الأول من الميزان هو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية وهو يوم الوحدة والتلاحم والعزة، ولكل مجتمع في هذا العالم يوم يختلف عن بقية أيام السنة بما يحمله من معانٍ وقيم، ولكل دولة عيدها الوطني الذي تحقق من خلاله أمجاد مجتمع بعينه، ونحن أبناء هذه البلاد نعيش هذا العام اليوم الوطني السابع والثمانين. وعندما نقلب صفحات التاريخ السعودي منذ عهد الملك المؤسس وحتى هذا العهد الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - يحفظه الله- لا بد لنا من وقفات تاريخية نتلمس من خلالها وعبر هذه الحقبة الزمنية التي أعقبت وفاة المؤسس - رحمه الله - وتولي أبنائه الحكم من بعده وهم الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله وحتى عهد ملك الحزم. إن القارئ والمتابع لتاريخ هؤلاء الملوك الأفذاذ يلحظ ما تميز عهد كل واحد منهم بأيام تاريخية مباركة ترجموها في أفعال ومشاريع طالت مدن هذه البلاد فكان اهتمامهم - رحمهم الله - مثار إعجاب المتابع سواء من الداخل أو الخارج؛ إذ اشتمل هذا الاهتمام على كل ما يتعلق بهموم الوطن والمواطن الذي شمل افتتاح عديد من المشاريع التنموية الرائدة واتساع دائرة النطاق العمراني للمدن السعودية نتيجة لذلك وتوفير كل ما يلزمها من مرافق وخدمات، وربما يأتي في قمة هذه التوجهات ما يشهده الحرمان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة من توسعات تخطت التوقعات وتجاوزت كل ما تحقق لها على أيدي خلفاء وسلاطين المسلمين عبر التاريخ حتى أصبح هذا الإنجاز السعودي هو موضوع الساعة إلى جانب ما تشهده المشاعر المقدسة من اهتمام ورعاية وتوسعات وتوفير للخدمات على اختلاف أنواعها والبدء في تنفيذ شبكات القطارات السريعة في غالب مدن المملكة، وأخذ موسم الحج نصيبه الوافر من اهتمام الدولة - رعاها الله - لتوفير الأمن والأمان وكل ما يعكر صفو وسلامة الحجيج، إلى جانب كل ذلك لم تغفل المملكة العربية السعودية اهتمامها بالإنسان العربي والإسلامي وتلبية نداء الواجب لإخوة لنا في فلسطين وسوريا واليمن فكانت عاصفة الحزم تبعتها إعادة الأمل لإخواننا اليمنيين وتوجتها حملة الملك سلمان الإنسانية والإغاثية لإخواننا في سوريا واليمن، كل ذلك دليل واضح وعملي للوقوف إلى جانب إخوة لنا هنا وهناك ولسنا هنا بصدد استعراض المواقف الإنسانية لهذه الدولة ولكن يجب علينا في هذا اليوم وهو يوم الوفاء أن نستذكر المواقف الإنسانية لهذه الحكومة المباركة وما تقدمه للعالمين العربي والإسلامي. إن توحيد هذه البلاد على يد قائدها الملك عبد العزيز رحمه الله لهو تجربة متميزة للمجتمع الدولي وأحد النماذج الناجحة في تاريخ الأمم وإبراز ذلك النهج الذي تبنته المملكة في سياستها الداخلية القائمة على مبادئ الإسلام الحنيف وكذلك في علاقاتها الدولية المستمدة من تراثنا وحضارتنا واحترام مبادئ حقوق الإنسان في أسمى معانيها، كما أنها فرصة ثمينة أن نغرس في نفوس النشء معاني الوفاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة فيشعروا بالفخر والعزة ونغرس في نفوسهم تلك المبادئ والمعاني التي قامت عليها هذه البلاد منذ أن أرسى قواعدها الملك عبد العزيز رحمه الله ونعمق في روح الشباب معاني الحس الوطني والانتماء إلى هذه الأمة حتى يستمر عطاء ذلك الغرس المبارك . إن المملكة تحظى اليوم بالاحترام والتقدير في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أثبت للعالم أجمع بأنه صمام أمان الوحدة الوطنية وصوت اعتدال وعقلانية أمام الأصوات الشاذة التي تدعو إلى الفرقة لأنه بحق قائد إصلاحات في المجالات كافة منذ أن تسلم دفة الحكم وحريص كل الحرص على لمّ الشمل العربي وتجنيب المنطقة العربية كل ويلات الحروب والدمار الشامل والمؤامرات التي تحاك لها من أعدائها. وفي الختام فإنه ليشرفني بهذه المناسبة السعيدة أن أرفع أجمل آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهما الله وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل . سائلين الله العزيز الكريم أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها ورخاءها وتقدمها وازدهارها في ظل حكومتنا الرشيدة وأن يعيد هذه المناسبة الوطنية الغالية على وطننا العزيز بالخير والرفعة والعزة والنماء.
مشاركة :