قال علماء من أمريكا إن الكثير من الكويكبات لا تعتمد في تماسكها فقط على جاذبيتها وإن ما يعرف بقوى التماسك تعمل بشكل إضافي على تماسك الركام الكوني وذلك حسب العلماء تحت إشراف بن روزيتيس من جامعة تينيسي في دراستهم التي نشرت اليوم في مجلة "نيتشر" البريطانية. فحص الباحثون الكويكب صاحب الرقم التصنيفي 1950 دي ايه والذي له صفات شبيهة بصفات الأرض وعبارة عن صخرة بحجم كيلومتر تقريبا والذي يعتقد العلماء أنه سيقترب من الأرض بشكل خطير عام 2880. ويتكون الكويكب مثل غيره من الكثير من الكويكبات من مزيج من الصخور ذات الأحجام المتفاوتة والغبار الدقيق ولكنه يدور بسرعة كبيرة حول نفسه، وكان من المفترض أن تتسبب قوة الطرد المركزي لهذا الدوران السريع في تفتته. قال الباحثون إن قوة الجاذبية و الاحتكاك لا تستطيعان الحفاظ وحدهما على تماسك الكويكب ورجحوا أن قوة التماسك تقوم بدور الجزء المتبقي للحفاظ على هذا التماسك. وأوضح الباحثون أن قوة التماسك هذه تنشأ أيضا من خلال ما يعرف بقوة فان دير فالس وهي قوى التأثيرات المتبادلة بين جزيئات المادة الواحدة المتعادلة كهربيا مع بعضها البعض، وهي مسئولة في الكيمياء عن بعض الراوبط الكيميائية وهي نفس القوى التي تستخدمها على سبيل المثال حشرة الوزغ البرص، الزاحفة في السير على الجدران و الأسقف. وتمتلك هذه الزواحف شعيرات دقيقة في الجزء الأسفل من قدميها والتي ترتبط بجزيئات سطح السقف عبر قوى فان دير فالس مما يمكنها من الالتصاق بالجدران. وبهذه الطريقة يعمل الغبار الدقيق الموجود في الكويكبات بمثابة نوع من الملاط أو المونة أو مادة البناء. وجاء في تعليق مرفق بالدراسة في مجلة نيتشر أن القوة المطلوبة لذلك ليست شديدة وأنها تعادل على سبيل التقريب قوة ضغط سنت على اليد. وحسب التعليق فإن أهمية نتائج الدراسة لن تقتصر على فهم العلماء للكويكبات و تطور النظام الشمسي بل بالنسبة لتطور استراتيجيات دفاعها ضد القذائف الكونية.
مشاركة :