يعود تاريخ الاغتيال السياسي في حزب "البعث" السوري إلى فترة مبكّرة من وصوله إلى السلطة في سوريا أوائل ستينيات القرن الماضي. حيث كانت تصفية المعارضين أو المنشقين أو حتى المختلفين مع الحزب، سياسياً، هي الطريقة المتّبعة لقادة هذا الحزب، ومن أصبح منهم داخل السلطة التنفيذية كحافظ الأسد وابنه بشار من بعده. وكانت أشهر محاولة اغتيال فاشلة، هي التي أمر #حافظ_الأسد بتنفيذها، وكان وقتها بمنصب وزير الدفاع، بحق الشاعر والبرلماني والوزير الأسبق محمد سليمان الأحمد الشهير بـ" #بدوي_الجبل". وعثر على "بدوي الجبل" الذي ينحدر من قرية ملاصقة لقرية حافظ الأسد، بعد اختطافه لأيام، مرمياً في أحد شوارع دمشق، عام 1967، ينزف مصاباً بالرأس وبقية الجسم، ثم أسعف إلى إحدى المستشفيات. وبقي يعاني من آثار الضربات التي تلقاها على رأسه بآلة حادة، حتى وفاته. ويعود سبب الخلاف بين حافظ الأسد وبدوي الجبل، إلى الهجاء الحاد الذي ورد في قصيدة "من وحي الهزيمة" التي كتبها البدوي متأثرا بهزيمة 1967، حيث صب جام غضبه وهجائه على قادة سوريا العسكريين في ذلك الوقت، وكان حافظ الأسد على رأسهم وزيراً للدفاع. اللواء محمد عمراناغتيال اللواء محمد عمران قام نظام حافظ الأسد، باغتيال اللواء #محمد_عمران، عام 1972 في لبنان. علماً أن عمران كان شريكا من ضمن آخرين، في انقلاب عام 1963 الذي مكّن لحافظ الأسد أن يصبح رئيسا في وقت لاحق. إلاّ أن وصوله للسلطة لم يكن كافياً بالنسبة إليه إلا إذا أزاح خصومه ومنافسيه، من شخصيات قوية وبارزة في "البعث" والجيش، وكان اللواء محمد عمران واحداً منهم، فأمر بتصفيته، خصوصاً أن السبب الأصلي للتخلص من عمران، كان لخلافات كثيرة وجوهرية بينه وحافظ، سبقت قرار الاغتيال. صلاح الدين البيطاراغتيال صلاح الدين البيطار يعتبر #صلاح_الدين_البيطار واحداً من أشهر الوجوه الدمشقية في السياسة السورية المعاصرة، فهو من مؤسسي حزب البعث، ووصل إلى منصب رئيس الوزراء. إلا أنه اختلف مع سلطة "البعث" في الستينيات، وصدر بحقه حكم غيابي بالإعدام عام 1966، لكنه كان فرّ إلى لبنان وأقام هناك. وبعد وصول حافظ الأسد إلى السلطة حاول استمالته، إلا أن البيطار رفض تغيير مواقفه. وطيلة إقامته في فرنسا كان يخصص صحيفته التي أسسها وهي "الإحياء العربي" لكشف عمليات القتل الجماعي التي كان يرتكبها حافظ الأسد أواخر الثمانينات. فأصدر الأخير قرارا باغتياله في فرنسا، وقتِل عام 1980 على باب صحيفته التي كانت تنشر قبل مقتله وعلى مدار أسابيع، أخبارا عن المجازر التي كانت تشهدها سوريا على يد نظام الأسد. بنان الطنطاوياغتيال زوجة معارض سعى حافظ الأسد إلى اغتيال عصام العطار، الذي كان يشغل منصب المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، إلا أنه عندما أرسل عناصر استخباراتية لاغتياله في ألمانيا، ودخلت تلك العناصر إلى بيته، هناك، فلم يجدوا إلا زوجته السيدة بنان الطنطاوي، فتمت تصفيتها بإطلاق النار عليها عام 1981. واغتيل في زمن حافظ الأسد، الإعلامي السوري المنشق، #منير_الأحمد، شقيق الشاعر بدوي الجبل، عام 1992. وكذلك يؤكد بعض الصحافيين أن شقيقهما الآخر، أحمد، قد مات في أوروبا اغتيالاً عام 1993 لأنه أعلن انشقاقه عن نظام الأسد. وأحمد الأحمد أستاذ جامعي بالفلسفة. بدوي الجبل شبلي العيثميالاغتيالات في زمن بشار الأسد.. جَماعية! استخدم نظام #بشار_الأسد، الاغتيالات السياسية، كطريقة في إبعاد معارضيه عن الواجهة والتخلص منهم، فحاول اغتيال عدد كبير من الضباط المعارضين الذين انشقوا عن جيشه، من مثل محاولة اغتيال العقيد رياض الأسعد في تركيا. واغتيل #وحيد_بلعوس الشيخ الدرزي المعارض للنظام السوري، عبر تفجير موكبه عام 2015. وكان للشيخ لقب هو "شيخ الكرامة" نظراً إلى مواقفه المناهضة لبشار الأسد. وكذلك أعلن عن مسؤولية بشار الأسد عام 2012 عن مقتل المعارض السياسي البارز شبلي العيثمي، بعدما تم اختطافه من لبنان، ليعلن عن وفاته لاحقاً في سجون النظام، تحت التعذيب. وكذلك قام نظام بشار الأسد بقتل الشيخ معشوق خزنوي عام 2005، تحت التعذيب في سجونه. وحيد بلعوس ويشار إلى أن حوادث وفاة في سوريا، وضعت تحت عناوين الانتحار، كانت من بين الحوادث التي يشار لها بأنها عملية اغتيال لا انتحار، من مثل مقتل وزير داخلية الأسد اللواء غازي كنعان. وكذلك مقتل ضابطه الاستخباراتي الشهير رستم غزالي. يذكر أن المراقبين يشيرون بشكل خاص إلى عمليات القتل الجماعي التي تمت على يد نظام بشار الأسد، كونها هي الأكثر بروزاً ووحشية من عمليات الاغتيال، خصوصاً أن أعداد السوريين الذين قضوا بنيران جيشه أو في أقبية سجونه فاق النصف مليون قتيل بحسب تقديرات مختلفة، هذا فضلا عن عشرات آلاف المعتقلين الذين زج بهم في سجونه منذ عام 2011. وكان بعض المعارضين السوريين يتّهمون نظام بشار الأسد بقتل مقربين منه خوفاً من سعيهم للانقلاب عليه، كحلّ حسب وجهة نظرهم، للأزمة السورية، من مثل حادثة تفجير مبنى الأمن القومي التي سقط فيها صهره اللواء آصف شوكت، ووزير دفاعه داوود راجحة، وشخصيات عسكرية مختلفة أخرى.
مشاركة :