اليوم الوطني للمملكة يوم يفخر به العرب والمسلمون جميعاً

  • 9/22/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تونس: عبدالسلام لصيلع - الكويت : جنان حسين - القاهرة: حسين البدوي 2017/09/21 يحل اليوم الوطني المجيد في ذكراه السابعة والثمانين والمملكة ترفل في العز والعزة والفخار والرخاء والازدهار في كنف الأمن والأمان والاستقرار والعمل التنموي المتواصل من أجل تقدم الوطن والمواطن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.. تأتي هذه الذكرى العزيزة والمملكة تحقق الإنجازات العظيمة في جميع الميادين وتضرب مثلاً حياً للدول والشعوب الأخرى عن العمل الجدي وصنع الحضارة والاهتمام بالإنسان وبنائه المعنوي والمادي. واليوم الوطني ليس يوماً خاصاً بالمملكة فقط، فهو يوم خالد من الأيام الكبرى التاريخية، بقيمتها ودلالاتها ورموزها الكفاحية للأمة العربية والإسلامية وللعالم الحر.. لذلك سجلت «اليمامة» في هذه المناسبة الجميلة آراء عدد من الشخصيات العربية : المملكة آزرت تونس يقول السيد رشيد صفر الوزير الأول التونسي الأسبق: «يسرني أن أتوجه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد والحكومة السعودية والشعب السعودي الشقيق بأحر التهاني وأطيب الأماني بمناسبة اليوم الوطني، متمنين مزيداً التقدم والرفاهية للمملكة الشقيقة التي آزرت تونس في كفاحها ضد الاستعمار الفرنسي بدعم مالي وسياسي من المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة». لليوم الوطني رمزية خاصة ويقول السيد أحمد ونيس وزير الخارجية التونسي السابق: لليوم الوطني رمزية خاصة، سواء للمملكة أو لنا العرب والمسلمين.. وهو ما جعله يوماً مجيداً بأتم معنى الكلمة، فيه تحررت الجزيرة العربية من العبودية والجهل والتخلف، وأرسى الملك عبدالعزيز آل سعود قواعد دولة قوية وحاضنة للعروبة والإسلام، ومدافعة عن القضايا العادلة، وحامية للحق وكرامة الإنسان، وهي منذ 87 سنة تسير في الطريق الصحيح، ونراها دعامة أساسية للأمن والاستقرار والسلم في المنطقة والعالم أجمع. تتويج لملحمة كفاح طويلة ويقول السياسي والمفكر التونسي المخضرم الأستاذ مصطفى الفيلالي: يعتبر اليوم الوطني تتويجاً لملحمة كفاح طويلة ومشرفة قادها الملك عبدالعزيز آل سعود موحد الجزيرة العربية الذي أقام صرح دولة عظيمة على أركان حديثة جاءت قوة للعرب والمسلمين، وحارب التخلف والفقر والمرض وقضى نهائياً على عصابات قطاع الطرق واللصوصية والإجرام التي كانت تسلب الحجيج وتروعهم وتخيف الناس، فانتشر الأمن في كامل الربوع، وأصبح الحاج آمناً مطمئناً في قدومه وذهابه وحله وترحاله.. وسارت المملكة في هذا النهج القويم منذ 87 عاماً إلى الآن. إن قيام المملكة العربية السعودية حدث تاريخي عظيم غير الموازين الدولية في الشرق الأوسط والعالم في ثلاثينيات القرن العشرين ما زال إلى اليوم مادة للباحثين والدارسين والمؤرخين في مراكز البحث والدراسات الإستراتجية العالمية.. وإن الملك عبدالعزيز مهندس هذه الدولة العظيمة وباني أسس نهضتها العصرية بعتبر من أكبر زعماء العالم في عصره بشخصيته الفذة ورؤاه الواضحة الاستشرافية وآرائه الشديدة هيأت له عن جدارة مكاناً بارزاً ومتقدماً، ومكانة كبيرة في التاريخ. إنجازات عظيمة ويقول السيد محمد جغام رئيس حزب الوطن ووزير الداخلية والدفاع والسياحة التونسي الأسبق: نحيي اليوم الوطني ونهنئ أشقاءنا في المملكة، ملكاً وحكومة وشعباً، وفي هذه