كان التركيز في الأسبوع الماضي، في التغطية الإعلامية الأميركية في الصحف الرئيسية وشبكات التلفزيون الرئيسية، على الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وبخاصة لأنها كانت أول دورة يتحدث فيها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.قالت افتتاحية صحيفة «نيويورك تايمز»: «عبر العقود، كان خطاب الجمعية العامة للأمم المتحدة بالنسبة لرؤساء أميركا هو تقديم غصن زيتون ومدفع. تحذير الأعداء، والدعوة إلى مزيد من التعاون العالمي. لكن، تحول الرئيس ترمب عن هذا بأن ركز على التهديد والوعيد. وبخاصة تهديد كوريا الشمالية وإيران».وقالت افتتاحية صحيفة «واشنطن بوست»: «تأسست الأمم المتحدة بصفتها منظمةً لتحافظ على السلام، ولتدعو للسلام. لكن، لم يكن هذا ما قال ترمب في خطابه هناك. يذكرنا ترمب بما كان قال الرئيس السابق بوش الابن عن (محور الشر). (عندما أعلن بوش الحرب ضد الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، عام 2001)».وقالت افتتاحية صحيفة «لوس أنجليس تايمز»: «في عام 2009، ألقى الرئيس السابق باراك أوباما أول خطبه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ماذا قال؟ نعم، حذر من كوريا الشمالية وإيران». لكنه أضاف: «رغم كل هذا، تحترم الولايات المتحدة حق كل دولة مستقلة في ممارسة سيادتها. وتلتزم الولايات المتحدة بالعمل دبلوماسيا لتحقيق السلام والاستقرار. (بالنسبة لإيران وكوريا الشمالية) إذا نفذتا التزاماتهما نحو ميثاق الأمم المتحدة».وقالت افتتاحية صحيفة «يو إس إيه توداي»: «افتخر ترمب بأن الولايات المتحدة (حققت أشياء عظيمة) في عهده. وأن القوات الأميركية المسلحة ستصير (أقوى مما كانت عليه في أي وقت مضى). لكن، في خطابه الأول أمام الأمم المتحدة، قال الرئيس السابق باراك أوباما إن الولايات المتحدة (ستعمل مع العالم، وفي شجاعة، لتحقيق العدل والرخاء).تنوعت الموضوعات التي اهتمت بها الصحف الأوروبية، ومنها قضايا دولية وأخرى إقليمية ومحلية، ونبدأ الجولة من بروكسل، حيث ركزت الصحف البلجيكية على قضايا تتعلق بالشأن الأوروبي بشكل عام، وفي مقدمتها ملف خروج بريطانيا والخطاب الذي ألقته رئيسة الوزراء تيريزا ماي حول خطط لندن في مرحلة ما بعد الخروج، كما اهتمت صحيفة «ستاندرد» اليومية بملف إيران والتجربة التي قامت بها لإطلاق صاروخ، وقالت الصحيفة إن «التجربة التي وصفها تلفزيون الدولة في طهران بأنها كانت تجربة ناجحة، جاءت في توقيت صعب ووسط أجواء مشحونة بالتوتر وغموض بشأن مستقبل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية وإيران، وبخاصة عقب الانتقاد الشديد الذي وجهه الرئيس دونالد ترمب للاتفاق الذي جرى التوصل إليه في وقت سابق بين المجموعة السداسية الدولية وإيران حول برنامج طهران النووي، ووصف ترمب الاتفاق بأنه الأسوأ وقال سياسيون في الإدارة الأميركية إنه يجب إعادة النظر في هذا الاتفاق».أما صحيفة «دي مورغن» فقد اهتمت بتغطية اجتماعات الدورة الـ72 من اجتماعات الأمم المتحدة وانعقاد اجتماعات عدة على مستوى وزاري حول بعض الملفات الدولية المهمة، مثل دعم المستقبل في سوريا والوضع في العراق وغيرها.وننتقل إلى باريس، حيث ركزت صحف عطلة نهاية الأسبوع على الشأن الفرنسي الداخلي، وبالتحديد الاحتجاجات على إصلاح قانون العمل واستقالة الرجل الثاني في حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف. اليوميات الفرنسية أفردت أيضا حيزا مهما للانتخابات التشريعية في ألمانيا وللاستفتاء حول استقلال كردستان المقرر يوم الاثنين. «لقد نجح الاستفتاء حتى الآن بتأليب جميع القوى الإقليمية المتناحرة ضده»، قالت «لي زيكو» التي كتبت عن إجماع دولي مشابه باستثناء إسرائيل. «الجميع يخشى» تابعت اليومية: «من سلسلة تداعيات خطرة إذا ما تمت الموافقة على الاستقلال». «لي زيكو» أشارت أيضا إلى تخوف إيران وتركيا من «انتقال عدوى الانفصال إلى المواطنين الأكراد» في كلا البلدين.أما عن إقليم كردستان نفسه، فقد لفتت «لي زيكو» إلى أنه كان «واحة نمو واستقرار لا نظير لها في المنطقة»، وإلى أن مخاطر المرحلة تسببت برحيل المستثمرين الأجانب عنه أو بتجميد أعمالهم فيه. «لوفيغارو»، من جهتها، نشرت تحقيقا ميدانيا من كركوك التي تحولت مع اقتراب موعد الاستفتاء إلى «برميل بارود» كما قالت. «لم يسبق أن اقترب شبح الحرب إلى هذا الحد من المدينة النفطية المتعددة الأعراق والمتنازع عليها»، أضافت «لوفيغارو» التي أشارت إلى أن «بدء القوات العراقية هجومها على منطقة الحويجة المجاورة لطرد تنظيم داعش منها ليس من قبيل الصدفة».وتساؤلات أخرى طرحتها صحف باريس فيما خص مصير ألمانيا التي تستعد لانتخاب ممثليها يوم الأحد. «ليبراسيون» خصصت الغلاف وملفا كاملا للموضوع ولصعود اليمين المتطرّف في ألمانيا، في حين رأت «لاكروا» أن «مصير أوروبا مرتبط بنتيجة الانتخابات». «المستشارة ستكون سجينة التحالف الناتج من هذه الانتخابات» كتبت «لوبينيون»، في حين «لوفيغارو» خصصت حيزا مهما للألمان من أصول تركية.
مشاركة :