بلا بحر أطفال كابول يلعبون كرة القدم الشاطئية

  • 9/25/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كابول - تفتقر افغانستان الى اي منفذ على البحر، لكن هذا لا يمنع عشرات الاطفال من التدرب على ارضية رملية بدائية املا في تمثيل بلدهم في رياضة كرة القدم الشاطئية. في ملعب غازي في كابول حيث كانت حركة طالبان تنفذ عمليات اعدام رهيبة، يناور عشرات الاطفال الذين لم يروا البحر يوما في غالبيتهم، بالكرة ويسجلون الاهداف بحماسة وهم يرتدون بفخر قمصان فريقي ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين. ويقول مدّثر يوسفزاي (14 عاما) المتحمس جدا للعبة "لم اكن اعرف شيئا عن كرة القدم الشاطئية قبل ان انضم الى هذا البرنامج. لم ار شاطئا في حياتي". ويضيف "نواجه الكثير من المشاكل فعلينا ان نلعب حفاة القدمين على الحصى والغبار، والاهداف لا شباك لها الا اني اعشق اللعبة رغم ذلك". وعلى غراره، يشارك عشرات من الفتيان الافغان في هذا البرنامج الذي يشهد توسعا كبيرا منذ اطلاقه قبل ستة اشهر من اجل اكتشاف مواهب جديدة. ويقف وراء المشروع حضرة غول باران الذي يلعب في منتخب افغانستان للكرة الشاطئية الذي يحتل مركزا لا بأس به في تصنيف البلدان، خصوصا وانه لا يملك اي منفذ على البحر ويفتقر الى منشآت رياضية جيدة ويعاني من العنف المزمن الذي تعيشه البلاد. وهو يحتل المركز العاشر اسيويا والثاني والخمسين عالميا. ويوضح برانا البالغ 28 عاما "عندما اطلقت البرنامج كان الناس يسألونني كيف تدرب الناس على ممارسة كرة القدم الشاطئية عندما لا يملكون اي فكرة عن الشاطئ؟". الا ان هواة هذه الرياضة كثر. فكرة القدم لعبة شعبية جدا في افغانستان وقد حققت الكرة الشاطئية شهرة عندما خطى المنتخب الوطني خطواته الاولى على الساحة الدولية خلال مباراة ضد قطر في العام 2013 خرج منها منتصرا خلافا للتوقعات. ويوضح مدير اتحاد كرة القدم الشاطئية روح الله راستغار "لقد اقتدينا بسويسرا التي لا تملك منفذا على البحر ايضا وتبلي بلاء حسنا على الصعيد الدولي". ويتابع قائلا "بتنا نحقق نتائج افضل من كثير من الدول التي لديها شواطئ. لقد فزنا على منتخبات قوية مثل ماليزيا والصين". تحت الشاطئ.. الملعب وبرز شغف الشباب الافغان بكرة القدم العام الماضي عندما انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورة الطفل مرتضى احمدي المعجب الكبير بالارجنتيني ليونيل ميسي وهو يرتدي قميصا مصنوعا من كيس بلاستيكي رسم عليه الخطوط البيضاء والزرقاء لتقليد قميص المنتخب الارجنتين مع اسم النجم. وقد اصبح الصبي الصغير المقيم في محافظة نائية وغير مستقرة، نجما فعليا وتمكن من لقاء ليونيل ميسي. في ملعب غازي يتلقى نحو 200 صبي من فئات محرومة بغالبيتهم، التمارين ثلاث مرات في الاسبوع. ويؤكد باران "غالبية لاعبينا هم من اطفال الشوارع لا يملكون اي فرصة اخرى ليبرزوا مواهبهم". ويضيف "اذهب الى مناطق نائية جدا في كابول بحثا عن هذه المواهب. فان كان يحسن اللعب في الشارع فهو سيحسن بالتأكيد اللعب على الرمل". وشارك باران في فوز منتخب بلاده على قطر. وقد وقع عقدا بعد ذلك مع ناد برازيلي لكرة القدم الشاطئية لكنه عاد سريعا الى افغانستان املا باكتشاف نجوم. ومع عدم توافر الرمل الناعم الذي يستخدم عادة في هذه الرياضة والمأخوذ من البحر او الصحراء، يتمرن الشباب الافغان على رمل يستخدم في ورش البناء وهو اثقل واقل نعومة فيما تحيط الاشواك بالملعب بدلا من اشجار النخيل. ويقول باران "للاسف لا احد يدعمنا ماليا. لكني امل بالحصول على المساعدة لمواصلة هذا البرنامج الفريد من نوعه".

مشاركة :