نازك ضمرة يكتب سرداً ساخراً وساحراً في «مائة قصة وقصة»

  • 9/23/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

محمود عبد الله (أبوظبي) ما يجعل أي موضوع مادة روائية أو قصصية ماتعة، هو قدرة كاتبها على سبكه في قالب سردي، وإيجاد آلية مناسبة لصياغاته الشكلية، كما أن نجاح الكاتب يتوقف على ذكائه في خلق الشعور لدى القارئ بأنّه يعيد اكتشاف العناصر المركبة للحياة الواقعية من خلال ما يسرده، وهذا ما يفعله الكاتب والأديب الفلسطيني نازك ضمرة في مجموعته القصصية الأخيرة «محطات حبّ »، الصادرة عن دار الآن ناشرون وموزعون. تنطبق على ضمرة شروط الكتابة الابداعية المستشرفة، لأنه يكتب موضوعه بلغة شاعرية شفافة، ولأنه يكشف في مجموعته التي تتضمن 27 قصة قصيرة، عن واقعية ساخرة تحمل رمزية شفيفة، كما في قصص: «وهي تنقر على زجاج النافذة»، و«تتراخى مفاصله»، وهي القصص الأجمل، والأكثر نضوجاً فنياً في المجموعة. تبدو أعمال ضمرة في هذه المجموعة خالية من النتوءات والحشو، لذا يكون ما هو أساسي وجوهري في البناء القصصي ماثلاً بقوة في مجال اهتمام القارئ، وهو في عديد قصصه لم يفصل كثيراً ما بين مفهوم القصة القصيرة جداً أو القصة الومضة، والقصة القصيرة، بيد أن الخوض في كتابة القصة القصيرة جداً هي محاولة جديدة في كتابة نازك ضمرة، لتكون إضافة نوعية إلى هذا الفن، وقد اكتمل هذا العمل أو المشروع في عامين، «حتى أصبحت مائة قصة وقصة»، على غرار «ألف ليلة وليلة»، ويعتري هذه القصص بوح دافئ حول «الحب والأسرة والأرض وهموم الإنسان بشكل عام»، وتتناول أحداثاً يومية عاشها أو عاينها الكاتب في هذه الحياة، ومفعمة بالأمل والحب، على الرغم من قساوة الحياة في مجتمع الفقر والجوع، حيث يفرض المال قوته وسلطته. وفي قصصه الأخرى، يغرف الكاتب نازك ضمرة من ذكرياته وتجاربه الشخصية، كما يتعايش مع التحولات الاجتماعية والسياسية التي أثّرت على فلسطين والأردن بصفة خاصة، والساحة العربية بوجه عام، يقول ضمره في مقدمة مجموعته، «لهذا حاولت أن تكون نصوصي في مجموعتي القصصية القصيرة جداً نماذج يحتذى بها لمن أراد خوض هذا الحقل الجديد والمثير والصعب جداً، وأرحب بأن يصوبني أي إنسان لديه الحكمة والمعرفة، وأتمنى أن تظل حركة النقد ناشطة لنظل مميزين، ولا خوف على شعب يتعامل بالنقد الصادق الأمين، فالنقد يأتي بعد ولادة النصوص، والتصحيح يتم بعد النقد». يذكر أنه صدر للكاتب: لوحة وجدار، قصص، 1994، وشمس في المقهى، قصص، 1996، والجرّة، رواية، 1997، وغيوم، رواية، 1999، وبعض الحب، قصص، 2002، وحكايات عالمية للأطفال، 2005، وظلال باهتة، رواية، 2006، والمشلول والجرف، قصص، 2009، وزمارة في سفارة، قصص، 2010.

مشاركة :