إعداد: محمد فتحيسعى الإنسان بكل الطرق العلمية لاكتشاف الأجرام السماوية عبر العصور، وبالتأكيد كانت النجوم واضحة بشكل يسهل اكتشافها وتحديد مواقعها لبزوغها الدائم في السماء، بينما لم تكن الكواكب والأقمار واضحة أمام العين المجردة والتلسكوبات، وكان يظنها العلماء قديماً نجوماً. ولكن كان اكتشاف كوكب «نبتون» بواسطة عالم الفلك الألماني يوهان جتفريد جال، في مثل هذا اليوم من عام 1846، له أثر هائل في تاريخ الاكتشافات الفضائية. كان نبتون أول كوكب يتم اكتشافه عبر المعادلات والتوقع الرياضي بدلاً من الرصد المنتظم. فالتغيرات غير المتوقعة في مدار كوكب أورانوس قادت الفلكيين إلى استنتاج أن الاضطراب الجذبي ناتج عن كوكب مجهول يقع خلفه، واكتشف الكوكب على بعد درجة واحدة من الموقع المتوقع عبر المعادلات الرياضية.لم تبدأ قصة اكتشاف نبتون عند جال، بل أظهرت بعض كتابات عالم الفلك الإيطالي «جاليليو» أنه أول من اكتشف كوكب نبتون خلال حالتي رصد فضائي بواسطة تلسكوبه الشهير عام 1612. ولكن اعتقد جاليليو حينها أنه يراقب نجما ثابتا عندما ظهر نبتون بوضوح في السماء إلى جانب المشتري، ولهذا السبب لم يعتبر جاليليو مكتشف نبتون. في عام 1812، قام أيضاً عالم الفلك الفرنسي ألكسيس بوفار ببعض المحاولات لاكتشاف الكوكب من خلال جداول فلكية، إلا أن نتائجها لم تؤكد وجود الكوكب، وأكد بوفار أن هناك جسماً غير معروف يُحدث تغييرات في مدار أورانوس نتيجة فعل الجاذبية. كانت هناك أيضاً محاولات من عالم الفلك البريطاني جون كوش آدامز عام 1843 بدراسة أسباب انحراف أورانوس خلال مداره، إلا أنه لم يكملها بسبب عدم حماسته لمعرفة السبب. يطلق على نبتون «الكوكب الأزرق». ويعد ثامن كواكب المجموعة الشمسية ورابعها من حيث الحجم ورابع أكبر كوكب نسبة إلى قطره وثالث أكبر كوكب نسبة إلى كتلته. تجتاح نبتون عاصفة هوجاء أشبه بالعاصفة التي تجتاح كوكب المشتري ويطلق على عاصفة نبتون اسم «البقعة المظلمة العظمى» (حيث إن هناك واحدة أصغر شبيهة بها). ولا يعرف منذ متى نشأت لأنها بعيدة ولا ترى من الأرض. واكتشفتها مؤخرا المسابير الفضائية الاستكشافية. ونبتون هو أبعد الكواكب والأقل معرفة بالنسبة لنا.هناك ست حلقات تدور حول نبتون وله 13 قمراً معروفة حتى الآن أهمها ترايتون. ويظن العلماء أنه يضم محيطاً من الماء أشبه بمحيط أورانوس، وغازاته مكونة من الهيدروجين والهيليوم والميثان. يَعتقد العلماء أن كوكب نبتون يتكون أساساً من الهيدروجين والهيليوم والماء وسيليكات، ونبتون هو كوكب غازي كثافته ليست كبيرة، وبالتالي فليس له سطح صلب يُمكن المشي عليه. تمت زيارة كوكب نبتون مرة واحدة فقط بواسطة السفينة الفضائية فويجر 2 والتي وصلت إلى الكوكب عام 1989.