أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، قبل أيام، افتتاحها مقراً للقوات الأميركية في قاعدة عسكرية جوية إسرائيلية بصحراء النقب جنوب إسرائيل. وستستضيف القاعدة أفراد القوة الأميركية بشكل دائم، في إطار تفعيل التعاون المشترك بين البلدين، بعدما تم توقيع اتفاق لتفعيل القدرات الصاروخية الدفاعية لإسرائيل. أوساط أميركية أشارت إلى أن إعلان افتتاح القاعدة لافت، سواء من ناحية التوقيت أو المكان، في ظل تعقيدات بدأت تتكثف في أجواء المنطقة، على خلفية الأزمة الخليجية من جهة، وتصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني من جهة أخرى. وبحسب الأوساط، فإن التصعيد غير المسبوق في اللغة التي استخدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه إيران أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة شكّل جرس إنذار ينبغي التنبه لمفاعيله ودلالاته، في الوقت الذي تتجه أوضاع المنطقة إلى مرحلة مختلفة من الاصطفافات السياسية والعسكرية. ومع استعداد إدارة ترامب لاتخاذ موقف حاسم من مستقبل الاتفاق النووي وتقديم مشروع حول هذا الملف لمجلس الشيوخ منتصف الشهر المقبل، تتوقع الأوساط أن تشهد المرحلة المقبلة تصعيداً كبيراً في الضغط على إيران، وخصوصاً أدواتها وجماعاتها المسلحة. في هذا الإطار، كشفت مصادر عسكرية لوسائل إعلام في واشنطن عن قيام وفود عسكرية أميركية رفيعة بزيارة إسرائيل مرات عدة خلال الأسابيع الماضية، في ظل تقديرات بأن حرباً جديدة قد تقع بين تل أبيب وحزب الله في فترة قريبة جداً. وكشف تقرير «شبه عسكري» أن إسرائيل أرسلت تحذيرات متلاحقة عبر وسطاء، ثم مباشرة وعلانية، من أن إمعان حزب الله في تعزيز ترسانته العسكرية والصاروخية وغيرها من المعدات المتطورة، سيكون خطأ كبيراً يقترفه الحزب بحق لبنان عامة، وجماعته وقاعدته الشعبية في مناطق وجودها خاصة. وعلى الرغم من أن إسرائيل نفذت أكثر من 100 غارة على مواقع ومخازن وقوافل لحزب الله محملة بأسلحة وصواريخ تنقلها إلى لبنان، فإن الحزب لم يرتدع أو يعر اهتماماً لجدية التحذيرات سواء من إسرائيل أو من المجتمع الدولي، وخصوصاً بعد المناورات العسكرية الأضخم التي نفذتها إسرائيل قبل أيام، في محاكاة لحرب جديدة تستعد لها معه. وأوضح التقرير أن المفارقة هي أن إسرائيل لن تذهب إلى أي مكان، وحربها مع حزب الله في هذه المرحلة قد تكون الأكثر شعبية، وخصوصاً لدى المحيط العربي والإسلامي السّني الذي ذاق الأمرّين من سياسات الحزب وإيران.
مشاركة :