قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: إن الدول الأربع باقية على موقفها في مقاطعة دولة قطر، في الوقت الذي لم تتوصل فيه إلى أرضية مشتركة للوصول إلى حل الأزمة. وأوضح الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن «أزمة قطر يجب أن يكون لها حل جذري وجدي حتى لا نضطر للعودة إلى الخلاف بعد فترة». وأضاف الشيخ خالد بن أحمد: إن «الحوار مع قطر يجب أن يكون له أسس وله نهج لتحقيق النتائج، دون العودة للمربع الأول ولنا ثقة في دور دولة الكويت للسعي نحو الحل». وأكد وزير الخارجية البحريني على أن «كل المؤشرات لا توحي بأن هناك رغبة من الدوحة لحل الأزمة، ولم نر أي مبادرة لذا سنتمسك بموقفنا من المقاطعة».موقف أمريكا من جهة أخرى، وصف وزير خارجية البحرين الموقف الأمريكي بأنه «واضح ومساعد، لأنهم يرغبون بالوصول إلى حل لضمان استقرار منطقة الخليج والمنطقة العربية بشكل عام، ونقدر لهم هذا السعي فنواياهم سليمة ورغبتهم حقيقية لإنهاء الأزمة». وبشأن مصير البحارة المحتجزين لدى السلطات القطرية، اعتبر آل خليفة أن «احتجازهم ومصادرة أموالهم وقواربهم هو موقف غير أخوي»، لكنه أكد على أن هذا النوع من الحوادث لم يبدأ مع بداية أزمة قطر بل مستمر منذ سنوات. وأوضح آل خليفة أن قطر هي من بدأت بإغلاق المنافذ البحرية والجوية بمثل هذه التصرفات، ونحن قمنا بالرد عبر سد الضرر. مضيفا: قدمت مملكة البحرين شكوى للتعامل مع هذه الحالات الإنسانية وتتابع وزارة الداخلية الموضوع لاستعادتهم.اختصار الطريق وقال الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى: إن الوساطة الكويتية تلعب دورا مهما في اختصار المدة اللازمة لحل الأزمة الخليجية بين المملكة والإمارات والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى. وأوضح أن لقاء الرئيس ترامب وأمير قطر هو أمر طبيعي ولا يحسب من ضمن تحديد المواقف، فهو مسالة إطارية وتحدث مع الجميع. أما الأصوات المختلفة داخل الإدارة الأمريكية وهذه ليست أحد عوامل القوة بل هي أحد عوامل الضعف في الدبلوماسية الأمريكية؛ لأن في النهاية نجد أن روسيا تتكلم بلغة واحدة والصين تتكلم بلغة واحدة. وزاد: الوساطة من شأنها أن تختصر الطريق وتوفر وقتا، ومن الضروري لأي اتفاق وآلياته والعرب والرؤساء الخليجيين متفقين عليه وبالتالي فيه شفافية.تغيرات إقليمية ويرى محللون أن أزمة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب المملكة والإمارات والبحرين ومصر مع قطر تزامنت مع أحداث متلاحقة على الساحة العربية، حيث لاحظوا ثمة علاقة بين المقاطعة وما ترتب عليها من التغيرات في مشهد الأزمات العربية. وقالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية: إن مصر حاولت طيلة سنوات رأب الصدع الفلسطيني - الفلسطيني بين «فتح» و«حماس»، إلا أن تلك المصالحة المنشودة لم تفلح إلا بعد مقاطعة قطر وإجبارها على التوقف عن تمويل الإرهاب الذي يبدو وأن له دورا في تلك المصالحة. وتابعت الصحيفة: إنه يلاحظ أيضا أن إعلان «حماس» نيتها للمصالحة مع «فتح» جاء بالتزامن مع هزائم للميليشيا المتطرفة في سوريا، وكذلك فإن القوات العراقية نجحت الأسبوع الماضي في استعادة تلعفر من عناصر «داعش» والتي كانت تعتبر إحدى النقاط الحصينة للتنظيم الإرهابي، فلا بد وأن كل هذه المستجدات لم تأت من قبيل الصدفة في أعقاب إعلان مقاطعة قطر ومطالبتها بمطالب محددة فيما يتعلق بوقف دعمها للإرهاب. ##حليف خطر وأصدرت شركة بيك ميديا الأمريكية فيلما وثائقيا جديدا بعنوان «قطر: حليف خطر»، وفيه يقدم خبراء من الأوساط الأكاديمية ومراكز الأبحاث الدولية الرائدة نظرة وتحليلا للأزمة الحالية في مجلس التعاون الخليجي، حيث تستمر الدول الأعضاء في مقاطعة دولة قطر بسبب دعمها للإرهاب واحتضانها للجماعات المتطرفة وتآمرها على زعزعة الأمن الداخلي في دول المنطقة. وقال جوناثان شانزر، نائب رئيس البحوث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات والمحلل السابق لمكافحة الإرهاب بوزارة الخزانة الأمريكية: «هناك قائمة بالمجموعات المتطرفة التي يدعمها القطريون». وأضاف: «إن هذا يشمل حماس، ويشمل حركة طالبان، ويشمل جبهة النصرة، تنظيم القاعدة من سوريا، ويشمل جماعة الإخوان المسلمين، ويشمل الجهاديين في ليبيا، وعلى نطاق أوسع المتطرفين من جميع أنحاء العالم العربي».حليف وخصم في الوقت نفسه، أبان أن «الفيلم الوثائقي قطر: تحالف خطير، يدرس تعقيد علاقة ذلك البلد مع الدول الغربية». وقال لي سميث، زميل أول في معهد هدسون: «إن قطر حليف وخصم للولايات المتحدة، هذا هو الدور الذي تلعبه قطر على مدى السنوات العشرين الماضية، وهي تواصل دعم الكثير من الجهات الفاعلة السيئة، وتستضيف أيضا أكبر قاعدة جوية لنا في الشرق الأوسط». ووفقا لويليام نيكسون، الذي كتب الفيلم وأصدره، «هدفنا هو تقديم نظرة عامة ومقنعة للوضع الخطير الذي تجده قطر، مع تقديم تحليل موضوعي للعواقب الخطيرة التي يخلقها الوضع بالنسبة للبقية من أجل تحقيق ذلك، أنتجنا الفيلم الوثائقي في 6 فصول سهلة المشاهدة، كل منها يتناول المخاوف التي يشاطرها جيران قطر في الخليج، وكذلك الولايات المتحدة وأوروبا».
مشاركة :