تناول يفغيني بودوفكين في "نيزافيسيمايا غازيتا" العواقب، التي قد تنجم عن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، كما قيمها الرئيس الإيراني حسن روحاني. كتب بودوفكين: أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الولايات المتحدة ستدفع "ثمنا باهظا" إذا ما قررت التراجع عن الاتفاق النووي، المبرم بين طهران والوسطاء الدوليين. وكشف الرئيس الإيراني، في مقابلة أجرتها معه محطة "سي إن بي سي"، أن الرد الإيراني سوف يتمثل في تخلي طهران عن تطبيق شروط الاتفاق بشأن مسألة التصنيع النووي، وبالتالي عودتها إلى "الظروف السابقة"، والوضع الذي كان سائدا قبل توقيعه كواحد من الخيارات، هذا في حال قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق. بيد أن روحاني أكد أن هذا لا يعني أن طهران سوف تكون هي المبادِرة إلى ذلك. وبعبارة أخرى، كما أشار روحاني، فإن رفض الولايات المتحدة الاتفاق النووي لن يكون دافعا لهرع طهران إلى إنتاج السلاح النووي، و"نحن لن نعمل على تصنيعه، ولم نخطط في السابق لإنتاجه قطعيا، وليس لدينا النية لصناعة السلاح النووي في المستقبل"، - بحسب الرئيس روحاني.إقرأ المزيدواشنطن تهيئ لتوجيه ضربة إلى طهران في غضون ذلك، قال الرئيس الإيراني بوضوح لا لبس فيه إن طهران لن تتنازل عن برنامجها الصاروخي، أو تعلِّق التجارب على إنتاج صواريخ بالستية جديدة، لأن "إغلاق هذا البرنامج سوف يعرض أمن البلاد للخطر"، - كما أوضح الرئيس الايراني. ومن الجدير بالذكر أن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب انتقد بشدة سياسة إيران في الشرق الأوسط، خلال اجتماع الأمم المتحدة يوم الأربعاء الماضي (20/09/2017)، واتهم طهران برعاية الإرهاب وعدم احترام حقوق سيادة دول الجوار. وتوقف الرئيس دونالد ترامب أمام الاتفاق النووي، الذي وقعته الإدارة الأمريكية السابقة مع طهران بمشاركة مجموعة الوسطاء الدوليين الستة، وأعرب ترامب عن موقف إدارته السلبي من هذا الاتفاق بالقول: "نحن لا يمكننا الالتزام بشروط هذه الاتفاق، الذي يشكل ستارا لإنتاج السلاح النووي في إيران". ومن الجدير بالملاحظة أن الرئيس الامريكي ملزم، يوم الخامس عشر من الشهر المقبل أكتوبر/تشرين الأول، بأن يؤكد رسميا إيفاء إيران بشروط الاتفاق. وهذا الإجراء يجب القيام به كل فترة 90 يوما، كما تؤكد صحيفة "فورين بوليسي". وإن الرئيس ترامب أقر مرتين منذ تاريخ انتخابه بأن إيران تلتزم بتنفيذ شروط الاتفاق النووي، أو "خطة العمل الشاملة المشتركة" كما درج على تسميتها. لكن الرئيس الأمريكي، وفي الوقت نفسه، اتهم طهران أكثر من مرة بانتهاك "روح الاتفاق"، الذي يفسره الجانب الأمريكي بدعمها للإرهاب ومواصلة تجارب الصواريخ البالستية. إلاي لايك، المحلل السياسي في وكالة "بلومبيرغ"، نقل عن مصادر مقربة من الرئيس الأمريكي بأن إدارة ترامب تعتزم تغيير شروط الصفقة النووية مع طهران في اتجاه التشديد. ويشير هذا المصدر، كما أوردت الوكالة، إلى ثلاثة أسباب أساسية لعدم رضا الإدارة الأمريكية الحالية عن هذا الاتفاق. وهي: أولا، إن الاتفاق ينص على رفع الحظر عن طهران في إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب بدءا من عام 2025، في حين أن ترامب يريد أن تكون مدة الحظر أطول. ثانيا، وجود رغبة جامحة لدى إدارة ترامب في اتخاذ إجراءات ردعية ضد برنامج الصواريخ البالستية الإيراني. ثالثا، ضرورة تشديد نظام الرقابة على المناطق العسكرية في إيران ذاتها. لكن دونالد ترامب ومندوبة الولايات المتحدة الدائمة في مجلس الأمن نيكي هالي لم يقررا بعد ما إذا كانت واشنطن تنوي تمديد الاتفاق مع طهران في أواسط الشهر المقبل. وكما يشير إلاي لايك، فإن البيت الأبيض يدرس إمكانية الرفض، واتخاذ عقوبات جديدة ضد إيران. بيد أن القيام بهذه الخطوة يتطلب موافقة الكونغرس الأمريكي. وترامب يحاول هنا الاستفادة قدر الإمكان من هذه الفجوة الزمنية لإقناع المشاركين الآخرين، وخاصة الاوروبيين لتغيير موقفهم من إعادة صياغة الاتفاق بلغة تنطوي على شروط أكثر شدة. ترجمة وإعداد: ناصر قويدر
مشاركة :