«الإندبندنت»: خسائر كبيرة للإرهاب بعد مقاطعة قطر

  • 9/23/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كتب: عمار عوض قالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في تقرير لها، إن المقاطعة التي فرضتها دول السعودية والإمارات ومصر والبحرين، على دولة قطر ساعدت كثيراً في كبح جماح الإرهاب في الشرق الأوسط، وكتبت «هزمت الميليشيات المتشددة في سوريا، وفي الشهر الماضي فقط استعاد الجيش العراقي تلعفر، ومعقل «داعش» السابق، في الموصل بعد هزيمة التنظيم في يوليو/تموز. وليس من قبيل المصادفة أن هذه المكاسب قد ازدادت مع استمرار العقوبات الطويلة ضد قطر. وربما كان هذا أول نجاح رئيسي لسياسة المقاطعة، فقد أجبرت قطر على كبح جماح دعمها البراجماتي للجماعات المتطرفة حيث إن الضوء العالمي موجه على الدوحة.وكان إعلان حماس الأسبوع الماضي أنها مستعدة لإجراء محادثات مع حركة فتح غير المتوقع، ولكن ليس من المستغرب. ومنذ أسابيع، رأى المعلقون السياسيون الفلسطينيون أن موقف حماس في غزة سيزداد خطورة، حيث بدأت قطر، وهي الجهة الرئيسية التي تستفيد منها الجماعة، تشعر بالضغوط السياسية والاقتصادية التي تفرضها العقوبات التي تفرضها اللجنة الرباعية لمكافحة الإرهاب.من المؤكد أن التقارب يلقى ترحيباً حاراً، إذ إن وضع حد للعنف العنيف الذي دام عقداً بين الطرفين الفلسطينيين قد يجلب زخماً جديداً لجهود حل الصراع مع «إسرائيل». ومع ذلك، فإن التوقيت هام: إن وقف المساعدات المالية والعسكرية لدولة قطر يأتي في وقت يبدو فيه أن دور المتمردين المتطرفين في المنطقة في تراجع.وأشار التقرير إلى إن الآثار السياسية المترتبة على التقارب بين حماس وفتح تتجاوز غزة، وجاء فيه: لسنوات سعت مصر إلى تحسين العلاقات بين الطرفين بعد الانقسام الذي حدث في صيف عام 2007. إلا أن جهود المصالحة كانت مراراً وتكراراً تصطدم بصخرة تعنت حماس ومزايداتها بأوامر من الدوحة، ويضيف التقرير وفي هذا الصدد، «فإن دور مصر في التقدم في التقارب من خلال محادثات الوساطة بين حماس ومحمد دحلان، أمر مفيد».وكانت علاقات حماس الوثيقة مع جماعة الإخوان المسلمين، وهي منظمة متطرفة ممولة من قطر، مدعاة للقلق منذ فترة طويلة في مصر، حيث قامت حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي بمحاصرة المنظمة منذ وصولها إلى السلطة في عام 2014 بحسب التقرير الذي جاء فيه «وقد يؤدي الانخفاض الأخير في التأثير الإقليمي لدولة قطر إلى الحد من عمليات الإخوان المسلمين بشكل كبير، ما يترك مصر حرة للعب دور أكثر نشاطا في عملية السلام بين «إسرائيل» وفلسطين».ويضيف التقرير «وفي مكان آخر، سعت حماس إلى تعزيز الروابط الإقليمية مع دعم الدول العربية الأخرى تأييداً ساحقاً للجهود التي تقودها مصر من قبل اللجنة الرباعية للتوسط في السلام بين غزة و«إسرائيل». ليس لدى أي من حلفاء حماس السابقين، بما في ذلك الإخوان المسلمين وقطر، مصلحة خاصة في رؤية إبرام عملية سلام ناجحة بين حماس وفتح، فضلاً عن «إسرائيل»، نظراً لمعارضتها القوية للنفوذ الإقليمي للمجموعة الرباعية».ويوضح التقرير «ومع ذلك، فإن العقوبات التي فرضها مجلس التعاون الخليجي على قطر أضعفت بشدة أنصار حماس الأقوى، ووضعت المجموعة تحت ضغط كبير في غزة. وفي مواجهة عدم شعبية متزايدة بسبب تخفيض حركة فتح لإمدادات الكهرباء في غزة في مناخ من تخفيضات الرواتب المفروضة على موظفي الحكومة في غزة، وارتفاع مستويات البطالة، لم يكن لدى حماس خيار سوى التوافق مع فتح». مضيفا «إلا أن المصالحة قد تكون تمهيداً للأمور القادمة. ويتعرض الوكلاء إلاقليميون لدولة قطر لضغوط متزايدة، كما أن البلد نفسه لم يعد قادراً على تمويل عملياته».وفي ظل هذه الظروف، يبقى السؤال: ماذا ستفعل قطر بعد ذلك؟ وإذا لم يكن لديها نية لاتخاذ خطوات لعكس عزلتها الدبلوماسية، فقد تقرر إعادة الانخراط مع هذه الجماعات المتطرفة في الوقت الذي تتحرك فيه الأضواء في أماكن أخرى. وسيكون ذلك نتيجة خطيرة يجب تجنبها بأي ثمن.ورأى التقرير أن عقوبات الرباعية على قطر أضعفت الداعمين الرئيسيين لحماس، ووضعت الحركة تحت ضغط كبير في غزة. ومع مواجهتها لتراجع في شعبيتها نتيجة قطع فتح إمدادات الكهرباء، ووقف رواتب موظفي الحكومة في غزة، ومع ارتفاع معدلات البطالة، لم يكن أمام حماس بين القليل من الخيارات سوى المصالحة مع فتح. ومع ذلك، فإن المصالحة يمكن أن تكون مقدمة لما سيأتي. فوكلاء قطر الإقليميون، يتعرضون لمزيد من الضغط في وقت لا تستطيع الدوحة تحمل تمويل عملياتهم. من جهة أخرى، وبعيداً عن نجاح المقاطعة بين حماس وفتح، نجد أن بؤر الإرهاب ماضية نحو الانخفاض، حيث نجد أن المقاطعة التي تجاوزت الثلاثة شهور الآن، كانت من نتائجها الواضحة هي الهزيمة المدوية التي نالها الإرهاب في الشرق الأوسط، حيث شهدنا خروجه من الأراضي اللبنانية بالكامل في جرود عرسال، وتراجعت جبهة النصرة من الأراضي اللبنانية، وكذا تنظيم «داعش» الإرهابي الذي خسر ثلاثة أرباع أراضيه في العراق بعد خسارة معقله في مدينة الموصل وتلعفر، وفي سوريا فقد ثلثي محافظة الرقة ومني بخسائر فادحة في دير الزور، والحبل على الجرار.

مشاركة :