أميركا اللاتينية.. والإفلات من جرائم القتل

  • 9/23/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رقد جثمان «سيرجيو فيسينتي جولارد» عارياً على نقالة المستشفى، في انتظار أن يتم التعرف عليه. فقبل بضع ساعات، أطلقت القوات شبه العسكرية النار عليه في الرأس داخل منزله. أما «لويز كارلوس باربوسا»، فقد تم العثور عليه في الشارع في إحدى المناطق العشوائية التي تسيطر عليها عصابات إجرامية، حيث تم إعدامه لأنه غير من ولائه. وكان «كلودير فرانسيسكو» يركب دراجته عندما أطلق عليه الرصاص، وقُتل «ليوناردو ألفيس» في شركة زوجته عندما سحب مسدسه أثناء محاول لسرقة سيارته. وتمخض تبادل إطلاق النار عن مقتل أحد المهاجمين.. في 28 يناير 2017، رأينا هذه الجثث الست في منطقة بايكسادا فلومينينسي التي بها أعلى نسبة لجرائم القتل في ولاية ريو دي جانيرو بالبرازيل. ويبدو في أميركا اللاتينية، وهي أكثر المناطق عنفاً في العالم، يتم نسيان الضحايا على الأرجح، وربما يظل القتلة أحراراً. وتشهد الجثث التي عثر عليها بعيداً عن شواطئ «ريو» بأن معدل حالات القتل يبلغ ست عمليات يوميا في هذه المنطقة. وما هذا إلا مثالٌ على ما يحدث في جميع أنحاء أميركا اللاتينية، حيث تستقبل المشرحة كل يوم نحو 400 جثة لأشخاص مقتولين. إن معدل القتل مرتفع للغاية - نحو أربعة أشخاص كل 15 دقيقة - لدرجة أننا لم نعد نشعر بالصدمة جراء عمليات القتل. وتعد أميركا اللاتينية الموطن لأكثر من 8% من سكان العالم، لكنها الثالثة من حيث جرائم القتل على الصعيد العالمي. وخلال الفترة بين عامي 2000 و2016، قتل 2.6 مليون شخص. وبينما تشهد معظم الدول انخفاضاً في معدلات القتل، نجد أن بلدان أميركا اللاتينية آخذة في الارتفاع. وقد أصبح القتل جزءاً عادياً من الحياة. ولكن يجب أن نعمل لتغيير هذا الوضع. هناك بعض المدن التي تحارب ظاهرة الإفلات من العقاب، ولذا فقد وضعت برامج اجتماعية للحد من العنف. بيد أن هذا لا يكفي لسوء الحظ، حيث إن الشفاء من هذا الوباء معقد. وسيأتي نتيجة إجراء تعديلات صعبة وطويلة الأجل في الحياة اليومية، علاوة على إنفاذ سيادة القانون. وفي ذلك اليوم من شهر يناير، بدأنا تحقيقاً في حالات القتل في البلدان السبعة الأكثر عنفا في أميركا اللاتينية وهي البرازيل وفنزويلا وكولومبيا والسلفادور وهندوراس وجواتيمالا والمكسيك، وذلك لفهم كيف يمكن لتصرف يحدث في غضون ثانية أن يمثل ثقافة بأكملها من العنف والفساد والإفلات من العقاب. ويرتبط الكثيرون بعمليات القتل: تجار المخدرات وضباط الشرطة وفرق الموت وأصحاب المزارع وأحياناً الأطفال الذين يستطيعون الحصول على سلاح. وهناك أيضا المحققون الذين غالباً ما تحفظ قضاياهم دون التوصل لحل، والقضاة المثقلون بالعمل ونادراً ما يكون هناك عقاب. وتحتل دول أميركا اللاتينية مكانة متقدمة على المؤشر العالمي للإفلات من العقاب، وفقاً للمركز المكسيكي لدراسات العدالة والإفلات من العقاب. وتأتي المكسيك في المركز الثاني على القائمة، بعد الفلبين. وإذا أخذنا في الاعتبار الجرائم التي لم يتم الإبلاغ عنها، ستبلغ نسبة الإفلات من العقاب في الدولتين 99%. ... المزيد

مشاركة :