عودة كوستا إلى أتليتكو مدريد قد تصبح خسارة فادحة لتشيلسي

  • 9/24/2017
  • 00:00
  • 398
  • 0
  • 0
news-picture

من المفارقات الغريبة أن يتم الإعلان عن رحيل المهاجم الإسباني دييغو كوستا عن صفوف تشيلسي - في انتظار الكشف الطبي - بعد مباراة عانى خلالها «البلوز» بقوة وكان واضحا للغاية افتقاد الفريق لجهود اللاعب في مثل هذه المباريات.لم يكن ذلك أمام نادي كاراباخ الأذربيجاني الذي أمطر تشيلسي شباكه بنصف دستة أهداف، أو أمام نوتنغهام فورست في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ولكن افتقاد تشيلسي لجهود كوستا ظهر واضحا للغاية في مباراة الفريق يوم الأحد الماضي أمام آرسنال في الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد نجح آرسنال في الحصول على نقطة من تشيلسي في عقر داره في «ستامفورد بريدج»، وظهر مدافع آرسنال شكودران موستافي بشكل رائع، وكان في رأي الكثيرين هو أفضل لاعب في المباراة. ورغم أن موستافي لاعب دولي في صفوف المنتخب الألماني ويقدم مستويات رائعة، فإنه لم يكن ليظهر بهذا الشكل ويلعب بهذه الأريحية لو كان كوستا يقود خط هجوم تشيلسي في تلك المباراة.لا ينتقص هذا بكل تأكيد من قيمة مهاجم تشيلسي الحالي الإسباني ألفارو موراتا، الذي انضم لتشيلسي قادما من ريال مدريد الإسباني ويقدم مستويات رائعة ويسجل الأهداف ويفعل كل ما يطلبه منه المدير الفني للفريق أنطونيو كونتي. ومن المتوقع أن يقدم موراتا، الذي يعد الصفقة الأغلى في تاريخ تشيلسي، مستويات أكثر قوة خلال الفترة المقبلة. لكن ما أود أن أشير إليه هو أن كوستا كان سيرهق دفاعات آرسنال ويسبب لهم الكثير من المشكلات بطريقة مختلفة.لقد كان دفاع آرسنال يلعب بأريحية كبيرة في تلك المباراة، ولم يكن هذا ليحدث لو كان كوستا موجودا، بل كان سيرهق الدفاع بتحركاته الكثيرة وتدخلاته في كل كرة واشتراكاته بالشكل الذي فعله أمام آرسنال أيضا عام 2015، عندما تدخل بقوة على المدافع الفرنسي لوران كوسييلني وتسبب في طرد البرازيلي غابرييل باوليستا قلب دفاع آرسنال في ذلك الوقت وفالنسيا الإسباني حاليا. ويعتمد كوستا على اللعب بكل شراسة وقوة والتدخل في كل كرة حتى يرهق المدافعين ويجعلهم يفقدون تركيزهم ويتخلون عن رقابته للحظات ثم ينقض على الكرة ويحرز أهدافا.هذه هي الطريقة التي يعتمد عليها كوستا والتي ساعدته على إحراز أهداف حاسمة خلال المواسم الثلاث التي قضاها في «ستامفورد بريدج» والتي سجل خلالها 52 هدفا في 89 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز وحصل على لقب الهداف في هذه المواسم الثلاثة ولعب دورا حاسما في فوز فريقه بالدوري الإنجليزي الممتاز مرتين. وكان كوستا يقود الخط الأمامي لتشيلسي بكل شراسة ومكر ودهاء خلال هذه المواسم الثلاث، والتي حصل خلالها على 33 بطاقة صفراء، بالإضافة إلى بطاقة حمراء واحدة، بعد حصوله على إنذارين في مباراة الفريق أمام إيفرتون في كأس الاتحاد الإنجليزي. وقدم المهاجم البالغ من العمر 28 عاما أداء لافتا مع تشيلسي، وكانت المباراة الأخيرة له مع الفريق في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في مايو (أيار) الماضي قد شهدت تألقا كبيرا أيضاً للاعب الذي أحرز في تلك المباراة هدفه رقم 58 والأخير له مع البلوز.ووصفه المدير الفني الحالي لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو بأنه لاعب متكامل، كما أكد كونتي على أنه لاعب محوري في الطريقة التي يلعب بها الفريق. وجاء وقت بدا واضحا خلاله أن كونتي بدأ ينجح في تغيير سلوكيات اللاعب لدرجة أنه لعب 10 مباريات دون الحصول على بطاقة صفراء واحدة، كما لم يتعرض للإيقاف سوى في مباراة واحدة قرب نهاية الموسم الماضي.