النعمة: صلة الأرحام تجلب البركة في الرزق

  • 9/23/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دعا فضيلة الداعية عبدالله النعمة إلى الإحسان للأقارب والأرحام، ومعرفة أقدارهم، وحفظ حقوقهم، وكف الأذى عنهم، وبذل المعروف لهم، وإنزالهم منازلهم. وأضاف النعمة -في خطبة الجمعة، أمس، بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب- أن صلة الأرحام من أعظم الحقوق التي دعت إليها الفطرة البشرية، وقررتها الشريعة الإسلامية، وحثّت عليها ودعت إلى التمسك بها، ونهت عن التفريط فيها، وحرمت الإخلال بها؛ وتوعدت عليه بعظيم العقاب في الدنيا قبل الآخرة.وأضاف النعمة قائلاً: بلغ من اهتمام الإسلام بذلك، وتأكيده عليه، وبيان عظيم منزلة الأقارب والأرحام في الإسلام، أن قرن الله سبحانه وتعالى في كتابه العريز حقهم في الإسلام بعبادته وتوحيده، والإحسان إلى الوالدين والجيران في قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً)، لافتاً إلى أن الله تعالى جعل قطيعة الرحم، وإساءة المعاملة للأقارب والأرحام، والتفريط في حقوقهم؛ من أعظم صور الإفساد في الأرض، وشعار أهل الكفر والضلال؛ الذي يستوجبون به غضب الله وسخطه ونقمته ولعنته، قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُم}. وفي هذا السياق ذكر النعمة قول الحافظ ابن كثير رحمه الله: «هذا نهي عن الإفساد في الأرض عموماً، وعن قطع الأرحام خصوصاً، بل قد أمر الله تعالى بالإصلاح في الأرض، وصلة الأرحام، وهو الإحسان إلى الأقارب في المقال والفعال، وبذل الأموال}. وأكد النعمة أن الإسلام اعتنى عناية فائقة بحسن معاملة الأقارب والأرحام، ورغب فيها، وبالغ في الثناء على الواصلين أرحامهم وأقاربهم، ورتب على ذلك الأجور العظيمة، ‏والفضائل الكبيرة، والدرجات العالية؛ التي لا يفرط فيها إلا محروم مغبون خاسر، ونوه بالقائمين بحقوق الأقارب والأرحام، وحذر من تركها، أو التهاون بها، لعظم شأنهم وأثرهم على الإنسان. وقال: «إن ‏القرابة مظنة الاتحاد والألفة والرعاية والنصرة، ولا يتم ذلك كله إلا بصلتهم والإحسان إليهم، والصبر على ما يجري منهم، والحلم عن إساءتهم، وإظهار الود لهم، قال تعالى: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}. وفي هذا السياق ذكر خطيب الجمعة قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «أولئك هم عشيرتك بهم تصول وبهم تطول، هم العدة عند الشدائد، أكرم كريمهم، وعد سقيمهم، ويسر على معسرهم، ولا يكن أهلك أشقى الناس بك». وشدد النعمة مجدداً على أن صلة الأقارب والأرحام، والقيام بحقوقهم والحذر من قطيعتهم؛ شعار الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر، وهي من أعظم أنواع الطاعة التي تجلب للواصل صلة الله تعالى وعونه وتوفيقه، وتدخله الجنة برحمة الله تعالى وفضله، موضحاً أن هذه الصلة من أعظم الأسباب التي تستجلب بها البركة في الأرزاق والأعمار، والتوفيق والسعادة في الحياة الدنيا وبعد الممات، ويكتب الله بها العزة والتمكين للعباد، وتمتلئ القلوب بها إجلالاً وهيبة، وتسود المحبة والألفة والتراحم والترابط. وأشار النعمة إلى ما روى الإمام أحمد بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: «إنه من أُعطي حظَّه من الرِّفق فقد أُعطي حظَّه من خير الدنيا والآخرة، وصلة الرَّحِم وحسن الخُلُق وحُسْن الجِوار يعمران الديار، ويزيدان في الأعمار}. وأضاف النعمة أن الله تعالى يجزي الواصل بالصلة بلطفه وإحسانه ورحمته وفضله سبحانه؛ فالجزاء من جنس العمل، كما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله».;

مشاركة :