عواصم - وكالات - ضرب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أمس، بالتحذيرات الداخلية والإقليمية والعربية والدولية عرض الحائط، معلناً تمسكه بإجراء الاستفتاء على الاستقلال عن العراق الاثنين المقبل حتى «الموت»، ومؤكداً أن الأكراد مستعدون لدفع أي ثمن مقابل الحرية. جاءت مواقف بارزاني في مهرجان في أربيل، أمس، رغم تصاعد التحذيرات من مغبة إجراء الاستفتاء وآخرها داخلياً من التيار الصدري ودولياً من مجلس الأمن، تزامناً مع تواصل التحذيرات التركية. وأكد بارزاني في كلمة أنه يقول «نعم» للاستقلال، مشيراً إلى أن مسألة تأجيله أصبحت خارج يده أو الأحزاب، بعد أن أصبح قضية جماهيرية. وأوضح أن «الاستفتاء ليس لرسم الحدود، وإنما لتأكيد حقنا في الاستقلال»، مشدداً على أن كردستان «تنتظر منذ مئة عام هذا اليوم (وهي) تختار بين الحرية والعبودية»، وملمحاً إلى «أن (قوات) البشمركة لن تسمح بأن يقع الإقليم في يد الأعداء». إلى ذلك، أكد محافظ كركوك نجم الدين كريم أن للجميع الحق بأن يحلم وتكون له أحلام ف يرد على تصريح رئيس وزراء العراقي الأسبق نوري المالكي بشأن الاستفتاء والذي قال فيه إن«الأكراد يحلمون». وقال كريم في مقابلة مع قناة «سي إن إن» أمس، «إن للجميع الحق بالحلم، فالأحلام في بعض الأحيان تصبح حقيقة، ولا يوجد شيء في الدستور يمنع إجراء استفتاء للشعب كي يعبر عن رأيه في المستقبل الذي يريده، وخصوصاً بعد تعرضهم لحملات تطهير عرقي واستخدام الأسلحة الكيماوية ضده بالإضافة إلى التمييز الذي استمر لسنوات». من جهته، وصف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الاستفتاء في كردستان بـ«الانتحار»، محذراً الأكراد من «الخطر المحدق بهم إذا ما مضوا فيه». ودعا الصدر في رد مكتوب على سؤال لأحد اتباعه عن الاستفتاء إلى عدم التفاعل معه «وإلا كانوا (في الإقليم) المتضرر الأول منه»، مصيفاً هذه «رسالتي للزعماء الأكراد الذين يريدون الانفصال إن انفصالكم انتحار وتعالوا إلى طاولة الحوار من دون التهديد بالانفصال فإنه ضرر عليكم كما هو علينا».إقليمياً، أعربت القاهرة عن قلقها البالغ إزاء الاستفتاء الكردستاني وتداعياته المحتملة، مؤكدة أن قلقها «نابع بالأساس من حرصها على وحدة واستقرار العراق». وفي تواصل لموقف أنقرة المعارض، اعتبر رئيس الوزراء ابن علي يلدريم، أمس، أن الاستفتاء «مسألة تمس الأمن القومي لبلاده، وأنقرة لن تقبل أبداً تغيير الوضع في العراق أو سورية». ووصف إدخال محافظة«كركوك»العراقية المتنازع عليها بين بغداد وأربيل في الاستفتاء بـ«الكارثة»، مشيراً إلى أن أنقرة عازمة على استخدام حقوقها الدولية في مواجهة المخاطر الأمنية، التي سيمثلها. وفي بيان صدر بإجماع أعضاء المجلس مساء أول من أمس، أعرب المجلس عن «قلقه إزاء التأثيرات المزعزعة للاستقرار التي قد تنجم عن مشروع حكومة أربيل بشأن إجراء استفتاء بصورة أحادية الجانب». ميدانياً، اقتحمت القوات العراقية، أمس، مركز قضاء الشرقاط شمال بغداد، حيث كان يتمركز عناصر«داعش»، في إطار العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على قضاء الحويجة. وقامت القوات العراقية بعد سيطرتها على مركز المدينة، بإزالة الرايات السوداء للتنظيم، مطالبة المدنيين من الرجال بنزع ملابسهم للتأكد من عدم حملهم لأحزمة ناسفة، فيما بادرت نساء إلى إطلاق الزغاريد احتفالاً.
مشاركة :