الذكرى نسجل إعجابنا بما حققته المملكة في 87 سنة الماضية، منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، من إنجازات عظيمة في البنى التحتية وفي مجالات الاقتصاد والشؤون الاجتماعية والعلم والتربية والتعليم والثقافة والصحة وانتشار العمران في كل أنحاء البلاد، إضافة إلى استتباب الأمن ونعمة الطمأنينة والأمان.. نرجو لأشقائنا في المملكة مزيد التقدم والمناعة والاستقرار. الملك عبدالعزيز والقضية الفلسطينية ويقول الدكتور نبيل شعث وزير الخارجية الفلسطيني السابق: نحيي المملكة في يومها الوطني الذي هو أيضاً يوم فلسطين وكل العرب.. لا بد من التأكيد هنا على أن اهتمام الملك عبدالعزيز بالقضية الفلسطينية كان في مقدمة أولوياته واهتماماته، وكان دعمه لفلسطين وشعبها سخياً وكبيراً.. وكانت القضية الفلسطينية منذ الملك الوالد عبدالعزيز آل سعود وصولاً إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز، علامة بارزة ودائمة من ثوابت الدبلوماسية السعودية، لم تتخل عنها بالدعم والحماية والنصح، في جميع الظروف والأحوال.. ويجب التنويه هنا بعمق العلاقات السعودية الفلسطينية المتجذرة في اللغة والدين والتاريخ والحضارة، وهي علاقات جيدة وممتازة جداً على جميع الأصدة. يوم متميز ويقول السيد عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري: بين الجزائر والمملكة روابط متينة جداً، في جميع المجالات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي تزداد قوة يوماً بعد يوم.. نؤكد هذا المعنى في هذا اليوم الوطني المتميز في تاريخ المملكة وفي التاريخ العربي المعاصر الذي شهد ميلادها وتميز بالحضور القوي على الساحة الدولية لمؤسسها الملك عبدالعزيز وجامعها في شعب واحد موحد منذ بداية الثلاثينيات إلى خمسينيات القرن الماضي وترك بصماته واضحة في سجل الكفاح الإنساني ومسيرة الشعوب من أجل الحرية والانعتاق، وقد واصل أبناؤه وأحفاده البررة ملحمته من بعده بوفاء رائع وهمة عالية ومثابرة هائلة. خدمة التضامن العربي ويقول السيد نور الدين حشاد نجل الزعيم الوطني والنقابي المعروف الشهيد فرحات حشاد، الوزير التونسي الأسبق والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس مركز تونس السابق: للمملكة جهود كبيرة في سبيل خدمة التضامن العربي والعمل العربي المشترك.. وتسعى دائماً من أجل التوافق بين الدول العربية لتجاوز خلافاتها ونزاعاتها، وهي من منطلق دعمها لجامعة الدول العربية رغم سلبيات الواقع العربي وأمراضه، فإنها تعتبرها البيت العربي الذي يجمع العرب ويوحد كلمتهم وصفوفهم.. هذا ما يجب إبرازه والتأكيد عليه والأمة العربية تحتفل مع المملكة باليوم الوطني الذي له اعتبار كبير في قلوبنا. دولة عملاقة ويقول الأستاذ الهادي شلوف رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية في ليبيا: بعد 87 عاماً من توحيد المملكة أصبحت دولة عريقة وكبيرة يشار إليها بالبنان، والفضل في ذلك يعود إلى الملك عبدالعزيز آل سعود الذي نجح في بناء صرح دولة عملاقة في ظروف إقليمية ودولية خطيرة ودقيقة، قلبت موازين القوى وغيرت مسار السياسة الدولية، وصارت المملكة على مدى 87 سنة في مقدمة الفاعلين والمؤثرين وصناع القرار في العالم، لها وزنها السياسي والعسكري والاقتصادي والمالي، ولها كلمتها الحازمة والحاسمة. بهذه المناسبة نوجه التحية إلى أشقائنا الكرام في المملكة قيادة وحكومة وشعباً ونقول لهم: واصلوا مسيرتكم