سورية تغيب عن أجندة الجمعية العامة للأمم المتحدة

  • 9/24/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دخلت الحرب السورية منعطفاً جديداً مع التوقعات باستعادة الرقة من تنظيم «داعش»، إلا أن قادة العالم المجتمعين في الأمم المتحدة هذا الأسبوع لا يبدون مكترثين كثيراً بالموضوع. وبعد أن كانت سورية محط اهتمام سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، غابت هذا العام عن الأجندة الديبلوماسية التي طغى عليها الملف النووي الكوري الشمالي والاتفاق النووي الإيراني. العام الماضي، تصاعد التوتر في الجمعية العامة، إذ انخرطت القوى الغربية في سجالات حامية مع روسيا وإيران حليفتي النظام السوري، على خلفية الحملة العسكرية ضد الأحياء التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة في حلب. ومنذ ذلك الحين، استعادت قوات الرئيس بشار الأسد، مدعومة من موسكو وطهران، حلب ومعظم المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة. أما تنظيم «داعش» فبات أقرب إلى الهزيمة في معقليه المتبقيين في سورية، الرقة ودير الزور. وأقامت روسيا وإيران وتركيا أربع «مناطق لخفض التوتر» في سورية، وهي تعمل مع الولايات المتحدة والأردن في الجنوب لإرساء اتفاقات لوقف إطلاق النار التي خففت من أعمال العنف. وذكّرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، وزراء الخارجية في اجتماع استضافه الاتحاد الأوروبي عن سورية أخيراً بأن «الحرب في سورية لم تنته بعد». لكنها أقرت بأن «الوضع على الأرض تحسن، إذ تم طرد داعش من معاقله» فيما خف القتال. وأضافت «بالنسبة إلى العديد من السوريين، يشكل ذلك الفرق بين الحياة والموت». وتعيش سورية حالياً عامها السابع من الحرب التي أسفرت عن مقتل 330 ألف شخص وسط نزاع بات غاية في التعقيد. إلا أن الجهود الديبلوماسية لا تزال بعيدة من الأنظار. ويشير ديبلوماسيون إلى أن المسألة الكردية وانخراط إسرائيل المتزايد في النزاع، مدفوعاً بمخاوف من تحوّل سورية المجاورة إلى نقطة انطلاق لإيران، تتشكل كأزمات جديدة. وقال ديبلوماسي أوروبي، طلب عدم الكشف عن هويته، «لم يُحَل شيء». وأضاف أن البلاد لا تزال منقسمة في شكل عميق، وهو ما قد يعتبره بعضهم تقسيماً بحكم الأمر الواقع، فيما لا يزال هناك خمسة ملايين لاجئ سوري ويبقى احتمال اندلاع معارك جديدة وارداً. وخلال خطابه أمام الجمعية العامة، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تشكيل «مجموعة اتصال» جديدة في الشأن السوري للدفع إلى حل ديبلوماسي. وتعاملت روسيا والولايات المتحدة ببرود مع الاقتراح. ولا يزال يتعين على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحديد استراتيجيتها المتعلقة بسورية لمرحلة ما بعد محاربة «داعش»، إلا أنها ترفض منح إيران، التي تعد لاعباً أساسياً في الحرب، مقعداً إلى طاولة المفاوضات. وقال مسؤول أميركي رفيع لوكالة «فرانس برس» هذا الأسبوع، عقب اجتماع بين الولايات المتحدة وحلفائها لبحث الوضع في سورية: «لو ضمت مجموعة الاتصال إيران، فسيكون ذلك صعباً بالنسبة إلينا». وأشار ديبلوماسي أوروبي إلى أن «الأميركيين تخلوا عن البحث عن حل سياسي، وأصبح تركيزهم ينصب على الجانب العسكري وهزيمة تنظيم داعش». وتخطط الأمم المتحدة لعقد جولة جديدة من محادثات السلام في الأسابيع المقبلة بين الحكومة السورية والمعارضة، على رغم أن المفاوضات السابقة لم تحقق سوى تقدم بطيء. ومع ضعف الموقع القتالي لفصائل المعارضة، لا يواجه النظام أي ضغوطات لتقديم تنازلات خلال محادثات جنيف المقبلة. ووصلت المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة إلى طريق مسدود على خلفية مطالب المعارضة بعملية انتقالية سياسية تمهد الطريق لنهاية حكم الأسد، فيما يأمل الاتحاد الأوروبي، مدعوماً بفرنسا وبريطانيا، بأن تستخدم الوعود ببلايين الدولارات من المساعدات لإعادة بناء سورية كورقة ضغط للدفع من أجل التوصل إلى تسوية. وخلال مؤتمر للمانحين عقد في بروكسل في نيسان (أبريل)، قدمت الدول مساعدات بقيمة ستة بلايين دولار لإعادة بناء سورية بعد الحرب، إلا أن الاتحاد الأوروبي أوضح أن الأموال لن تُمنح إلا عندما يتم التوصل إلى اتفاق في شأن انتقال السلطة. لكن بعض الديبلوماسيين يشير إلى أن تجاهل سورية بسبب الأسد قد يصبح أمراً لا يمكن الاستمرار به مع مرور الوقت. وأثناء اجتماع في شأن المساعدة الإنسانية، ذكّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الديبلوماسيين بأن ما على المحك في سورية يتجاوز الأسد بكثير، داعية إياهم إلى عدم نسيان آلاف السجناء والمفقودين.

مشاركة :