نظرة المؤسس الثاقبة صنعت إنجازات الطيران المدني

  • 9/23/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

< يعد عام 1945 (1364هـ)، الذي هبطت فيه طائرة مدنية من طراز «داكوتا دي سي3» في مدينة جدة، وكانت هدية من الرئيس الأميركي روزفلت للملك عبدالعزيز آل سعود على إثر لقائهما التاريخي على إحدى البوارج الأميركية في البحيرات المرة، هو الانطلاقة الحقيقية للطيران المدني في المملكة. واهتم الملك المؤسس المعروف بفكره الثاقب، واستشرافه المستقبل بالطيران المدني كعنصر مهم وأساسي لمستلزمات النهضة وتوحيد بلد تزيد مساحته على مليوني كيلو متر مربع، وتشكل الصحاري والجبال 95 في المئة من مساحة أراضيه، ما يتطلب وسائل مواصلات حديثة وسريعة تربط مختلف أرجاء البلاد المترامية الأطراف بعضها ببعض ومن ثم بالعالم الخارجي. ووضع المؤسس اللبنات الأولى لقطاع الطيران المدني، إذ أهدى طائرته الخاصة المهداة له من الرئيس الأميركي إلى شعب المملكة، والتي بدأت برحلات داخلية بين الرياض وجدة والظهران، وبعد أشهر قليلة أمر بشراء طائرتين من الطراز نفسه، وشكلت الطائرات الثلاث النواة الأولى للطيران المدني في البلاد، وتم تأسست إدارة باسم «شعبة الطيران». وفي عام 1946 صدرت أول أنظمة للطيران المدني، وفي عام 1948 تأسست مصلحة الطيران المدني لتضم كلاً من إدارة الطيران المدني والخطوط السعودية، وفي عام 1953 أُقر نظام الطيران المدني الشامل بما يتفق مع القواعد المقررة دولياً، وفي عام 1959 تم فصل الخطوط السعودية عن الطيران المدني ليصبح المسمى الجديد للأخيرة «مديرية الطيران المدني»، وفي عام 1977 تم تغيير مسمى مديرية الطيران المدني إلى رئاسة الطيران المدني، وبموجب قرار مجلس الوزراء في 2004 تحولت رئاسة الطيران المدني إلى هيئة عامة ذات شخصية اعتبارية واستقلال مالي وإداري لتعمل وفق أسس ومعايير تجارية، بهدف تحرير قطاع الطيران بالمملكة وتطويره، وليصبح مسماها الجديد الهيئة العامة للطيران المدني. وفي عام 2011 تم فصل الهيئة العامة للطيران المدني عن وزارة الدفاع، وإعادة رسم هيكلتها، ليمنحها ذلك المزيد من الاستقلالية، وليمكنها من العمل على تطوير صناعة النقل الجوي في المملكة. وبعد حصول المملكة على أول طائرة مدنية عام 1945 تم إنشاء عدد من المدارج الترابية كان في مقدمها مدارج في جدة والرياض والظهران والحوية بالطائف والهفوف وبريدة وجازان والخرج وعفيف، وكانت أول رحلة جوية قام بها الملك عبدالعزيز في 4 تشرين الأول (أكتوير) من العام نفسه، وكانت من عفيف إلى الحوية بالطائف، بينما شهدت مدينة جدة أول مطار حديث ومتكامل في المملكة، والذي تم إنشاؤه في منطقة الكندرة.

مشاركة :