ورسالتكم.. وتهانينا إليكم باليوم الوطني. إمكانات جبارة في كل موسم حج ويقول الدكتور أحمد العبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب: لا بد من تقديم التحية والتهنئة إلى المملكة، ملكاً وشعباً ومسؤولين بمناسبة اليوم الوطني الذي له معان عميقة وأصيلة ورموز كبيرة وواضحة وقيمة كبرى لدى كل عربي ومسلم. إن ما تحقق في المملكة يعجز عن وصفه اللسان، فمن ذلك يكفي أن نذكر ما توفره السلطات السعودية في كل موسم حج من إمكانات جبارة وظروف طيبة وملائمة لراحة ضيوف الرحمن والمعتمرين والزوار ليؤدوا مناسكهم على أحسن وجه.. كما ننوه بالتوسعات الكبيرة التي شهدها الحرمان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة. التقدم والتطور ويقول السيد جاك لانغ وزير الثقافة والتعليم الفرنسي السابق والرئيس الحالي لمعهد العالم العربي بباريس: نلاحظ التقدم والتطور في المملكة العربية السعودية في كل الميادين، وأعبر عن إعجابي بمستوى الجوانب الثقافية والتعليمية والأكاديمية في المملكة، وهذا بفضل ما ترصده الدولة من إمكانات كبيرة لهذه الجوانب وغيرها، وأعتقد أن مشاريع «المملكة 2030 تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان ستحقق لمستقبل البلاد نقلة نوعية شاملة وتقدماً أكبر بالاعتماد على طاقات متجددة بديلة للبترول وعلى استثمار ذكاء الشباب وأدمغة القوى الحية في المجتمع. المملكة.. نجاحات متلاحقة ومستمرة ويقول د.عايد المناع- أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت – مستشار جمعية الصحفيين الكويتية – كاتب ومحلل سياسي: إن قيام المملكة العربية السعودية موحدة هو إنجاز عظيم للملك المؤسس الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن بن تركي آل سعود.. هذا الرجل الذي أعاد أمجاد أجداده بتوحيد شبه الجزية العربية وفي الوقت نفسه أوجد دولة مؤسسات وبناء وتعمير وتطوير.. نشر ما كان مفقوداً بهذه المنطقة وهو الأمن، حيث كانت الناس هائمة بالصحارى تتقاتل حتى فرض الأمن من خلال ما يعرف ب «الهجر» وهو عبارة عن مرافق للاستقرار.. عمل أيضاً على إيجاد التعليم والخدمات الصحية ومحاولة إيجاد دولة حديثة. وعلى الرغم من الإمكانات المحدودة أوجد علاقات مع الدول خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الغربية وانضم لجامعة الدول العربية مبكراً.. كما قاتل المجاهدون السعوديون أيضاً في عام 1948 في فلسطين وغيرها من الإنجازات التي يشهدها التاريخ.إن نجاح الملك عبد العزيز آل سعود في إنشاء المملكة المترامية الأطراف لكبيرة.. لقد كان إنجاز عظيم ولو لم يتم لوجدنا عدداً من الدول في هذه المنطقة وربما تكون دولاً متناحرة، واليوم نلاحظ هذا التناحر في منطقتنا. كان الملك عبد العزيز، الرجل الذي أعاد مجد أبائه وأجداده ووحد المنطقة.. وأوجد مملكة مترامية الأطراف مع بعضها. لقد سار أبناء الملك عبد العزيز جميعهم على خطاه، بتماسك ووحدة المملكة وقاموا بتطوير مختلف النواحي سواء صحياً وتعليمياً واقتصادياً وعمرانياً وقانونياً، كل النواحي التي تأتي بدولة حديثة ومتقدمة، فالكل يكمل ما انتهى إليه الآخر.. وهذا الأمر لا شك أنه إيجابي، الكل حافظ على الأمن والاستقرار، حتى المحاولات التي جرت في الحرم المكي عام 1979 «حادثة جهيمان» تغلبت عليها المملكة العربية السعودية في زمن قياسي وسيطرت على الموقف. أيضاً هناك التنمية ومشاريع التنمية التي شملت كل أنحاء المملكة وشملت أيضاً الآخرين