تمتلك الدول نوعين من مصادر القوة، القوة الصلبة والقوة الناعمة. أما الصلبة فهي القوة العسكرية والموقع الجغرافي والموارد الطبيعية والمستوى التعليمي والثقافي للموارد البشرية... الخ. أما القوة الناعمة فهي قوة الدولة الديبلوماسية وعلاقاتها الدولية المميزة وإعلامها الموجه واستثماراتها الخارجية المشتركة مع الدول الأخرى وقدرتها على استخدامها في الضغط الناعم والتأثيرعلى الدول الأخرى. في «كتاب القوة الناعمة» SOFT POWER لجوزيف ناي مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق ورئيس الاستخبارات، يعرّف القوة الناعمة بأنها «قدرة دولة ما بالتأثير في دولة أخرى وتوجيه خياراتها العامة بأساليب لا تنطوي على استخدام القوة أو الإكراه والتهديد». ومن وجهة نظري، فان هذا النوع الراقي من الأساليب هو أكثر تأثيراً من الأساليب الصلبة (القوة العسكرية) التي اثبتت التجارب بأنها أقل قدرة على حل المشكلات والنزاع بين الدول. لذلك من أفضل من استخدم هذا الأسلوب، هو قائد الإنسانية وأبو الديبلوماسية الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله وأطال الله في عمره على الخير - فقد كان ذا بصيرة في استخدام الكثير من أساليب القوة الناعمة التي يملكها والتي تملكها الكويت حيث كان يطبقها بطريقة مميزة وذكية في علاقاته الدولية. مثال على ذلك ديبلوماسيته الحكيمة في حل النزاعات بين الدول اثناء الوساطات المتعددة التي شارك فيها خلال تاريخه السياسي والتي بذل فيها جهودا كبيرة واستخدم شخصيته المقبولة في التأثير و إقناع أطراف النزاع على الصلح. كما استخدم صبره وحلمه المعهود في امتصاص خصومه. وتم في عهد سموه ومن خلال توجيهاته، استثمار العمل الخيري وبشكل موسع لإبراز وجه الكويت الأخلاقي في المجال الإنساني، فقد كان سموه سخيا في التبرع الى الشعوب المحتاجة وحريصاً دائماً على استضافة المؤتمرات المانحة والداعمة للدول المتضررة من الحروب والكوارث، حيث تبرعت الكويت بسخاء خلال السنوات القليلة الماضية بمبلغ يقارب المليار و600 مليون دولار لمساعدة تلك الدول، فأصبحت الكويت بهذه الأعمال رمزا للإنسانية. كل تلك الأساليب المتنوعة من مصادر القوة الناعمة وأكثر منها، استخدمها الشيخ صباح وبطريقة فنية في تعامله مع الدول الصديقة وغير الصديقة حتى أصبحت الكويت بفضل الله تمتلك علاقات ديبلوماسية وسياسية مميزة مع كل دول العالم ولديها سمعة طيبة تجعل منها دولة تقف في مصاف دول العالم المتقدم التي تعرف كيف تستخدم قوتها الناعمة بطريقة إيجابية تصب في صالح علاقاتها الخارجية. هنيئا لنا بك يا صاحب السمو فخراً لنا وقائداً لمسيرتنا ومصدراً رئيساً من مصادر قوتنا. * رئيس مركز EPI للاستشارات والتدريب dr58mjm@hotmail.com
مشاركة :