وحتى عندما حصل كوستا على الإنذار الخامس خلال مشاركته في مباراة الفريق أمام كريستال بالاس في ديسمبر (كانون الأول)، ليتأكد غيابه عن مباراة الفريق التالية أمام بورنموث بسبب الإيقاف، غادر كوستا ملعب «سيلهرست بارك»، وهو صاحب الهدف الوحيد في المباراة. وعندما عاد كوستا من الإيقاف، لعب عشر مباريات أخرى في المسابقات المحلية دون الحصول على أي بطاقة صفراء. وبعيدا عن تأثيره الواضح داخل الملعب، كان كوستا محبوبا بين اللاعبين، وكان بعض اللاعبين يتواصلون معه بشكل دائم خلال الصيف عندما كان في البرازيل بسبب المشكلة التي حدثت بينه وبين كونتي، كما كان مصدر طاقة كبيرة للاعبين في غرفة خلع الملابس ومصدرا للبهجة والإيجابية. لقد كان يتمتع بحماس منقطع النظير، وكان هذا الحماس ينتقل بكل تأكيد إلى باقي زملائه في الفريق.لكن المشكلة كانت تتمثل في أن كوستا يعد شخصية غير مستقرة ويسبب بعض المشكلات وكان من الصعب التنبؤ بما سيفعله. وبالعودة إلى يناير (كانون الثاني) الماضي عندما نجح كونتي في أن يقود الفريق لتحقيق نتائج رائعة بنفس مجموعة اللاعبين الذين احتلوا مركزا متأخرا في جدول الترتيب في الموسم السابق، وبينما كان تشيلسي يجد منافسة شرسة من جانب توتنهام هوتسبير الذي حقق الفوز في 13 مباراة على التوالي في ذلك الوقت، خرج كوستا في هذا الوقت الحساس للغاية لكي يعلن رغبته في الرحيل إلى الدوري الصيني الممتاز ويهدد استقرار الفريق في تلك المرحلة الحرجة. ولا ننسى أيضا أنه في عام 2015 قد عاد للفريق استعدادا للموسم الجديد وهو يعاني من زيادة وزن ملحوظة. وكان كوستا يذكرنا من آن لآخر بأنه لاعب غير مستقر.من المؤكد أن أي مدير فني لا بد وأن يواجه بعض الأزمات خلال عمله، وكان كونتي يدرك بالتأكيد المزايا الكثيرة التي يملكها كوستا والقوة الهجومية الكبيرة التي يمنحها لفريقه وكان يدرك بالطبع أنه لا يملك البديل المناسب لكوستا في يناير، نظرا لأن المهاجم البلجيكي ميتشي باتشواي كان لا يزال في طور التأقلم على الحياة في إنجلترا. لكن بمجرد أن أصبح من الواضح أن سلبيات كوستا قد طغت على إيجابياته، وبعدما أبلغ كونتي مجلس إدارة تشيلسي بضرورة البحث عن بديل، باتت أيام كوستا معدودة داخل «ستامفورد بريدج».وقد نشر تشيلسي بيانا موجزا مكونا من 30 كلمة فقط قال خلاله إن النادي توصل إلى اتفاق مع أتليتكو مدريد الإسباني لبيع كوستا مقابل 57 مليون جنيه إسترليني، في إشارة ضمنية إلى أن النادي قد سئم من حالة الجدل المثارة حول اللاعب. وينطبق نفس الأمر أيضاً على الرسالة النصية القصيرة التي أرسلها كونتي لكوستا خلال الصيف والتي أخبره فيها بأنه لن يكون له مستقبل مع الفريق، وهو ما أثار حالة من الغضب العام بين محبي اللاعب، لكن الرسالة كانت كاشفة للغاية في محتواها. وكان الانفصال بين كوستا وتشيلسي قد أصبح حتميا منذ يناير الماضي. ورغم مشاركة كوستا في 16 مباراة مع الفريق وإحرازه ستة أهداف بعد ذلك، إلا أن ذلك كان مجرد «هدنة» غير مستقرة بين الطرفين، إن جاز التعبير.وجاء الإعلان عن انضمام كوستا لقائمة الفريق المكونة من 25 لاعبا في سبتمبر (أيلول) الحالي بمثابة خطوة محتملة للم الشمل مرة أخرى، لكن في الحقيقة لم يكن أي من الطرفين يتخيل أن تعود الأمور إلى نصابها مرة أخرى بعد كل ما حدث، ولا سيما بعد ما يطلق عليه البعض اسم «فضحية الرسالة النصية»، والتي تبعها بعد ذلك حالة من الفوضى والتهديدات القانونية بين الطرفين ومفاوضات بطيئة بين تشيلسي وأتليتكو مدريد، بينما كان كوستا يتدرب بمفرده في البرازيل. والآن، سوف يعود كوستا إلى أتليتكو مدريد مرة أخرى ليلعب تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني دييغو سيميوني، ويمكنه الآن أن يعمل على تقوية الجانب البدني حتى يعود للفريق في أفضل صورة ممكنة بداية من يناير المقبل بعد رفع الإيقاف المفروض على أتليتكو مدريد بعدم إبرام تعاقدات جديدة. ومن المؤكد أن كوستا سيوجد في مدرجات ملعب «متروبوليتان واندا» الأسبوع المقبل عندما يستضيف أتليتكو مدريد تشيلسي في دوري أبطال أوروبا، وسيكون هذا الموقف فرصة لشخصيته الاستفزازية، خاصة إذا وجد نفسه على شاشات التلفزيون وهو يلوح بوشاح أتليتكو مدريد. لكن تشيلسي لن يدخل في مناوشات من هذا النوع، لأنه قد طوى صفحة المهاجم الإسباني بعدما حصل على أفضل أداء ممكن منه على مدى عامين من الأعوام الثلاثة التي قضاها في «ستامفورد بريدج».