بينما تستفيد روسيا من الزيادة في أسعار السلع، تعاني تركيا، لأنها دولة مستوردة. وتعني الأخطار والعوائد العالية في السوقين، أن المتداولين يوازنون بين الدولتين عند اختيار الأسهم بأوروبا الشرقية والشرق الأوسط وإفريقيا. مستثمرو الأسواق الناشئة الذين جعلوا تركيا واحدة من أفضل رهاناتهم على الأسهم في هذه السنة شرعوا بتحويل اهتمامهم من جديد إلى روسيا، وذلك بعد شهرين فقط من تشديد الولايات المتحدة عقوباتها على أكبر دولة مصدرة للطاقة في العالم. وكانت سوق الأسهم التركية بين أفضل 5 أسواق أسهم في الأداء، حتى هذا الشهر، مع رفع الإقراض المدعوم من الدولة، والنمو الاقتصادي الأسرع من المتوقع، واستقرار العملة، والتقييمات المغرية بمعدلات تصل إلى 36 في المئة. في غضون ذلك، تراجعت روسيا إلى ما يقرب القاع، نتيجة العقوبات الأميركية الأشد قسوة، والشكوك حول أسعار النفط، والتي حدت من شهية المستثمرين. ودفعت قفزة بلغت نحو 10 في المئة في سعر الخام منذ أواخر أغسطس المستثمرين من يونيون انفستمنت برايفت فوندزUnion Investment Privatfonds GmbH إلى بنك انفستكInvestec Bank إلى النظر من جديد للأسهم الروسية، حيث التقييمات هي الأدنى في الأسواق الناشئة. وفي الوقت ذاته، عمد المستثمرون إلى التخلص من موجوداتهم التركية، في خضم ندرة حوافز جديدة. وتشكل السياسات النقدية المعاكسة عاملا آخر في هذا التحول. وفيما خفض بنك روسيا معدلات الفائدة خلال هذه السنة، وأشار في الأسبوع الماضي إلى حدوث مزيد من الخفض، فإن ارتفاع معدل التضخم في تركيا يضغط على المنظمين للحفاظ على سياسة مشددة. ولا يتوقع المستثمرون حدوث هبوط شامل في الأوضاع التركية، لكنهم يتريثون في الشراء، وضخ المستثمرون الأميركيون نحو 90 مليون دولار في صندوق فان اك فيكتورز للمبادلات التجارية خلال هذا الشهر، بعد سبعة أشهر من التدفقات نحو الخارج. ويقابل ذلك عدم حدوث تدفقات داخلية منذ يونيو الماضي على آي شيرز ام اس سي آي في تركيا، وهو أكبر صندوق تبادل يركز على الأسهم التركية. وفيما تستفيد روسيا من الزيادة في أسعار السلع، فإن تركيا تعاني، لأنها دولة مستوردة. وتعني الأخطار والعوائد العالية في السوقين، أن المتداولين يوازنون بين الدولتين عند اختيار الأسهم في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وإفريقيا. وفيما يلي ما يقوله المستثمرون عن التناوب التركي – الروسي: • حققت إيكاتيرينا ايليوشنكو، وهي مديرة صندوق في "يونيون انفستمنت" في فرانكفورت، ربحاً في الخطوط الجوية التركية، وهي تشتري الأسهم الروسية الآن بما في ذلك ألروسا Alrosa وام ام سي MMC ونوريلسك نيكل NorilskNickel وبولياس Polyus وماغنيتتوغورسك Magnitogorsk للحديد والصلب. • من المنطقي التحول من تركيا إلى روسيا الآن، وقد تحسن السوق التركي في هذه السنة، بسبب ضعف الأداء في الماضي، واستقرار الليرة، ودعم الإقراض المؤسساتي من صندوق كريدت غارانتي. • وفي أثناء ذلك، تخلف السوق الروسي عن التركي، وتبدو التقييمات جذابة. وتبدو كل أسهم الصلب جذابة، لأن الصين ترفع سعره. كما أن أسهم الاتصالات جذابة أيضاً، وكذا أسهم البنوك، بسبب ربحيتها مع تنظيف جهات التنظيم للنظام المصرفي. ويساعد معدل التضخم المتدني وخفض بنك روسيا لمعدلات الفائدة الأسهم الروسية، كما أن الروبل المستقر يجعل من الأسهل التنبؤ بأرباح الشركات. وتقول أناستاسيا ليفاشوفا، وهي مديرة صندوق في بلاكفريارز Blackfriars Asset Managment لإدارة الأصول في لندن: • "كان هناك توجه واضح وقوي نحو الشراء في روسيا والبيع في تركيا منذ نهاية أغسطس. وبعد تحسن شهد مكاسب بأكثر من 40 في المئة، ربما يجهد المستثمرون لرؤية الجانب الأعلى في معظم الأسماء اللامعة. ومع توفير الأسماء الروسية لأرباح تقارب 4 في المئة إلى 10 في المئة يوجد ما يدعم التحول نحو روسيا". • "تعافي أسعار النفط من الخمسين دولاراً للبرميل إلى منتصف الخمسينات ساعد أيضاً، وكذا خفض البنك المركزي الروسي لمعدلات الفائدة من جديد بخمسين نقطة أساس، وتوقعات زيادة نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 1.7-2.2 في المئة". • "وهكذا، فإن الزخم في الوقت الراهن يميل إلى مصلحة روسيا، وأنا لا أتوقع أن تصبح تركيا غير مفضلة تماماً، لأنها لا تزال تملك إمكانية نمو بأكثر من 5 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي في هذه السنة، وربما 4 في المئة بالعام المقبل". ماثيو نيغري، وهو رئيس قسم أسهم الأسواق الناشئة فيUnion BancairePrivee UBP SA يونيون بانكير بريفي يو بي بي، يقول: • "نحن نولي اهتماماً زائداً للدولتين، لكن روسيا تبدو أفضل قليلاً الآن، مدعومة بقوة أسعار النفط، والتقييم أرخص، وهي أقل عرضة للمعاناة، نتيجة الزيادة في معدلات الفائدة بالولايات المتحدة في حال حدوثها". • "ديناميكية روسيا الواسعة عنصر دعم، مع استقرار معدل التضخم والنمو والأجور وثقة المستهلك". ويقول جوليان ريمر، وهو متداول لدى بنك انفستك في لندن: • "أنا أجادل بأن روسيا بدأت تلتهم التفوق في أداء تركيا في النصف الأول، ويرجع ذلك في الغالب إلى التعافي القوي في أسعار النفط، ولأن لدى بنك روسيا طريقه الواضح نحو خفض معدلات الفائدة، فيما البنك المركزي التركي مقيد اليدين، من خلال اتجاهات تضخم صعبة". • "إضافة إلى ذلك، أنا أعتقد أن فكرة الخطر السياسي تحولت إلى مصلحة روسيا، وقد خفتت الهستيريا المناوئة لروسيا والمرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية إلى حد ما، فيما يزداد التعقيد في السياسة الإقليمية المتقلبة في تركيا، من خلال الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق". * كسينيا غالوتشيكو وتاغسي أوزسوي
مشاركة :