مثل اليمن وغيرها من الدول. إن الحديث عن المملكة العربية السعودية وإنجاز قادتها لا بد أن يقودنا لاستعراض ما قام ويقوم به رجالها.. فلا ننسى دور الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز آل سعود في قطع النفط عام 1967 عن الدول الداعمة لاسرائيل. وعهده كان عهد رخاء واستقرار، كما تم إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية ثم بدأ يأخذ عمقه وأيضاً دور الملك فهد رحمه الله والمملكة العربية السعودية الشقيقة في حرب تحرير الكويت، دور لا ينسى ودور محوري بتحرير الكويت خلال فترة زمنية محددة.. المملكة وضعت نفسها والكويت في كفة واحدة ولا ننسى مقولة الملك فهد «أما أن تعود الكويت أو تذهب السعودية». كما نستذكر القوات الدولية التي احتشدت بموجب قرار دولي بالمملكة وانطلقت منها براً وبحراً وجواً.. واستطاعت إعادة الكويت بفترة زمنية سريعة. كما في زمنه تم التركيز على تطوير البلد داخلياً وتحسين الخدمات والاهتمام بالتعليم وبالناس البسطاء وزياراته لهم لإلقاء الضوء على احتياجاتهم. فمن عهد الملك فهد رحمه الله وحتى أواخر عهد الملك عبد الله رحمه الله واجه السعوديون العمليات الإرهابية التي هي عبارة عن مخرجات حرب أفغانستان والثورة الإيرانية ونجحوا بشكل كبير بالتغلب على هذه الأعمال الإرهابية. أما في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وجدنا بالفعل الحزم وسرعة اتخاذ القرار.. وجدنا اتخاذه قرارات سريعة لكن غير متسرعة مثل إصلاح الجهاز الإداري للدولة، تحريك القيادات وإيجاد قيادات حيوية في الجهاز الحكومي. الاهتمام بحاجات الناس خاصة ما يتعلق باحتياجاتهم اليومية. والتصدي الحازم لعاصفة الحزم لحماية الشرعية اليمنية من الاغتصاب الداخلي المسنود من قوة خارجية وعلى رأسها إيران. لا شك أن الحرب متعبة ومرهقة، لم تأت لاحتلال أو عدوان بل دفاع عن السلطة الشرعية باليمن ومنعاً من أن تتمدد إيران على حساب العرب بهذه المنطقة كما تمددت بمناطق أخرى. كذلك ساندت المملكة الانتفاضة السورية وقدمت لها الدعم وتسعى ليكون هناك حل سياسي يؤدي إلى أن تتبلور إرادة الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع. لقد واصلت المملكة في تصديها للإرهاب مع نهاية فترة الملك الراحل عبد الله، حيث صدرت تشريعات تجرم بعض الحركات الإرهابية وتقاومها وهذا ما زال مستمراً، فالمملكة العربية السعودية في طليعة الدول التي تتصدى للإرهاب ولمن يساندون الإرهاب سواء قوة إقليمية أو دولية وهذا خدمة للسلم الإقليمي والسلم العالمي. إن المملكة شريك بالحرب على الإرهاب سواء في سورية أو في مناطق أخرى.. للأسف في الخليج واجهنا هذه الأزمة التي أدت لاتخاذ ثلاث دول خليجية إضافة إلى مصر موقف من قطر وحقيقة الأمر أن موقف هذه الدول ليس لأي سبب يذكر غير أن قطر للأسف احتضنت مجاميع متطرفة ومعادية لأمن واستقرار هذه المنطقة وأضرت بأمنها واستقرارها وهذا تطلب صبراً وتحركاً.. فالصبر لم يفجر الموقف، بل ترك الوساطات الخيرة مثل دور صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح محاولة إيجاد الحل ونجح بإيجاد اتفاق الرياض في 2013 والإطار التكميلي عام 2014 الذي وقعت عليه الدول الخليجية ومن بينها قطر ولكن للأسف لم تلتزم قطر بذلك، ما أدى لعودة الأمور إلى نقطة الصفر، وتأخذ الدول الثلاث ومصر مواقف قطع العلاقات وإغلاق الحدود بمحاولة لعل قيادة قطر تفكر بمصالح شعبها وتنهي الخلاف مع