هُنَاك مُسلَّماتٌ في الحيَاة قَد لَا نَنتَبه لَهَا، وقَد يَجهلها الكَثير مِنَّا مِن غَير أنْ يَشعر، ومِن هَذه القَواعِد أنَّ أكثَر أصحَاب التَّخصّصُاتِ -غَالبًا- مَا يَفشلون في تَخصّصهم، فمَثلاً مَن يَدرس نَقد الشِّعر؛ في الغَالِب يَكون شَاعِرًا فَاشلاً، وعَلى هَذه القَاعدة قِس بَقيّة الأمُور..! وفي نَظري أنَّ سَبَب فَشَل مُعظم أَهل التَّخصُّصات في تَخصّصاتهم؛ يَرجع إلَى تَمسّكهم بالنَّظريّات والفَرضيّات والقَوانين التي دَرسوها، ومِثل هَذه المَفاهيم تَجعل الإنسَان مُعَاقًا، غَير قَابِل للانطلَاق، لأنَّه مُقيَّد بنَظرية مِن هُنَا، وفَرضيّة مِن هُنَاك، وقَانون بَينهما..! ولَو وَسّعنا الدَّائِرة لوَجّهنا وجُوهنا شَطر سَادة الاقتصَاد والمَال.. تَأمّلوا وَضعهم، مَاذا ستَجدون؟ ستَجدون أغلَب المُتخصِّصين في الاقتصَاد والمَال والتِّجارة؛ مِن أفقَر النَّاس، فهُم بالكَاد يَجدون رَاتبهم الذي يَسدّ الحَاجة، ولَا يَنجحون إلَّا في إعطَاء المُحَاضرات لطُلاّبهم، مِن خِلال التَّنظير، أمَّا إذَا انطَلقوا إلَى الحيَاة العَمليّة؛ فإنَّهم أوّل الرَّاسبين..! ولَو أخذنَا الجِهَة الأُخرَى مِن اللوحَة؛ لوَجدنَا أنَّ أغلَب التُّجار في العَالَم والأثريَاء؛ مِن الذين "لا يَفكّون الحَرَف"، أو حَصلوا عَلى حصّة يَسيرة مِن مَبَادئ القِرَاءَة والكِتَابَة، والشَّواهد تَملأ الكَرَاسِي والمَقَاعِد..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: لَازلتُ مُصرًّا عَلى أنَّ أكثَر دَارسي الإعلَام؛ ودَارسي الشِّعر، ودَارسي الاقتصَاد؛ هُم مِن الرَّاسبين في تَخصّصاتهم، إذَا التَحقوا بسوق العَمَل، أمَّا إبدَاعهم فيَكمن في التَّنظير دَاخل الفصُول، وحَلَقَات الدَّرس، والسَّبَب في ذَلك أنَّهم مُقيَّدون بمَا دَرسوا، ومَا تَعلّموا، ومَا آمنوا بِه مِن نَظريّات تَكبت حِسّ المُغَامرة، وتَقمع مُتعة الانطلَاق، وتحرم لذّة الاكتشَاف..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain