الزوجات يفقدن الرغبة في العلاقة الحميمية أكثر من الأزواجأوضح باحثون بريطانيون أن المشكلات المتعلقة بالرغبة الجنسية بين الزوجين يجب التعامل معها بالنظر إلى حالة الفرد ككل بدلا من اللجوء ببساطة إلى العقاقير لعلاجها، مؤكدين أن سوء الحالة الصحية وفقدان التقارب العاطفي وسوء الاتصال بين الزوجين بالإضافة إلى وجود عدوى منقولة بالاتصال الجنسي والتجارب السابقة من الجماع القسري، كلها عوامل تؤثر في رغبة كل من الرجال والنساء في العلاقة الحميمية.العرب [نُشر في 2017/09/22، العدد: 10759، ص(21)]الصمت يفاقم المشكلة ولا يحلها لندن - كشفت دراسة بريطانية حديثة أن الزوجات يفقدن الرغبة في العلاقة الحميمية أكثر من الأزواج بمقدار الضعف، مشيرة إلى أنه بينما يتساوى الرجال والنساء في فقدان الرغبة مع التقدم في العمر، فإن النساء غالبا ما يبقين في حالة فقدان للرغبة بسبب طول العلاقات اللاتي ينخرطن فيها. ومن جانبها بينت المتخصصة في الصحة الجنسية أماندا ميجور أن فقدان الرغبة في العلاقة الحميمية ليس بالضرورة شيئا غير طبيعي، وإن هناك أسبابا كثيرة وراء تغير حاجات الرجال والنساء، وأوضحت قائلة “بالنسبة إلى بعضهم فإنه شيء طبيعي ومعتاد، لكنه يسبب ألما وبؤسا بالنسبة إلى آخرين”. وأظهرت الدراسة المنشورة في المجلة الطبية البريطانية المفتوحة، والتي قامت بجمع البيانات من 4.839 رجلا و6.669 امرأة تتراوح أعمارهم بين 16 و74، وجود حالة ملل من ممارسة الجنس بين الزوجين مع التقدم في العمر، إلا أنها تكون أسرع للنساء من الرجال بفارق شاسع. وقال 15 بالمئة من الرجال المشاركين فيها، و34 بالمئة من النساء، إنهم فقدوا الرغبة في الجنس لثلاثة أشهر أو أكثر في السنة التي سبقت إجراء الدراسة. وأفادت نتائج الدراسة بأن نقص الرغبة لدى الرجال أعلى في الفترة بين سن 35 و44، أما النساء فقد زاد فقدان الرغبة لديهن أكثر بين سن الـ55 و64. ووجدت الدراسة أن النساء يفقدن اهتمامهن بممارسة الجنس مع أزواجهن بعد 12 شهرا فقط من الزواج، مشيرة إلى أن المزيد من حالات الملل عند النساء كانت بعد إنجابهن الطفل الأول، والتعب والإرهاق المرتبطين بالرعاية الأولية للأطفال.المشاكل المتعلقة بالرغبة بين الزوجين يجب التعامل معها بالنظر إلى حالة الفرد ككل بدلا من اللجوء إلى العقاقير كما أثبتت أن الإجهاد اليومي يؤثر على الأداء والرغبة الجنسيين، حيث يتحول اهتمام الزوجة إلى تربية الأطفال عن ممارسة العلاقة الزوجية. ونبه الباحثون في جامعة ساوثهامتون، وجامعة يونيفرستي كوليدج لندن، إلى أنه لا يوجد دليل على أن انقطاع الطمث بالنسبة إلى المرأة عامل مؤثر في ذلك، إلا أنهم أشاروا إلى أن وجود أطفال في سن صغيرة في المنزل عامل مثبط للرغبة الجنسية لدى النساء. كما توصلوا إلى أنه من بين الأسباب الرئيسية لفقدان النساء والرجال الرغبة هو الضعف الجسماني وتدهور الصحة العقلية، وضعف التواصل، ونقص الاتصال العاطفي خلال ممارسة العلاقة الحميمية. وكشفت الدراسة أن الأزواج الذين وجدوا أنه من السهل دائما الحديث