إندبندنت : أجندة السعودية بميانمار ساعدت في اضطهاد مسلمي الروهينجا

  • 9/23/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سلّطت صحيفة إندبندنت البريطانية الضوء على أزمة مسلمي الروهينجا، وكيف تقاعست المملكة العربية السعودية وعدد من الدول الإسلامية الكبرى عن نصرتهم أو انتقاد حكومة ميانمار التي تهجّرهم وترتكب ضدهم العديد من مجازر. وأوضحت الصحيفة أن الرياض لها مصالح اقتصادية مع النظام العسكري الحاكم هناك، تتمثّل في نقل نفط السعودية إلى الصين عبر أنبوب نفط يمرّ بأراضي ميانمار.أضافت الصحيفة -نقلاً عن تقرير لوكالة أسوسيتد برس- أن خط النفط السعودي يعتمد على حماية الجيش الميانماري، ويوفر هذا الخط ما مدته 7 أيام من الرحلات البحرية. وأضاف التقرير أنه عندما فرّ مسلمو الروهينجا من الاضطهاد والذبح في بورما في العقود الماضية، فإن الآلاف منهم لجؤوا إلى السعودية، لكن هذه المرة وجد المسلمون في هذا البلد الآسيوي تعاطفاً أقل، ولم يجدوا من زعماء العالم الإسلامي إلا القليل من الإدانة وبعض المساعدات الإنسانية. وقال خبراء -خلال التقرير- إن عدم وجود رد فعل قوي من الدول الإسلامية على اضطهاد حكومة ميانمار لمسلمي الروهينجا يرجع إلى المصالح التجارية المربحة لهذه الدول مع ميانمار. وعن تخاذل السعودية في اتخاذ موقف حازم مما يحدث لمسلمي الروهينجا، ذكر التقرير أن توسّع الرياض في عمليات تصدير النفط للصين يتطلب مساعدة نظام ميانمار الحاكم، لافتاً إلى أن السعودية تُعدّ من أكبر مصادر إنتاج النفط عالمياً. وأوضح أن خط النفط الذي تستعمله السعودية في ميانمار يمدّد حوالي 700 كيلومتر، ويبدأ من خليج البنغال في غربي ولاية راخين التي هُجّر منها مسلمو الروهينجا. وأضاف التقرير أنه في عام 2011 عقدت شركة أرامكو السعودية النفطية اتفاقاً مع بتروتشينا لتصدير 200 ألف برميل من النفط السعودي إلى مقاطعة يونان الصينية يومياً. وقال بو كينج -خبير شؤون آسيا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية- إنه يتوقع عدم وجود رد فعل من السعودية تجاه مسلمي الروهينجا، بسبب اعتمادها على حكومة ميانمار لحماية خط النفط. أما دانيال كريج -مؤسس شركة كونتري ريسك سولوشنز- فقال إن السعودية تمضي قدماً في أجندتها الاقتصادية والسياسية في ميانمار وجنوب آسيا. وأضاف كريج أن السعودية تحاول إخفاء مصالحها الاقتصادية مع ميانمار، من خلال تقديم بعض المساعدات الإنسانية للاجئين. وأضاف التقرير أن تركيا التي تتنافس مع إيران والسعودية على النفوذ في العالم الإسلامي قدّمت ملايين الوجبات للاجئين في بنجلاديش، وتعهّدت بإقامة مخيم لهم هناك، كما وفر الأتراك أيضاً ملابس في إطار أكثر من 150 طناً من المساعدات الإنسانية. بينما حثّت إيران الدول الإسلامية التي لها مصالح اقتصادية في ميانمار على الضغط على حكومتها لوقف اضطهاد مسلمي الروهينجا. ومع بدء أزمة مسلمي الروهينجا، بدأت تخرج صور لقراهم وهي محروقة، وتعرّض النساء والأطفال للتشرّد، وهروبهم حفاة إلى بنجلاديش، وهو ما سبّب اندلاع احتجاجات في عدد من الدول الإسلامية. ففي إندونيسيا، اندلعت مظاهرة كبيرة لرفض اضطهاد مسلمي الروهينجا، بينما خرج آلاف من الباكستانيين في مدينة كراتشي، وحثّ فرحت الله بابر -عضو بالبرلمان الباكستاني- حكومة بلاده على تعليق أو إبطاء تنفيذ اتفاقيات أمنية مع ميانمار تُقدّر بملايين الدولارات. وأشار التقرير إلى عقد منظمة التعاون الإسلامي جلسة طارئة على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة الأزمة. وأضاف أن المنظمة -التي مقرها السعودية- أصدرت بياناً طويلاً هذا الشهر، تعبّر فيه عن بالغ قلقها إزاء تهجير الروهينجا، وحذّر التقرير من أنه في حالة عدم اتخاذ الدول الأعضاء موقفاً حازماً، فليس ثمة كثير يمكن أن تفعله منظمة التعاون للضغط على حكومة ميانمار.;

مشاركة :