عبد العزيز مخيون «ملك الأدوار الصعبة والمركبة»، هو «الجوكر» كما يصفه البعض لنجاحه في تقديم أدوار كانت وستظل تحلق بعيداً عن السائد والمألوف. أطلّ الممثل المصري أخيراً على جمهوره من خلال مسلسل «الجماعة 2» الذي أثار ولا يزال ضجة كبيرة. عن تفاصيل مشاركته في هذا العمل وفي الجزء الثاني من مسلسل «الكبريت الأحمر» التقيناه. هل ستشارك في الجزء الثاني من مسلسل «الكبريت الأحمر»؟ بالتأكيد. بدأنا بتصوير الجزء الثاني من المسلسل ودوري سيتضمن تحولات كثيرة، ما يتطلّب مني مجهوداً كبيراً، ولكني استمتع جداً بالأمر سواء أثناء التحضير أو التمثيل، لأن القصة نفسها مختلفة عما تتناوله الأعمال السائدة في الدراما، كذلك اسم المسلسل تغير في الجزء الثاني إلى «الكارما». هل يعني ذلك أن ثمة تغيرات جذرية في الجزء الثاني؟ بالنسبه إلى طاقم العمل، أعتقد أن معظمه بقي كما هو وإن كانت ثمة إضافات لبعض الوجوه الشابة، إذ تشارك مجموعة من الفنانين المميزين وهم ريهام حجاج، وهاني عادل، وزكي فطين عبد الوهاب، وابتهال الصريطي، وأحمد عبد الله محمود، والإخراج لسيف يوسف. لكن في ما يتعلق بالأحداث فهي مختلفة وتشهد تطوراً كبيراً، إلا أني لن أبوح بالتفاصيل كي لا «أحرقها» وسأترك المشاهد يستمتع بها. انتقاد وصعوبات كيف وجدت الانتقادات التي وجهت إلى مسلسل «الجماعة» أثناء عرضه؟ لم التفت إلى أي انتقاد لأن ردود الفعل الإيجابية التي حققها العمل كانت رائعة، كذلك نقاد كثيرون أشادوا به. ما الذي حمسك لدور حسن الهضيبي ودفعك إلى قبول المشاركة في المسلسل؟ العمل الضخم بحد ذاته. لفتتني جودة السيناريو الذي يحمل توقيع السيناريست الكبير وحيد حامد الذي استطاع أن يبني الشخصية درامياً على نحو جيد ومليء بالانطباعات المختلفة، ويجعل الممثل يخرج كل ما في داخله من قدرات تمثيلية. هل أجهدتك الشخصية أثناء التحضير لها؟ أتحضّر دائماً لأي عمل درامي أشارك فيه، وتحضيري لهذه الشخصية كان بشكل أعمق وأكثر عناية، إذ بحثت عن صور لحسن الهضيبي ومعلومات عنه وكل ما يتعلق بشخصيته، بالإضافة إلى سيناريو العمل الذي كان مليئاً بمعلومات غاية في الأهمية عن هذا الرجل ساعدتني في تكوين تصور كامل عنه وتقديم الدور بشكل يليق بهذا العمل المهم الذي يوثق لجماعة الإخوان من 1949 إلى 1966، وهي الفترة التي تلي حكم مؤسس الجماعة حسن البنا. ما الصعوبات التي واجهتك أثناء فترة الإعداد للشخصية وأثناء التصوير؟ لم يكن الإعداد للشخصية أكثر الصعوبات التي واجهتني، فهذا أمر اعتدت عليه كثيراً، إنما وقت التنفيذ على أرض الواقع أي أثناء التصوير كان الأمر صعباً للغاية، نظراً إلى طبيعة المشاهد التي تعتمد على التجمعات الكبيرة، وكانت أحد الأمور إرهاقاً لي ولجميع المشاركين. ألم تقلق من الخوض في عمل يتناول «الإخوان» خصوصاً في ظل الفترة الراهنة التي عانينا فيها من هذه الجماعة المحظورة؟ لم أتخوف أو أقلق من المشاركة في هذا العمل لإدراكي أهميته، من ثم كنت مستعداً لأي هجوم ربما أتعرض له، كذلك حرصت على مراعاة ضميري المهني في التعامل مع الشخصية سواء في التحضير لها أو تجسيدها، ما جعلني أشعر بالارتياح، لأنني جسدتها من منظور إنساني وكما كتبه وحيد حامد . هل ترى أن «الجماعة 2» أسهم في توعية المشاهد بحقيقة وتاريخ جماعة «الإخوان» المحظورة وأفكارهم المتطرفة؟ أتصور أن المتابع لأحداث العمل شاهد صراع جماعة «الإخوان» مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما يتابع خلال حلقاته المقبلة الصراع الدائم بين الجماعة نفسها. صداقة نعلم أن صداقة قوية تجمعك بالكاتب وحيد حامد كلمنا عن مدى تأثير ذلك في «الجماعة 2»؟ تجمعني صداقة تمتد سنوات مع الكاتب الكبير وحيد حامد. قدمنا سوياً أعمالاً فنية عدة متنوعة. نحن زميلا مسيرة منذ أن كنا نؤدي خدمتنا العسكرية في الجيش المصري، ومن هنا كانت الصداقة التي تحولت بعدها إلى عمل، إذ قررنا بعد ذلك أن نعمل في هذه المهنة فأصبحت ممثلًا وهو اتجه إلى التأليف وأنا سعيد بتعاوننا في «الجماعة». ما الذي اختلف في طبيعة هذه العلاقة التي تجمعك بالكاتب وحيد حامد؟ الجانب الإنساني والمودة بيننا لم يتغيرا، بل الأفكار والرؤية في ما يتعلق بالحياة اختلفا عن السابق. أؤمن بأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية، وأحترم تماماً هذا الأمر، ويجمعنا الآن كل حب ومودة وإنسانية، بالإضافة إلى الجانب الفني الذي نعمل سوياً لإخراجه على الشاشة بالشكل الذي نتخيله قبل تنفيذنا له. تأثر بالشخصيات يقدِّم عبد العزيز مخيون أداء مقنعاً في الشخصيات التي يجسدها، فهل يتأثر بها؟ يقول في هذا الشأن: «منذ أول أدواري أضع نفسي في مكان الشخصية التي أقدمها فأعيش في داخلها من خلال تقمصي لها. عموماً، فكرة التأثير واردة لأنها تجعل المشاهد يتعايش مع الدور ويشعر بدرجة عالية من مصداقية الفنان».