الجارة. إجمالاً المملكة العربية السعودية قيامها واستقرارها هو الحقيقة لخدمة الأمة العربية والإسلامية ولا أحد ينكر الدور الكبير الذي تقوم به المملكة لخدمة المسلمين أثناء الحج وتوفير كل الخدمات والسهر على رعاية وأمن الحجاج والمعتمرين على مدار اليوم، لذلك لن يكون هناك أي قوة بالعالم سوف تكون أكثر دعماً وحرصاً للأماكن المقدسة سوى القيادة السعودية منذ عهد الملك عبد العزيز وإلى طول الأبد.. نبارك هذا اليوم ونحتفل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة وأشقائنا السعوديين.. لتبقى المملكة في الطليعة تحت راية قيادة فذة وحكيمة. المملكة.. قواعد الاستقرار والأمن بالمنطقة ويقول محمد السبتي- كاتب ومحلل سياسي: بلا أي شك ننظر نحن الخليجيين إلى قيام الدولة السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز غفر الله له وذكراها على أنها العنصر الأهم في استقرار دول المنطقة والإقليم عموماً، فبقيام الدولة السعودية على تلك الأسس التي كرسها المغفور له الملك عبدالعزيز تأسست قواعد الاستقرار بالمنطقة وأصبحت القوى العالمية تنظر الى هذه البقعة من الإقليم على غير ما كانت تنظر إليه بالسابق وأصبحت دول المنطقة بعد قيامها بالشكل الحديث للدولة مؤثرة في سياسات الشرق الأوسط. كما أنه من الغني عن البيان ما للمملكة العربية السعودية من دور إقليمي بارز في الحفاظ على أمن واستقرار دول المنطقة والدول العربية ومشاركتها العالمية في ترسيخ مبادئ الاستقرار والأمن والسلم في العالم، فلا أحد يمكنه إنكار دور المملكة العربية في الحفاظ على أمن الخليج العربي ودوله من تلك الأطماع التي تحيط بنا ودورها في صد تلك الأطماع عن تلك الدول ولأي شخص أن يتخيل وضع بعض دول المنطقة لولا وجود وجهود المملكة العربية السعودية تجاه تلك القوى الطامعة! وهو ما يؤكد أن قيام الدولة السعودية بهذه الصورة الحديثة للدول كان صمام أمان لكثير من دولنا تجاه الطامعين في الإقليم. كما أن قيام المملكة العربية السعودية كان له ذات الدور في ترسيخ أسس السلام في الوطن العربي عندما وقفت دائماً ضد أغراض الفوضى والدمار وكانت عوناً لقواعد الاستقرار والسلام. وغني عن البيان أن قيام الدولة السعودية كان له الأثر الأكبر على كل دول المنطقة في تحصيل هذه الأدوار الإقليمية إذ تعي كل هذه الدول أن المملكة العربية السعودية هي خيمتها التي لا غنى لأحد عن الاستظلال بمكانتها العالمية نحو تحقيق هدف الاستقرار. ونحن نستذكر كل هذا الدور للدولة السعودية سواء في الخليج أو في المنطقة عموماً، نبارك لقيادتها وشعبها هذه الذكرى العزيزة على قلب كل محب للوطن العربي والإسلامي لا الخليجي فقط. المملكة.. الجارة الكبرى وعمقنا الإستراتيجي ويقول داهم القحطاني - كاتب ومحلل سياسي: نبارك للشقيقة الكبرى شعباً ومليكاً وولي عهد وحكومة ذكرى اليوم الوطني.. لا شك أن توحيد المملكة العربية السعودية عام 1932 ميلادي كان أقدم وحدة عربية ما زالت مستمرة، والملك المؤسس عبد العزيز آل سعود قام بتوحيد المملكة فأنتح عنها هذه الدولة العظيمة التي تعتبر عمقاً إستراتيجياً للدول الخليجية والدول العربية والدول الإسلامية. لا شك أن المملكة العربية السعودية مستهدفة دوماً في حقب زمنية مختلفة، وفي هذه الحقبة مستهدفة من جهات عدة، لذلك نحن نتمنى كل الخير للجارة الكبرى وعمقنا الإستراتيجي، والكويت دائماً كانت في صف المملكة وأهلها الأشقاء، واليوم القوات الكويتية تقوم بدورها