نستذكر في كل عام ذكرى توحيد هذه المملكة على يد جلالة المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل –طيب الله ثراه-، الذي قاد بحنكةٍ وذكاء مشروع جمع شتات هذه البلاد، فرغم اتساع رقعتها، وتباعد أطرافها، إلا أن ذلك ولله الحمد تم بفضل الله ثم بوقفة الرجال الأوفياء، الذين امتلكوا عزيمةً كالجبال، وصدق الرجال، لتوحيد هذه الأرض من جنوبها للشمال، ومن غربها للشرق، لجمع الشتات تحت راية التوحيد “لا إله إلا الله محمداً رسول الله”. ومنذ ذلك الزمن، انطلقت رحلة التنمية والبناء، وعاشت المملكة بفضل الله رحلة تطور ونماء نقلتها إلى مصاف الدول المتقدمة، وعززت من اقتصادها، وركزت على بناء منظومتها الأمنية لحماية تلك المكتسبات، فبقيت المملكة ولازالت مضرب المثل في الأمن والاستقرار والتطور، وستظل كذلك بإذن الله حتى يرث الله الأرض ومن عليها. إن ملحمة التاريخ التي قادها مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن –غفر الله له-، ثم سار على نهجه أبناءه الملوك البررة من بعده، ليحققوا مسيرة المجد، التي منحت المملكة العربية السعودية ولله الحمد قصب السبق والريادة في أن تكون هي الحاضن الأول لقضايا المسلمين والعرب، ووضعت المملكة في مكانةٍ مرموقة على المستويين الإقليمي والدولي، بفضل الله ثم بما شرفها الله به من خدمة الحرمين الشريفين، وموقعها الاستراتيجي، وقدرتها على تجاوز كل الظروف العصيبة التي مرت بالمنطقة، وهذا لم يكن ليتحقق لولا فضل الله، وما حباه سبحانه لقيادة هذه البلاد الرشيدة من حكمةٍ وقدرةٍ على استشراف الظروف وإيجاد الحلول لأحلك الأزمات، منذ عهد المؤسس –طيب الله ثراه- ومن بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله، وحتى العهد الزاهر والميمون لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –يحفظه الله- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز –يحفظه الله-، اللذان يبذلان كل الجهد لاستمرار ما بدأه الأسلاف، فكانت رؤية المملكة 2030، هي انطلاقةٌ نحو مزيدٍ من المنجزات بحول الله وقوته. إن المملكة العربية السعودية تحتفل بهذا اليوم، بعبارات الشكر والثناء التي تعلو كل منابرها، على ما اختصنا به، وما تفضل علينا به، من أمنٍ تحسدنا عليه الأمم، ونهضةٍ بلغت بنا القمم، تحققت بسواعد وهمم أبناء وبنات الوطن، واتحاد كلمتهم، وصوابية رأيهم، وصدق نيتهم، فحريٌ بنا أن نحافظ على ما حققه الأولون، بأن نرعى كل منجزٍ تحقق، وأن نبذل الجهد لمواصلة هذه المسيرة، ولابد لنا أن نقف وقفةً إجلال وإكبار لاستذكار كل من عمل ويعمل على حماية هذه المنجزات، من رجالٍ على حدود المملكة، أو في مدنها، ومن المعلمين والأطباء، والمهندسين، وكافة العاملين لتطور هذا الوطن وارتقاءه، نقول لهم في يوم الوطن شكراً لكل على تبذلونه لأجل الوطن، ولأجل الأجيال القادمة، التي ستنعم بإذن الله بما حققتموه، وستشكركم على كل ما بذلتموه، وهم بإذن الله قادرون على استمرار ما بدأتموه. حفظ الله وطننا من كل مكروه، وأدام على بلادنا أمنها ورخاءها واستقرارها، في ظل القيادة الحكيمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –يحفظه الله-، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز –يحفظه الله-.
مشاركة :