بوينس آيرس - توصل طاقم من العلماء والباحثين الدوليين في مرصد "بيير أوجر" بالأرجنتين، إلى أنّ الأشعة الكونية دون الذرية حول كوب الأرض مصدرها من خارج مجرة "درب التبانة". ودرس الطاقم المقيم في هضبة مساحتها 3 كيلو متر مربع، عبر 600 مستشعر، على مدى 12 عاما، 30 ألف جسيم مشع وصل إلى الغلاف الجوي للأرض. ولاحظ العلماء أنّ مصدر الأشعة الكونية يأتي من اتجاه واحد في الفضاء، وأنّهم يملكون أدلة كافية على أنّ مصدر الأشعة يأتي من خارج مجرتنا. والأشعة الكونية عبارة عن جسيمات ذات طاقة عالية، تصطدم بالطبقات العليا لغلاف الأرض. وكان عالم الفيزياء النمساوي فيكتور هس، اكتشف الأشعة الكونية لأول مرة عام 1912، ونشرت مجلة "ساينس" (دورية علمية أميركية تأسست عام 1880) الاكتشاف الجديد. وتختلف هذه الأشعة باختلاف مصادرها، فمنها أشعة مصدرها النتوءات التي تبرز من قرص الشمس، ويطلق عليها اسم "الرياح الشمسية" وأخرى مصدرها النجوم وتكون خاطفة لكنها قوية، والنوع الثالث الذي تم اكتشاف مصدره، فيأتي من خارج المجرة. و"درب التبانة" هي المجرة التي نعيش عليها من بين آلاف المجرات الموجودة في الكون، وتتكون من تجمعات هائلة لمليارات من النجوم والكواكب والأقمار والكويكبات. وبوسع الجسيمات المشعة التي تتضمنها الأشعة الكونية -والتي تخلفت بدورها عن انفجارات نجمية وأجرام المستعرات الفائقة (السوبرنوفا)- اختراق المركبات الفضائية وأجسام رواد الفضاء. وقال باحثون "قد يصاب رواد الفضاء باعاقة ذهنية تؤثر سلبا على الأداء وتؤدي الى الارتباك وزيادة القلق ومشاكل طويلة الأمد تمس سلامة الصحة الإدراكية". وأضافوا ان ذلك قد يضر بالانشطة الأساسية للمهمة الفضائية لا سيما عندما تنشأ مواقف غير متوقعة خلال رحلات مستقبلية في الفضاء السحيق. وقال الباحث منوال ليمولي إنه في حين انه لا يمكن لرواد الفضاء المتجهين الى المريخ تجنب الأشعة الكونية بصورة تامة فقد يتيسر تصميم مركبات فضائية ذات وحدة مزودة بأغلفة وقائية شديدة الحماية. واكد منوال إن تعرض الانسان لفترات طويلة لهذه الأشعة التي تتغلغل في أرجاء الفضاء ربما يعرض رواد الفضاء الى تدهور ما في القدرات الذهنية يشبه خرف الشيخوخة.
مشاركة :