب أصولي دوراً كبيراً في حياتي السياسية. نحن السياسيين جميعاً نعمل وفقا لضميرنا ونوايانا الأخلاقية، بالتأكيد فإنّ معتقداتنا وشخصياتنا ضرورية بالنسبة لنا، إلا أنني أقدّر في المقام الأول المهنية في عملي السياسي. -   ما هي التحدّيات التي واجهتك خلال مسيرتك في العمل السياسي؟ ·   أنا لست غريبة عن هذا المجال بشكل كلّي، حيث كنت مهتمة بالعمل السياسي على الصعيد المحلي قبل انتدابي إلى البرلمان. ربّما لم يلق ترشيحي من قبل بعض أعضاء الحزب في المنطقة قبولاً واستحساناً. ولكن مع مرور الوقت لاحظوا أني مرشحة مقنعة للحزب الديمقراطي المسيحي وليس بوصفي محسوبة على المسلمين وأمثّل حصتهم في التمثيل الانتخابي. كان يجب عليّ أن أحصل على موطئ قدم داخل البرلمان مثل غيري من الأعضاء الجدد، وأن أسعى بكل طاقتي على الاعتياد على الحياة اليومية السياسة. لذا فإنّه بعد انتهاء الانتخابات تم تكليفي بملف الاندماج، الأمر الذي زاد من التحدّيات أمامي. وهكذا انشغلت بسرعة في هذا الملف، وكان لدي تحديات كبيرة وأخرى صغيرة، ولكن من وجهة نظري فقد تعاملت معها بإتقان.  -   كيف تقيمين دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للألمان من أصول تركيّة بعدم التصويت للأحزاب الرئيسية الثلاثة في ألمانيا خلال الانتخابات المقبلة وخاصّة أنك من أصول تركيّة؟ ·   لا يحتاج الألمان من أصل تركي لنصائح من الرئيس التركي أردوغان في اختيارهم لمرشحيهم في الانتخابات. يستطيعون أن يقرروا بأنفسهم من سينتخبون. -   برأيك ما هي الرسالة التي يريد أردوغان توجيهها لألمانيا؟ وكيف سيتفاعل الألمان من أصول تركيّة مع هذه الدعوة؟ ·   في البداية، اعتقدت أنه لا يوجد في الواقع أي خلفيات وراء هذه الدعوة. ولكن يبدو لي أنّه يريد أن يقول: إنّ الأتراك في ألمانيا يتبعون نصيحته. وهنا أود وضع علامة استفهام كبيرة. أنا على قناعة أن الألمان من أصول تركية ممن يحق لهم الانتخاب سيعملون وفق ضمائرهم ولن يسمحوا لأردوغان أن يؤثّر عليهم. -   خلال المناظرة التي جرت بين المستشارة ميركل والمرشح مارتن شولتس عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي حاز موضوع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي باهتمام كبير. واتفق المرشحان على السعي لإنهاء محادثات الانضمام. كيف ترين ذلك؟  ·   أعتقد أنّ الأمور تسير على ما يرام بهذا الخصوص، حيث يجب أن يتم الحديث بصريح العبارة عن هذا الأمر. الحكومة التركية تبتعد باستمرار عن كونها بلداً ديمقراطياً تحررياً، وأصبح من الصعب عليها الوفاء بمعايير العضوية الكاملة. لا يمكننا أن نفتح فصلاً جديداً للانضمام إذا بقيت تركيا ترفض بعناد الإيفاء بالشروط الضرورية لهذا الانضمام. ومع ذلك، أعتقد أنه من المهم جداً أن ندعم أولئك الذين يدعمون الحقوق الديمقراطية لجميع الناس في تركيا، ويساعدون على حل الصراعات في البلاد. علينا أن نتحدث كثيراً عن هذا.  