عن الجنس مع شركائهم، هم أقل عرضة لأن يقولوا إنهم يفقدون الرغبة، وفي مقابل ذلك من يجد شركاؤهم صعوبات جنسية، ومن لا يشعرون بالسعادة في علاقاتهم، هم أكثر احتمالا من غيرهم لأن يقولوا إنهم فقدوا الرغبة في الجنس في مرحلة من مراحل حياتهم. كما أفادت أن “الزوجة التي ليس لديها المستوى نفسه من الرغبة الجنسية التي يتمتع بها شريكها، ولا تشاركه ما يحب وما لا يحب” تكون عرضة لفقدان الرغبة في العلاقة الحميمية. وعلقت سينثيا غريام، أستاذة الصحة الجنسية والتوليد في جامعة ساوثهامتون على نتائج البحث قائلة “إن نتائج الدراسة زادت من فهمنا لما يسبب فقدان الرغبة لدى الرجال والنساء، وكيف نعالجه”، مضيفة “هذا يبرز أهمية الحاجة إلى تقييم أوضاعنا، وعلاج مشكلات الرغبة الجنسية، إن اقتضى الأمر، بصفة عامة، وفي الحالات الفردية، وفي الحالات المرتبطة بالرجال وحدهم، أو النساء وحدهن، كذلك”.يتجاهل الكثير من الأزواج أن تكون المرأة مؤهلة من الناحية الحسية والنفسية أم أنها تفتقد الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمية، وهو ما يصعب الأمر عليها كما أشارت إلى أن هذه مشكلة لا يمكن علاجها بتناول العقاقير فقط، وأنه “من المهم أن ننظر إلى الأسباب الكامنة وراء الاكتئاب”. وقالت ميجور موضحة “الجنس أمر شخصي جدا، والحديث عنه قد يسبب الإحراج. لكن الكلام هو غالبا أفضل شيء يمكن أن تفعله لتحسين حياتك الجنسية”. وبيّنت دراسة أجراها عدد من الباحثين بجامعتي “آبو آكاديمي” و”توركو” في فنلندا، أن العلاقات التي تمتد طويلا لا يشترط بها الازدهار الجنسي، لكون هناك نساء كثيرات يعانين عدة مشكلات، مثل افتقاد القدرة على الوصول إلى النشوة، كما أن قدرة المرأة الجنسية أقل كثيرا من الرجل، لذلك لا تشعر بالاستمتاع، فلا تجد أمامها على إثر ذلك سوى الامتناع عن الممارسة، ولوجود الكثير من المشاكل الأخرى لا يشترط وجود الجنس في العلاقات لكي تستمر طويلا. ويتجاهل الكثير من الأزواج أن تكون المرأة مؤهلة من الناحية الحسية والنفسية أم أنها تفتقد الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمية، وهو ما يصعب الأمر عليها، لأن اندفاع الرجل بهذا الشأن قد يعقّد الأمور ويزيدها سوءا، وبالتالي لا يجوز أن تكون العلاقات الجنسية عاملا رئيسيا لاستمرار العلاقات الزوجية. وبحسب الدراسة الفنلندية فالشغف الذي يشعر به الشريكان في بداية العلاقة الزوجية يتحرران منه مع مرور الوقت، وهذا لا يعني أن تسير موازيا لذلك احتمالات انتهاء العلاقة الزوجية، فمن الناحية النفسية يظل الطرفان محتفظين بهذا الشغف في الذاكرة، ويظل تأثيره لمدى بعيد لديهما، وهو ما يساعدهما على أن يستمرا في علاقتهما، حيث يحدث لديهما شعور بالتشبع الحميمي. كما أن تغطية الحرمان من حميمية العلاقة بالاهتمام تساعد الشريكين على الاستمرار، فقد تذهب الرغبة ويحل محلها الاهتمام، خاصة وأن الطرفين يفقدان رغبتيهما مع مرور الوقت على علاقتهما الزوجية، والحديث حول زيادتها في ما بعد أو تحسّنها غير مؤكد.
مشاركة :