تفاعلت أسواق النفط بإيجابية مع تلميحات أوبك بإمكانية تمديد خفض إنتاج النفط، حيث ارتفعت 1% في تسوية تعاملات أمس الأول، مسجلة أعلى مستويات في شهور بعدما قال كبار منتجي الخام الذين اجتمعوا في فيينا إنهم قد ينتظرون حتى يناير/ كانون الثاني قبل اتخاذ قرار بشأن تمديد خفض الإنتاج بعد الربع الأول من العام القادم من عدمه.قال وزراء إن أوبك ومنتجين آخرين خارجها يمضون في طريقهم صوب التخلص من تخمة المعروض التي ضغطت على أسعار الخام ثلاث سنوات، وقد ينتظرون حتى يناير/كانون الثاني قبل أن يقرروا ما إذا كانوا سيمددون تخفيضات الإنتاج التي ينفذونها لما بعد الربع الأول من 2018.وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 43 سنتاً، أو ما يعادل 0.8 %، في التسوية إلى 56.86 دولار للبرميل وهو مستوى يقل سنتاً واحداً عن الأعلى خلال الجلسة، والذي كان أيضاً الأعلى منذ مارس/آذار.وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في تسوية العقود الآجلة 11 سنتاً، أو 0.2 %، إلى 50.66 دولار للبرميل.وعلى أساس أسبوعي، حقق برنت مكاسب بلغت 2.2% بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط 1.5%.وزادت أسعار النفط أكثر من 15 % في ثلاثة أشهر بما يشير إلى أن اتفاق أوبك لخفض إنتاج النفط بواقع 1.8 مليون برميل يومياً قلص فائض المعروض عالمياً. وحققت أسعار النفط أكثر من 15 % في الأشهر الثلاثة الماضية، ما يشير إلى أن خفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً من جانب أوبك وغيرهم من المنتجين ساعد على إزالة وفرة الخام العالمية. كما أدى ارتفاع الطلب العالمي إلى زيادة التوازن في السوق.خفضت شركات الطاقة الأمريكية عدد حفارات النفط العاملة للأسبوع الثالث على التوالي في الوقت الذي توقف فيه تعافي أنشطة الحفر الذي استمر 14 شهراً مع تقليص الشركات لخطط الإنفاق حين هبطت أسعار الخام.وقالت بيكر هيوز لخدمات الطاقة إن الشركات قلصت عدد منصات الحفر النفطية بواقع خمس حفارات في الأسبوع المنتهي في 22 سبتمبر/ أيلول ليصل العدد الإجمالي إلى 744 منصة، وهو الأقل منذ يونيو/حزيران.ويضع ذلك عدد حفارات النفط صوب التراجع للشهر الثاني على التوالي وأيضاً صوب تسجيل أكبر انخفاض شهري منذ مايو/أيار 2016. ويمضي عدد الحفارات أيضاً في مسار تسجيل أول انخفاض خلال ثلاثة أشهر منذ الربع الثاني من 2016.وعدد الحفارات، الذي يعد مؤشراً مبكراً على الإنتاج في المستقبل، ما زال أكبر من 418 حفارة كانت عاملة قبل عام حيث وضعت شركات الطاقة خطط إنفاق طموحة لعام 2017 عندما كانت تتوقع ارتفاع سعر الخام الأمريكي فوق نطاق 50 دولاراً للبرميل، وهو السعر الحالي.وارتفعت أسعار النفط نحو 7% منذ بداية الشهر الجاري بعد أن انخفضت إلى خمسة من بين الأشهر الستة السابقة، بما في ذلك تراجعها نحو ستة في المئة في أغسطس/آب في الوقت الذي ساهمت فيه زيادة الإنتاج الأمريكي في تعزيز تخمة الإمدادات العالمية.ومن المنتظر أن يزيد إنتاج النفط الصخري الأمريكي للشهر العاشر على التوالي في أكتوبر/ تشرين الأول ليسجل 6.1 مليون برميل يومياً بحسب توقعات حكومية أمريكية صدرت هذا الأسبوع.وبالرغم من أن العديد من شركات التنقيب والإنتاج قلصت استثماراتها هذا العام جراء انخفاض أسعار الخام، فإنها ما زالت تخطط لإنفاق المزيد من الأموال هذا العام مقارنة مع العام الماضي.وقال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق، الذي رأس اجتماع الجمعة للجنة المراقبة الوزارية المشتركة، إن تخفيضات المعروض تساهم في خفض مخزونات الخام العالمية إلى متوسط خمس سنوات وهو الهدف الذي وضعته أوبك.وأضاف: «منذ اجتماعنا الأخير في يوليو، تحسنت سوق النفط بشكل ملحوظ...من الواضح أن السوق تمضي حالياً في طريقها إلى استعادة التوازن».وتابع المرزوق: إن هناك عدداً من «الإيجابيات» في السوق بما في ذلك مستويات المخزون في الدول الصناعية بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والتي بلغت في أغسطس ما يزيد على متوسط خمس سنوات بمقدار 170 مليون برميل انخفاضاً من 340 مليون برميل في يناير/ كانون الثاني.(رويترز)
مشاركة :