ووجه كونتي الشكر لدييغو كوستا أول من أمس على الفترة الناجحة التي قضاها في ستامفورد بريدج، وذلك بعدما وافق النادي الإنجليزي على عودة المهاجم إلى أتليتكو مدريد. وقال تشيلسي في بيان الخميس إنه توصل إلى اتفاق لبيع المهاجم كوستا لأتليتكو مدريد في صفقة قدرتها وسائل إعلام إسبانية بنحو 55 مليون يورو (65.9 مليون دولار).وردا على سؤال هل توترت علاقته بالمهاجم الإسباني المولود في البرازيل خلال الأشهر القليلة الماضية فضل كونتي التركيز على الحديث عن مستقبل النادي في مباريات الدوري المقبلة وبذل الجهود للاحتفاظ باللقب. وأبلغ المدرب الإيطالي الصحافيين: «نتوجه بالشكر إلى كوستا على الخدمات التي قدمها للنادي. ونتمنى له كل التوفيق في المستقبل».وتابع «الماضي ليس مهما.. المهم هو العمل من أجل الحاضر والأهم منه العمل من أجل المستقبل. «لن أنسى أننا فزنا باللقب سويا الموسم الماضي. ولذلك أكرر شكري له على جهوده الموسم الماضي. ليس الموسم الماضي فحسب لكن على مجمل الفترة التي قضاها مع تشيلسي».وقال أتليتكو إن اللاعب الدولي الإسباني والذي ترك النادي لينضم إلى تشيلسي في 2014 سيخضع لفحص طبي في الأيام القليلة المقبلة قبل أن يكمل إجراءات الانتقال مطلع العام المقبل. وذكرت وسائل إعلام إسبانية أن أتليتكو توصل إلى صفقة قياسية في تاريخ النادي بلغت قيمتها 55 مليون يورو (65.55 مليون دولار) تجاوزت المبلغ الذي دفعه أتليتكو لنادي بورتو البرتغالي للحصول على خدمات رادامل فالكاو في 2011.ولم يلعب كوستا مع تشيلسي منذ مباراة نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في مايو . وكان كوستا هداف تشيلسي في المواسم الثلاثة التي قضاها في لندن. لكن الأمور لم تكن كلها جيدة معه في ستامفورد بريدج فعندما تراجع مستواه في موسمه الثاني مع الفريق بدأ تشيلسي الدوري بشكل مخيب، مما أطاح بالمدرب جوزيه مورينيو.وبعد فوزه بثاني ألقابه في الدوري مع تشيلسي الموسم الماضي أوضح بجلاء رغبته في العودة إلى أتليتكو خلال الانتقالات الصيفية بعدما قال إن المدرب كونتي أسقطه من حساباته. وبدلا من العودة إلى لندن للمشاركة في فترة الإعداد التي تسبق الموسم فضل اللاعب البقاء في البرازيل متهما تشيلسي بمعاملته «مثل المجرمين» وطالب النادي بعدم المغالاة في الأموال التي يطلبها لتركه يرحل.وقال: «رغبتي هي في العودة إلى أتليتكو. لقد رفضت عروضا أخرى. كانوا يريدون بيعي إلى الصين أو أندية أخرى. إذا غادرت سأذهب إلى النادي الذي أرغب في الذهاب إليه، وليس إلى النادي الذي يدفع أكثر». وأضاف: «أنا مستعد للبقاء في البرازيل من دون أن ألعب لمدة عام حتى ولو غرمني تشيلسي طوال هذه الفترة ولم يقم بدفع مستحقاتي. سأعود أقوى من السابق. لو كنت مخطئا لعدت الآن وقمت بما يطلبونه».ومع إغلاق نافذة الانتقالات في أوروبا والعقوبة المفروضة على أتليتكو والتي تمنعه من قيد أي لاعبين جدد حتى 2018 بسبب مخالفة لوائح الفيفا لن يستطيع كوستا اللعب مع أتليتكو حتى الثاني من يناير المقبل. لكن سيسمح له على كل حال بالتدرب مع فريقه الجديد حتى هذا التاريخ.وانضم كوستا إلى أتليتكو في 2006 وبعد سلسلة من فترات الإعارة بدأ يثبت نفسه كواحد من أبرز اللاعبين في تشكيلة المدرب دييغو سيميوني التي فازت باللقب في موسم 2013 - 2014 قبل الانضمام إلى تشيلسي في صفقة بلغت قيمتها 32 مليون جنيه إسترليني (43.21 مليون دولار).

مشاركة :