البرزاني: مستعدون للموت من أجل استفتاء كردستان

  • 9/23/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أبدت قيادة إقليم كردستان العراق تصميمها على إجراء استفتاء تقرير المصير في موعده المقرر؛ الاثنين القادم، على الرغم من كثافة الضغوط الإقليمية والتحذيرات الدولية الداعية لتأجيل عملية التصويت، التي قد تؤدي إلى اضطرابات في البلاد.وأكد رئيس الإقليم مسعود البرزاني، أن الاستفتاء على استقلال الإقليم عن العراق، سيُجرى في موعده، على الرغم من كافة الضغوط والتهديدات وجهود الوساطة الدولية والإقليمية. جاء ذلك لدى مخاطبته كرنفالاً أقامته اللجنة العليا للاستفتاء في مدينة أربيل، إيذانا بانتهاء الحملات الدعائية وبدء مرحلة الصمت الانتخابي.وقال برزاني إن إقليم كردستان العراق الآن في مفترق طرق، وعلى شعبه الاختيار بين «العبودية أو الحرية والاستقلال». وأضاف: «سندفع ضريبة الاستقلال، ومن المحتمل أن نموت من أجل تحقيق هدفنا».وأعلن أن الدستور العراقي لم يتحدث عن وحدة أراضي العراق، بل ينص على الاتحاد، مضيفاً أن بغداد لم تلتزم به. واتهم الدولة الحالية في العراق بأنها مذهبية، وليست مدنية، مشيراً إلى أن بغداد لم ترسل أسلحة إلى قوات البيشمركة الكردية وقطعت عنها التمويل. وأضاف أن القيادة الكردية توصلت منذ سنوات إلى استنتاج حول استحالة التعايش مع بغداد، مشيراً إلى أن أربيل تحدثت بجدية عن إمكانية إجراء الاستفتاء على الاستقلال، بينما اعتقد كثيرون أن ذلك مجرد ورقة ضغط للتخلص من الأزمة الداخلية. وحث سكان كردستان على المشاركة في عملية التصويت، مضيفاً أن من يرفض الاستقلال فعليه هو الآخر التوجه إلى صناديق الاقتراع ليقول «لا».وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في الإقليم كشفت أمس الجمعة، عن موعد فتح وإغلاق مراكز الاقتراع أمام الناخبين الاثنين المقبل، يوم إجراء الاستفتاء. ووجهت رسائل إلى دوائرها في محافظات ومناطق أربيل، والسليمانية وحلبجة، وكركوك، وديالى، وخانقين، وصلاح الدين، ونينوى، تشير فيها «إلى أن أبواب مراكز الاقتراع يوم 25 سبتمبر الجاري، تفتح عند الساعة الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساء، لإدلاء المواطنين بأصواتهم في الاستفتاء».بدوره قال وزير الخارجية السابق هوشيار زيباري: «تلك هي الخطوات الأخيرة من السباق النهائي، وبعدها لن نتزحزح». وأضاف أن تأجيل الاستفتاء دون ضمانات بإمكانية إجرائه على أساس ملزم بعد التفاوض مع بغداد، سيكون «انتحاراً سياسياً للقيادة الكردية ولحلم الاستقلال الكردي».وتابع: «إنها فرصة قد لا تسنح لجيلي مرة أخرى». وعلى الرغم من أنه غير ملزم، يرى كثير من الأكراد في الاستفتاء فرصة تاريخية لتقرير المصير وإنشاء دولة مستقلة. ويهدد الاستفتاء بتفجير صراع عرقي في مدينة كركوك الغنية بالنفط، التي تقع خارج الحدود المعترف بها لمنطقة كردستان، وتطالب بغداد بالسيادة عليها. وتضم المدينة عرباً وتركماناً لكن الأكراد يمثلون غالبية السكان. ولطالما أعلنت تركيا عن مسؤولية خاصة في حماية التركمان. وبعض التركمان العراقيين ينتمون لأحزاب سياسية قريبة من إيران.وقال زيباري: «نتوقع متاعب ممن يعارضون الاستفتاء، لكننا مصرون على عدم التورط في أي عنف. لا نريد أن نعطيهم ذريعة للتدخل أو التشكيك في صحة التصويت».وفي نيويورك، أبدى مجلس الأمن الدولي معارضته للاستفتاء، محذراً من أن هذه الخطوة الآحادية من شأنها أن تزعزع الاستقرار، مجدداً تمسكه ب«سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه». وشدد المجلس على أن أعضاءه «يدعون إلى حل أي مشكلة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان في إطار الدستور العراقي، عبر حوار منظّم وحلول توافقية يدعمها المجتمع الدولي».وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، في تصريحات بثها التلفزيون، إن الاستفتاء يمثل تهديداً للأمن القومي التركي، وإن أنقرة «ستفعل ما يلزم» لحماية نفسها، لكنه لم يسهب.ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر في السليمانية، أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، عاد إلى إقليم كردستان لعقد لقاءات مع مسؤولين في الإقليم.وأشار المصدر إلى أن سليماني سيتوجه بعد ذلك إلى أربيل، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعتبر الأخيرة لسليماني قبل الاستفتاء، لتحذير القيادات الكردية من إجراء الاستفتاء». وأضاف أن «سليماني وعد في زيارته السابقة بأن تضغط إيران على القيادات العراقية في بغداد، للاستجابة لمطالب الأكراد لحل خلافاتهم العالقة حول مواضيع ميزانية الإقليم، ومشكلة رواتب البيشمركة، والمناطق المتنازع عليها». (وكالات)

مشاركة :