النفاق في مسألة كردستان العراق بقلم: علي السوداني

  • 9/23/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لقد انساق العالم كله والعراقيون خلف عنوان ثانوي مهمل اسمه استفتاء استقلال كردستان، ونسوا أو تناسوا الأسئلة الجوهرية المهمة التي تتعلق بحدود تلك الدولة المنتظرة.العرب علي السوداني [نُشر في 2017/09/23، العدد: 10760، ص(24)] وهذه معمعة جديدة قوية متكاملة قد تفوق في نتائجها القائمة الآن أو المؤجلة إلى بعد حين من الدهر، مسألة فلسطين العربية التي جيء بلملوم كوني متنافر متعدد الثقافات والتأريخ والأصول ليحتلها ويهجر أهلها متكئاً على صناعة حوادث ووقائع مزورة ومفبركة وهولوكوستات منفوخة لا العنصر العربي ولا الفلسطيني مسؤول عنها، بل هي واحدة من بقايا الظلامية الأوروبية الهتلرية التي دفع ثمنها الغالي الفلسطينيون والعرب حتى اللحظة. لقد انساق العالم كله والعراقيون خلف عنوان ثانوي مهمل اسمه استفتاء استقلال كردستان، ونسوا أو تناسوا الأسئلة الجوهرية المهمة التي تتعلق بحدود تلك الدولة المنتظرة وأين هو الحق التأريخي الحقيقي وليس المزور لكرد العراق في الأرض، ووضعوا خلف ظهورهم كل تأريخ بلاد الرافدين الذي يثبت حتى عراقية أربيل عاصمة الإقليم وما حولها من مناطق يسمونها زوراً المناطق المتنازع عليها. ولم يجرؤ أحد على نقاش ما حصل بين الميديين الكرد ربما والآشوريين زمان نابوبلاصر ونبوخذ نصر البابلي وأين كان الكرد وإلى أي اللغات تنتمي لغتهم وأسئلة أخرى هي التي ستخط حدّ كردستان بعيداً عن الإشاعة المضحكة الغبية التي يروجها الشوفينيون والعنصريون والجهلة الجدد والتي تقول إن عمر العراق هو مئة سنة، وبهذه فإنهم يريدون قضم ثلث مساحة البلاد متكئين على خارطة مختلفة خارج قياس سايكس بيكو الغاربة الملغمة المفخخة. أما المتحمس الداعم الراعي الساقي الأوحد المعلن حتى الآن لفصل كردستان عن العراق فهو لملوم ولقطاء إسرائيل الذين أدخلوا الكرد اليوم والبارحة في صف تدريسي خبيث حول تصنيع الدولة بالمظلومية المنفوخة والكذب والتزوير التأريخي المبين. وتكفي واقعة حلبجة العراقية الكردية أن تكون مثالاً لهولوكوست جديد على طريق قيام الدولة، فالثابت والمبرهن والمؤرشف هو أن إيران الخميني الدجال هي التي قامت بالهجوم الكيمياوي المشهور سنة ألف وتسعمئة وثمان وثمانين على مدينة حلبجة وأهلها الكرد المدنيين، حيث الغاز المستعمل في الجريمة الشنيعة هو من مخازن وكنوز الجيش الإيراني المهزوم على أوشال الحرب الإيرانية العراقية. ثم دارت الأيام والسنوات العجاف ليقوم الرئيس الراحل صدام حسين بأعظم حماقاته وفردياته المريضة ويذهب إلى مطمسة الكويت فينهزم العراق هزيمة مرة وتذهب ريحه ويمرض ويُحتل تالياً، وبما أن التأريخ اليوم تكتبه أميركا الوغدة والمنتصرون، فلقد رأى الأكراد الأذكياء ومدرستهم إسرائيل اللعينة أن ترمى مسؤولية تلك المحرقة برأس العراق البريء. علي السوداني

مشاركة :