الوطني في مساعدة القوات السعودية جنباً إلى جنب في حماية الحد الجنوبي، ولا شك أن هذا يعبر عن مدى القرب بين الشعبين الكويتي والسعودي. نتمنى الخير لبلاد الحرمين الشريفين.. نتمنى الازدهار والاستقرار للمملكة العربية السعودية، ونقف معها دوماً ضد أي فتن أو مخططات.. وحفظها الله دوماً. أنجبت رجالًا أثروا الحياة العربية يقول اللواء محمود منصور، وكيل جهاز المخابرات الحربية المصرية السابق، إن المملكة العربية السعودية هي القبلة الدينية لمسلمي العالم، والموقع المتميز في منطقة الشرق الأوسط، وهي الثروة البشرية العظيمة التي أنجبت رجالًا أثروا الحياة العربية، وكانت دائماً السند للأمة العربية في كل المآزق على مدى السنوات الماضية. ويضيف منصور أن المملكة لديها الإمكانات لتعيش بعلم وتكنولوجيا، وتنتظر في المستقبل نقلة حضارية كبيرة جداً وستظهر نتائجها في 2030، وسيشعر بها كل مواطن سعودي وعربي. موقع الصدارة يقول اللواء يحيى كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، أن المملكة تحتل موقع الصدارة في الثقل على المستوى الإقليمي العربي إلى جانب جمهورية مصر العربية، وتعتبر صانعة السياسات في المنطقة العربية، ولها منزلة كبيرة لأنها أرض الحرمين الشريفين، وبينها وبين الشعوب العربية كلها تعاطف كبير، فهي أرض الرسالة، ونحن كمصريين نكن للمملكة كل مشاعر الحب والمودة ونتمنى لها دائماً الاستقرار والمستقبل الزاهر، والمحافظة على استقرارها وأمنها القومي. إدارة الأماكن المقدسة لأهلها يقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة، إن الله ورسوله جعلا إدارة الأماكن المقدسة لأهلها وسكانها، وسأضرب مثالًا بفتح مكة، عندما قال سيدنا علي لحضرة النبي صلى الله عليه وسلم: «يارسول الله ضم لنا مفاتيح الكعبة»، وكان بنو هاشم لديهم مسألة سقاية الحاج منذ عهد عم عبد المطلب، ولكن سيدنا علي كان يريد عدة فضائل أخرى لبني هاشم، وكان وقتها مفاتيح الكعبة مع بني شيبة، فأرسل رسول الله لأحدهم، وطلب منه الرسول مفاتيح الكعبة، وبالفعل أعطاها له وغادر، ولكن قبل أن يغادر هذا الرجل أبواب الحرم المكي إلا والوحي ينزل «إن الله يأمرك أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل»، فقال النبي: «ردوه»، فجاء الرجل وقال له رسول الله: «خذوها يا بني شيبة فيكم خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم». ويضيف كريمة: «قياساً على هذا الحديث الكريم بإبقاء المفاتيح مع أهل مكة، فمن يدعو إلى فتنة تدويل الحرمين لغير سكان المملكة العربية السعودية فهو ظالم ولا نقبل هذا، ونحن نثق في إدارة الأشقاء للحرمين الشريفين، وندين ونشجب ونقف بكل قوة شرعياً وفقهياً ضد أي إثارة لمسألة المساس بالحرمين الشريفين». محاولة لم الشمل العربي يقول اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري والإستراتيجي، أن المملكة من أكبر دول الإقليم، وتقوم بدور كبير في محاولة لم الشمل العربي، وهي تعيد بناء نفسها الآن من جديد في إطار الخطة التي وضعها ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان 2030، وهذا إضافة كبيرة للمنطقة العربية ككل وسند قوي، وعلى المستوى الإقليمي المملكة تلعب دوراً في حل الأزمة السورية، ودوراً في قضية حفظ الأمن الإقليمي وقيادة المملكة لعاصفة الحزم لتحجيم الدور الإيراني ومساعيه للتمدد في المنطقة وتوليها هذه العملية نقطة حاسمة في أمن المنطقة لأن مدخل البحر الأحمر