البرلمانية من أصل تركي المسملة في كتلة الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل جميلة يوسف -   خلال المناظرة حاز موضوع اللاجئين على مساحة واسعة من النقاش، كيف تقيّمين تجربة سياسة الباب المفتوح التي اتبعتها المستشارة وحزبها؟ وهل يمكن أن تلعب دوراً كبيراً لدى الناخب الألماني؟  ·   لقد جذبت قضية اللاجئين اهتماماً كبيراً في انتخابات البرلمان الألماني لهذا العام: لقد تعاملت المستشارة ميركل في صيف عام 2015 انطلاقاً من المعاني الأوربية والإنسانية، ولهذا حظيت بكثير من الاحترام والتقدير. ولكن من ناحية أخرى، فإن فتح الحدود أمام اللاجئين جعل شريحة من الشعب تعترض. هم يشعرون أنّهم تحملوا أكثر من طاقتهم إزاء مهمة اندماج اللاجئين. وكنتيجة لذلك تم تحقيق العديد من التغييرات والتعديلات في سياسة اللاجئين، بحيث نتمكن من تنظيم هذا التحدي لصالح أولئك الذين جاؤوا يلتمسون الحماية والأمان في بلدنا. وقد تم إجراء تغيرات وتعديلات كثيرة على سياسة الترحيب التي اتخذتها الحكومة. وبالتأكيد فإن سياستنا في موضوع إدماج اللاجئين تقوم على التشجيع من جهة ومن جهة أخرى على المساءلة والمحاسبة. لقد قدّمنا عروضاً كثيرة بحيث يتمكن طالبو اللجوء من أخذ موطئ قدم لهم داخل ألمانيا بأسرع ما يمكن. وبالطبع يتم توعيتهم بأنّ هذه الحقوق والواجبات التي ينبغي عليهم الالتزام بها وتنفيذها. -   تعد ألمانيا اليوم قبلة المهاجرين من مختلف أنحاء العالم نتيجة سياسة الترحيب التي انتهجتها الحكومة بقيادة المستشارة ميركل، ولكن هناك أحزاب أخرى تنتقد هذه السياسة. هل لديكم خطط واضحة داخل الحزب من أجل نجاح هذه التجربة؟ ·   بالطبع لدينا خطط كثيرة بهذا الصدد. وأخيرا وليس آخراً، فإن قانون الاندماج، الذي دخل حيز النفاذ في آب / أغسطس، يضع إطارا لسياستنا. وقانون الاندماج ملزم بتقديم دورات في اللغة الألمانية، مع إمكانية السماح بالتدريب المهني. فمن يبدأ بالتعلم في برنامج التدريب المهني، يحصل على إقامة لمدة ثلاث سنوات تتضمن السماح بالعمل. وهذا يوفر أيضاً المزيد من خطط الأمان بالنسبة للشركات الباحثة عن العمالة. كما يعزز من المساعي الحثيثة للتعريف بمجتمعنا وقوانينه. سوف نستمر في الفترة التشريعية الجديدة في تحسين الأداء وتحديد الخيار الأمثل من خلال إعادة رسم الأطر المحددة لسياسة الاندماج. ويشمل ذلك تطوير دورات الاندماج، سواء كانت كمية أو نوعية. يجب علينا ضمان المشاركة المنتظمة في الدورات وأيضاً التأكد من أن جميع الدورات تصل إلى معايير الجودة. -   يتم التركيز من قبل بعض أحزاب اليمين الشعبوي على الإسلام بوصفه معادياً للحرية والديمقراطية حسب زعمهم، ما هو رأيك بسياسة هذه الأحزاب؟ وكيف يمكن الرد على مثل هذه الحملات؟ ·   هذه الأحزاب تشكّل خطراً كبيراً على مبدأ التعايش الذي ننعم به، إن ادعاءاتهم وتعميمهم العداء لجميع المسلمين وليس فقط ضدّ المتطرفين سوف يؤدي إلى انقسام المجتمع، وسيجعل من المسلمين العاديين يبتعدون عن بقية مكونات المجتمع الألماني. هذه الأحزاب تستغل المتطرفين وتقوم بتجنيد الشباب لأغراضها الخاصة. أمّا الإسلاميون المتطرفون فهم أقلية ضئيلة في ألمانيا والمسؤول عن متابعتهم هي المكاتب المختصة بالأمن وليس هذه الأحزاب. مع برامج التطرف التي نشهدها، أعتقد أنه يجب على المرء البحث عن هؤلاء الشباب ومحاولة نقلهم من واقع التطرف الذي يعيشون فيه وإبعادهم عن الراديكالية. إنّ المسلمين في غالبيتهم مسالمون ويشعرون بأنهم في وطنهم في ألمانيا في ظل الحياة الديمقراطية التي نعيشها. يجب ألا ننسى ذلك. -   هل لمثل هذه الحملات الدعائية المعادية للإسلام دور في عدم مشاركة الألمان المسلمين في الانتخابات بشكل جدّي؟ ·   إنّه بالفعل أمرٌ مؤسف. لهذا أود أن أشجع جميع الذين يحق لهم التصويت على ممارسة حقهم في الانتخاب، والإدلاء بأصواتهم لمن يرونه مناسباً لتطلعاتهم بحيث يمكننا تعزيز وتقوية حياة السلام والتعايش والديمقراطية التي نعيشها في ألمانيا. -   كيف تقيّمين تجربة الأحزاب اليمينة في ألمانيا؟ وما هي حظوظها في الانتخابات المقبلة من وجهة نظرك؟ ·   لا أود الدخول في مسألة التوقعات لنتائج الانتخابات، لكن آمل أن يتمكن الناخبون من النظر جيداً وكشف هذه الأحزاب على حقيقتها. -   شعار حملتك الانتخابية يركّز على الأمان والاستقرار والازدهار في ألمانيا. ما هي التحديّات التي تواجه ألمانيا من أجل تحقيق هذا الشعار؟ ·   ألمانيا بلد قوي اقتصادياً واجتماعياً. وتعد نسبة البطالة فيها منخفضة جداً وخاصة بين الشباب وهذا ما لا يمكن أن تجده في أي بلد أوربي آخر. وأيضاً فالأمن مهم جداً في بلدنا، وهذا بالطبع ليس مجاملة، إنما هو وقائع وحقائق على الأرض، وبإمكاننا تقديم أمثلة حيّة وواقعية: لقد زدنا من أعداد الموظفين في وكالة الأمن الفيدرالية، وازداد عدد أفراد الشرطة الفيدرالية بمقدار الخُمس، كما تضاعفت نسبة الموظفين في مكتب الشرطة الجنائية الفدرالية بأكثر من 25 في المائة. وهذا ما لم يحدث منذ تأسيس الجمهورية الاتحادية. قمنا بزيادة الأموال بشكل كبير وشرعنا في تنفيذ برامج عديدة في الولايات والبلديات فيما يتعلق بمجال الأمن الوقائي. وهذا يوفر المزيد من الأمن بالإضافة إلى مراقبة الطرق العامة عن طريق أحدث وسائل التكنولوجيا والفيديو الذكي مما يوفر مساعدة رجال الشرطة لردع المجرمين والكشف عن الجرائم الجنائية بشكل أسرع. ونسعى إلى تعزيز نظام المراقبة بالفيديو في الأماكن العامة: مثل مراكز التسوق، ملاعب كرة القدم، نقاط المرور، وكذلك في الحافلات والقطارات. يسعى المواطن إلى الاستقرار والموثوقية بالإضافة إلى الشعور المتبادل بالمسؤولية وخاصّة في ظل ما يشهده العالم من أوقات حرجة. وهذا بالضبط ما تقدّمه سياستنا. بطبيعة الحال، هناك تحديات نسعى إلى معالجتها من أجل تحقيق قدر أكبر من الاستقرار والأمن. ومن أهم هذه التحديات الإرهاب العالمي، ولكن التعاون بين دول الاتحاد الأوربي وباقي أعضاء المجتمع الدولي يعدّ سلاحاً مهمّا في مواجهة هذا الخطر. أجرى الحوار أحمد العجيلي

مشاركة :