خواتم النجف تجلب الحظ والعريس

  • 9/22/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

زوار يأتون من إيران ودول خليجية لزيارة مدينة النجف المقدّسة عند الشيعة يرون في شراء خاتم ووضعه عند نهاية الزيارة خاتمة حسنة لزيارة العتبات المقدّسة.العرب  [نُشر في 2017/09/22، العدد: 10759، ص(24)]بريق معالج يجدد الكثير من الزوار مع زيارة مدينة النجف المقدّسة عند المسلمين الشيعة كل عام، الإقبال على شراء الخواتم رغم غلائها اعتقادا منهم أن أحجارها الكريمة تساعدهم على اجتياز الكثير من المصاعب الحياتية كمعالجة الأمراض وطرد السحر والأرواح الشريرة والزواج. النجف (العراق) – يأتي محمد الغريفي من البحرين إلى العراق، في كل عام، لزيارة مدينة النجف المقدّسة عند المسلمين الشيعة، ولا يخرج منها إلا ومعه خاتم جديد، على غرار الكثيرين من الزوار الذين يحبون أن يختتموا زيارتهم بشراء خواتم ينسب البعض لأحجارها الكريمة قدرات خارقة. وأشار إلى خاتمين في يده اليمنى وثالث في يده اليسرى، وقال إنها جزء يسير فقط مما جمع في زياراته السابقة. وأضاف الرجل الستيني أن الخواتم هذه كلّفته ثروة، لكن “لا يهمّني الثمن، فهذه الأحجار ذات قيمة كبيرة”. ولا يعدّ الغريفي المولع الوحيد بالأحجار الكريمة والخواتم بين زوار مدينة النجف (160 كيلومترا جنوب بغداد) التي تحمل خصوصية كبيرة لدى المسلمين الشيعة لوجود مرقد الإمام علي بن أبي طالب. وقال فائز أبوغنيم، وهو صاحب محل لبيع الخواتم المرصعة بالأحجار الكريمة وبينها الفيروزي، في سوق النجف “الكثير من الزوار يأتون بعد نهاية الزيارة لشراء خواتم”، مشيرا إلى أنه يستمع بشكل يومي لحديث زبائنه القادمين من إيران ودول خليجية بينها البحرين والكويت وعمان والسعودية، إضافة إلى آخرين من لبنان وباكستان ودول أخرى. وأضاف “الكثير منهم يشترون خاتما أو مسبحة تمثل ذكرى من الزيارة، كهدية إلى أقاربهم وأصدقائهم”. وتمثل المناسبات الدينية الأيام الأفضل لتجارة الأحجار الكريمة في أسواق النجف التي تستقطب الملايين من الزوار العرب والأجانب، ويؤدي ذلك إلى “ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ بسبب زيادة الطلب على الخواتم والأحجار الكريمة”، وفقا لأبوغنيم. ويحول ارتفاع أسعار الأحجار والخواتم دون قدرة الكثيرين من الزوار على شرائها. ويتوجّه الكثير من الزوار إزاء ذلك، لشراء خواتم مصنوعة في بلدان أخرى، مثل تركيا وإيران وتايلاند. وقال عيسى موسى، وهو صاحب متجر لبيع الخواتم “تجارة الأحجار الكريمة وصناعة الخواتم في تراجع مستمر بسبب المستورَد الأجنبي، وهو ما جعلني اليوم بائع خواتم بعد أن كنت صائغا”. وأكد علي أنور وهو شاب في الثلاثينات يعمل صائغاً في ورشة داخل أحد أزقّة السوق، أن “المصوغات التركية أو التايلاندية تباع بالغرام، فيما تباع منتوجات النجف بالقطعة بما بين 40 و50 ألف دينار (35 و40 دولارا)”. وتقع إلى جانب المتاجر، أكشاك لبيع الخواتم التي يقدر ثمن الواحد منها بخمسة عشر ألف دينار (حوالي 12 دولارا)، والتي تباع بكثرة خلال الزيارات الدينية خصوصاً خلال شهر محرم الذي قتل فيه الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، حفيد النبي محمد، في معركة كربلاء ضد الدولة الأموية. ويمثل بالنسبة إلى بعض الشيعة، شراء خاتم ووضعه عند نهاية الزيارة خاتمة حسنة لزيارة العتبات المقدّسة. ويعتقد جاسم المندلاوي أن هذه الأحجار يمكنها أن تجلب المغفرة، ولا سيما العقيق اليماني، فيما “الزمرّد يسهّل تحقيق النجاح”. وقال إنه يعرف كثيرين مثله لا يترددون في شراء “خاتم عقيق أحمر أو ياقوت يتجاوز سعره 100 ألف دينار (80 دولارا)”. وقال محمد الشمراتي، وهو صاحب محل لبيع الخواتم، إن “الكثير من الزوار الأجانب يشترون خواتم در النجف، لأنها لا توجد إلا في صحراء النجف”. وأفاد فاضل أبوعبد الله، وهو صاحب محل آخر، بأن من بين الأحجار ما يساعد على “تنظيم نبض القلب مثل الياقوت الأصفر” أو ما يستخدم “لمعالجة المرض المعروف بالصفار الولادي الذي يصيب حديثي الولادة”، أو ما “يطرد السحر والأرواح الشريرة”. وتحدث الشمراتي عن لجوء فتيات ونساء غير متزوجات إلى شراء أحجار خاصة لاعتقادهن بأنها “تجلب لهن العريس”.

مشاركة :