في باب المندب وهيمنة إيران على هذا المدخل بوجودها في اليمن كان سيشكل تهديداً كبيراً للأمن، وتحملت المملكة هذا العبء والحمد لله الأمور تسير بشكل جيد الآن فهذه المنطقة تهم كل دول الخليج ودول العالم أجمع لأنها ممر دولي ملاحي حيوي. ولفت مظلوم إلى وقوف المملكة بجانب مصر، فلا ينسى الشعب المصري للمملكة وقوفها ووقفة وزير خارجيتها سعود الفيصل - رحمه الله- عندما زار فرنسا وأعطى تهديداً للعالم الغربي خلال مؤتمر صحفي له حيث قال: «من أعلن وقف مساعداته لمصر أو يلوح بوقفها، فإن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر»، ومصر تقدر هذه الوقفة. ويشير مظلوم إلى أن المملكة العربية السعودية مع باقي الدول الأربع وقفوا في وجه قطر لمكافحة الإرهاب، ونتمنى أن تكلل جهودها بالنجاح، لأن الدور الذي تقوم به قطر في المنطقة يمثل تهديداً لمجلس التعاون الخليجي المتماسك والموحد منذ 1981م حتى الوقت الحاضر، وكنا نتصور أن يتقدم للأمام بقيادة سياسية ورغبة لعمل قيادة عسكرية مشتركة، ولكن قطر هدت كل الطموحات. تمنى مظلوم في ختام تصريحاته ل«اليمامة» كل تقدم وازدهار للمملكة العربية السعودية؛ لأن هذا لها وللعالم العربي ولمصر أيضاً؛ لأن العلاقة وطيدة بين البلدين فهما يقودان التقدم والرقي والاستقرار في المنطقة ونتمنى أن يستمر هذا التعاون. ركناً أساسياً في أمن المنطقة تقول د. نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن السعودية تمثل ركناً أساسياً في أمن المنطقة سياسياً وأمنياً واقتصادياً، مشيرة إلى حكمة الملك عبدالله بن عبد العزيز - رحمه الله - في التعامل مع حقبة الثورات في المنطقة العربية وكيف احترم رغبة الشعب المصري حينما أراد التغيير، وحث العالم على مساندة مصر بعد ما أن كان هناك توجه ضد مصر، وتقوم السعودية أيضاً باحتواء دول مجلس التعاون الخليجي ولها دور في ذلك، وتقف الآن أمام المخاطر التي تمثلها قطر في تمويل الإرهاب ولها موقف من ذلك واضح، المملكة لها دور في أمن الطاقة بما تقوم به من حسن إدارة ملف البترول والطاقة، كما أن في السعودية هناك عدداً كبيراً من العاملين من الدول العربية وهذا يعود على السعودية وعلى الدول العربية في شكل تحويلات مالية وتوفير فرص عمل لمواطني الدول العربية، كما أن لها دوراً فاعلًا في ملف الحج الذي ترعاه بإمكانات جيدة للمسلمين وبتجهيزات وتيسيرات كبيرة للحجاج. وترى بكر أن مستقبل المملكة ليس خاصاً فقط بسياسات المملكة، ولكنه خاص بالوضع الإقليمي، وللأسف الوضع الإقليمي في المنطقة يشوبه الكثير من القلاقل فعلى حدود المملكة توجد اليمن، وتوجد قطر بتوجهاتها التي لا تريد أن ترتجع عنها، كل ذلك يصعب الموقف على المملكة والدول الأخرى، كما أن انخفاض سعر البترول له تأثير على الاقتصاد السعودي ولكن رأينا المملكة في محاولات لعمل نوع من التوازن من أجل استمرار التنمية ودعم المواطن السعودي وأن يكون لها دور في دعم الوطن العربي كله. قوة اقتصادية ودبلوماسية قوية جداً يقول د.سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن السعودية لديها قوة اقتصادية ودبلوماسية قوية جداً، فضلًا عن كونها وجهة لكل مسلمي العالم، هي دولة كبرى لديها نفوذ دولي وإقليمي قوي جداً. وعن السياسة الخارجية السعودية، يؤكد صادق أنها تتمتع دائماً بهدوء وعقلانية ولا تندفع، ولكن التطورات التي حدثت في منطقة الشرق الأوسط والربيع العربي أحدثت تغيرات عديدة توجبت التدخل.

مشاركة :