«النجاح إنك تضع خطة وهدف معين وتشتغل عليهم، ومتقولش هعمل وهعمل وهعمل، النجاح تقول أنا عملت إيه»، هكذا قال علاء حسين تركى، أو كما يُلقبه متابعيه على الفيس بوك «علاء جيكا»، صاحب أشهر مطعم بيتزا وفطائر في العاشر من رمضان، بدأ عمله في العاشر في أواخر التسعينات بإعداد الشيشة للمدخنين في قهوة بسيطة، لينتقل بعدها إلى العمل في كنتاكي يرمي القمامة، ثم العمل بالمجان لمدة 3 سنوات في مطعم بيتزا. انتقل علاء من مكان لآخر لمدة تزيد عن 15 عاما، ليعود إلى العاشر من رمضان مرة أخرى، وهو صاحب أشهر مطعم بالمدينة لصناعة البيتزا والفطائر. يحكي علاء تركي –البالغ من العمر 32 عامًا– بداية دخوله لمجال إعداد البيتزا والفطائر ، فيقول: «كنت أعرف صديقًا لي يعمل في أحد محلات البيتزا، وعجبتني الفكرة، خصوصًا إنك تقوم بصناعة الأكل نفسه، فمثلا لا تشتري فرخة وتضعها على الشواية، أنت تصنع وتشكل العجين ذاته». بدأ علاء عمله في سن العشرين بالمجان، فقط ليتعلم صناعة البيتزا التي نالت إعجابه بشكل كبير، وظل على هذا الحال 3 أعوام متتالية لا يتقاضي نهائيًا أي أجر، وعن ذلك يقول علاء: «كل الناس تقولي إنت بتشتغل من غير فلوس إزاي وبتنضف محلات الناس إزاي رغم إن حالتكم ميسورة!». انتقل تركي بعد ذلك إلى السويس، ليعمل لأول مرة بأجر يومي قيمته 30 جنيها، وتنقًّل إلى العديد من الأماكن في مدينة السويس، ومنها إلى الإسماعيلية، ومن الإسماعيلية إلى القاهرة، وبعد عدة مُنعطفات في حياته خرج مؤقتًا من مجال البيتزا واتجه لفتح مكتب شبكات التلفاز، وواصل العمل فيه لمدة عامين، إلى أن رأى أن الأمر غير مُربح، ووجد فرصة سانحة أمامه للسفر إلى إيطاليا، عن طريق الهجرة غير الشرعية. يحكي علاء: «كنت قد جمعت من شغلي خلال عامين 10 آلاف جنيه، أعطيتهم لأحد العاملين في مجال الهجرة غير الشرعية، وبالفعل سافرت إلى ليبيا، وقبل الإبحار إلى إيطاليا حدثت بعض المشاكل ولم أسافر، فقررت العودة لمصر والبقاء فيها». وفي 2008 بدأ علاء رحلة العودة إلى البيتزا مرة أخرى في إحدى القرى السياحية في مراقيا، معتمدا على الخبرة والمعلومات التي جمعها طوال سنين عمله. يقول «تركي»: «كل الناس كانت ضدي وبتقولي إنت فاشل وبتسافر الساحل الشمالي عشان تتفسح، كنت بقولهم أنا بشتغل وبعمل حاجة بحبها هتفيدني في المستقبل»، ويضيف: «مكنش بيهمني الفلوس وكل ما حد يقولي إنت أجرك قليل قابل بالوضع ده ليه أقوله مش مهم المهم إني أتعلم». عندما اتجه علاء إلى أحد مطاعم الإسكندرية، ولم يكن يملك ثمنًا لإيجار شقة أو أوضة يعمل بها، كان يضطر للعمل من الثامنة صباحًا حتى الثامنة مساءً، ثم يحمل حقيبته ويتجه للمبيت على البحر، يفترش الرمل ويدخل في سُبات عميق ليستقظ باكرًا ويغسل وجهه بماء البحر ويترجَل إلى عمله في «دار جُحا». ظل هذا الوضع قائمًا لمدة 12 يوما مُتتالين، وبعدها بفترة قام مدير المكان بنقض عهده في المرتب المتفق عليه مع علاء، ليرحل عن المكان ويتجه إلى القاهرة باحثًا عن عمل جديد. ذهب علاء إلى القاهرة يوم 25 يناير 2011، أول يوم في الثورة المصرية، لذلك لم يتمكن من العثور على عمل سريعا، إلا أنه بعدما هدأت الأحداث قرر العودة إلى مراقبة، حيث تعلم البيتزا، وظل يعمل في المكان حتى أصبح مشرفا على كل طاقم العمل، ونال شهرة واسعة. وذات يوم عرض عليه أحد الزبائن فرصة أن يفتح له مطعمًا للبيتزا، واختار علاء منطقة العاشر من رمضان ليبدأ نشاطه هناك، وحقق حلمه بافتتاح المطعم في 15 فبراير 2011. وفي عام 2016 ابتسم حط «جيكا» مجددا، عندما اشترك على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، بحدث تحت اسم «صورتك وانت في الشغل»، ونشر صورته وهو في المطعم، الأمر الذي منحه انتشارًا كبيرًا وصيتًا واسعًأ على السوشيال ميديا. يحكي «تركي»: «نزلت البوست الصبح وروحت أكمل شغل، بليل كلمتني خطيبتي تقولي افتح الفيس بسرعة البوست بتاعك جايب أكتر من 20 ألف شير !». اليوم يستطيع علاء تركي أن يجد متنفسًا لأحلامه داخل مطعمه الخاص، متمنياً أن يصبح يوماً صاحب انتشار أوسع محليا وعالمياً على غرار التوكيلات والأسماء الكبرى المعروفة.
مشاركة :