النصر---بالخصم-أم-الحكم؟

  • 8/14/2014
  • 00:00
  • 99
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن الموسم سيكون حافلاً بالإثارة التحكيمية والانضباطية، ربما تصل إلى درجة الفلتان، لا شيء جديداً يحدث سوى التعبئة الجماهيرية والإعلامية، وإلا فالأخطاء التحكيمية موجودة منذ عرفنا الكرة، الفرق أن التسليط أصبح بالمجهر، وسوء النوايا حاضر في كل لقطة، بل إن هناك متابعين أصبحوا لا يستمتعون بالمباريات، بل يقضون وقتهم في إثبات تعرض فريقهم للظلم التحكيمي، واستفادة الفريق المنافس من الأخطاء، بل مجاملته من الحكم واللجنة. ولكي نكون أكثر وضوحاً أقول إن إعلام وجماهير ومسؤولي قطبي العاصمة بدأوا يفقدون الكرة متعتها، فتركيزهم على الحكام أصبح أكثر من كل شيء، وهذا الموسم هو انعكاس للموسم الماضي، إذ عاش محبو الهلال الوهم بأن النصر كان مدعوما تحكيمياً، وأن «الهلال عال العال»، وغابت عن ذاكرتهم أخطاء مدافعي الفريق وحراسة مرماه التي هزمت فريقهم مرتين أمام النصر وبحكم أجنبي، ما عزز حظوظ المنافس في حصد الدوري والكأس، فالحكم لم يطلب من سلطان الدعيع والسديري ارتكاب تلك الأخطاء الشنيعة، لكن انشغال الهلاليين بهذا الوهم أخرجهم من دائرة البطولات في موسم نادراً ما يحدث للزعيم. ولأن الهلاليين عاشوا الوهم بأن ما حدث في العام الماضي كان بتدخل من الرئيس العام السابق، لذا أتى على النصراويين الدور ذاته ليوهموا أنفسهم بأن ما يحدث وسيحدث هو بتوجيه مباشر من الرئيس العام الحالي ورئيس الهلال السابق الأمير عبدالله بن مساعد، وذلك رداً على الادعاءات الهلالية في الموسم الماضي، على رغم أن العقل والمنطق يقولان إنه من المستحيل أن يطلب رجل الرياضة الأول سواء عبدالله أم نواف من حكم أن يجامل فريقاً على حساب الآخر، لكن بالتأكيد أن هناك مستفيدين من تأجيج مثل هذا اللغط، وهم مسؤولو الأندية الذين يريدون أن يغطوا على تقصيرهم وأخطائهم بمثل هذه الجدليات، كذلك بعض الإعلاميين الذين يحبون تأدية دور البطولة أمام الجماهير العاطفية والمتعصبة. في ظل هذه التعبئة، من المتوقع أن يعيش الحكم السعودي تحت ضغوط رهيبة قد تدفعه للوقوع في المزيد من الأخطاء، لذا يجب على لجنة الحكام واتحاد القدم حمايته، والحماية هنا ليست بالدفاع عنه إعلامياً أو تبرير أخطائه، بل بتطويره، تقويمه العادل، وتقديم الحوافز المجزية له، وكل هذه الأمور لن تتم إلا في ظل وجود موازنات ضخمة، لكي تكون كفيلة بتحويل ممارسة التحكيم إلى مهنة جاذبة للكفاءات، فأنا لا أعتقد أن هناك مغريات للأكفاء للانخراط في سلك التحكيم، لا شيء في المقابل سوى السب والشتم ومكافأة بسيطة لا تعادل إرهاق الركض طوال 90 دقيقة. لكي نخفف من الضغوط على الحكم السعودي، ينبغي أن يفتح المجال للأندية لطلب حكام أجانب وبرسوم مضاعفة تذهب نصفها إلى موازنة لجنة الحكام، وهذا الأمر كفيل بالآتي: أولاً: كتم الأصوات التي تتهم الحكم السعودي بضياع البطولات، فإذا لم تطلب إدارة النادي حكماً أجنبياً فإنها ستواجه اللوم من جماهيرها وإعلامها، ثانياً: ستوفر هذه العملية مبالغ جيدة للجنة الحكام، ما يعني رفع مكافآت الحكم السعودي وتحفيزه على تطوير مستواه، ثالثاً: ستسند المباريات للحكم السعودي الأقل أخطاء وصاحب المستوى المتطور، وهذا يعني ارتفاع المنافسة بين الحكام السعوديين، رابعاً: أتوقع أن تتراجع بعض الأندية عن طلب الحكم الأجنبي إذا ما طلب منها تقديم المبالغ المضاعفة مقدماً، وهذا سيلغي كثيراً من الادعاءات والاستعراض أمام الجماهير. أخيراً وبالعودة إلى الوهم الهلالي النصراوي أقول: إذا لجأ النصراويون إلى أسلوب منافسهم في العام الماضي، فإنهم ربما يشربون من الكأس نفسها ويخرجون من الموسم بلا بطولة!

مشاركة :